اليوم هو عيد مبلادي والكل مشغول..
امي تحضر لي ثوب التافتاه..
أبي يكلم محل الحلويات بشأن الكعكة..
اخوتي يزينون البيت..
خالتي تمشط شعري..
- سأهديك شجرة.
- لماذا؟
- لتمتد جذورها كما امتدت جذور حبك في أرضي.
- لا أعرف الزراعة وقد تموت.
-اذن سأزرع في جسدك زهرة وأمطر عليها لآلئ ومحارا.
- لااعرف الزراعة وقد تموت.
نمت الزهرة وكبرت لتصبح لها 69 ورقة متعانقة, لكل ورقة شفة تبحث دوما عن شفة الورقة الاخرى لتغيب معها في قبلة لا نهاية لها.
- يكفي انك تخنقني.
- لنجعلها اطول قبلة في التأريخ.
وتبقى ورقة واحدة لتمتد وتتسع لتشكل سحابة بنفسجية تلتف حول الوريقات المتعانقة تحميها من اعين الآخرين.
- لقد سقطت ورقة اليوم.
- اطلبوا أحسن الأطباء... لتشكل لجنة... لترسل الشجرة الى الخارج.
الكل مشغول بتزيين الشجرة.
أخي يعلق النجوم.
أمي تنثر القطن الأبيض ليسقط بلا مبالاة كالثلج عليها.
- ثبتوها جيدا لئلا تسقط على الضيوف.
- لا... لا... القاعدة قوية.
جلس السجان امام المثقف الكبير يراقبه. انه لايعرف القراءة ويغيضه انشغال الآخر بالكتب.
- هل انت طبيب؟
- لا.
- اذن كيف يدعونك بالدكتور؟
- انا دكتور في الأدب او بالتحديد أدب ت. س. اليوت.
- خطير؟
- نعم.
سقطت كل اوراق الشجرة عدا السحابة, فقد بدأت تمطر حبرا لتغرق كل العالم .
- هل لديك بعض الخبز؟
تعجب النادل من هذا الطلب الغريب... أنطلب خبزا بعد تلك الوجبة؟
- نعم يوجد بعض منه.
- لقد كانت امي تحب الخبز مع الشاي.
زاد الحصار عليه فقد اصدروا امرا بغلق مسامات جسده لئلا تتنفس حبا!
- يجب ان لايكون لك علاقة بها ولا تتصل بها.
- حاضر.
- يجب ان تتعهد لي.
- حاضر.
- يجب.
- حاضر.
- يجب
- حاضر
جلبت له اوراق كثيرة, لم يعد هناك شيء مهم في تلك اللحظة. حاول ان يرفع يده ليمسك القلم ويكتب اسمه لكنه لاحظ ان يديه قد استحالتا الى قائمتين بحوافر كبيرة... غمس حافره بالحبر وختم الورقة.
- لا تتعجب هذا من شروط اللعبة.
لقد اصبحت الشجرة عودا جافا.
دق جرس الباب... كانوا اطفالا وسيدة يبدو عليها التعب.
- سيدتي نحن نجمع الحطب ... هل لديك شيء منه.
- نعم هذه الشجرة.
وبضربة واحدة بالفـأس, أصبحت في عربة الحطب.
- لا تنسي ان تجلبي لي شيئا من الخبز عندما تحرقي شجرتي... فلقد اصبحت احبه مع الشاي.
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 09-14-2011 في 10:52 PM.