لرسول الله خصوصيات : لايجهل احد من اهل العلم ان قيام الليل كله او بعضه , مفروض على رسول الله وليس مفروضاً على سائر المسلمين , وان كان لهم ان يفعلوا , استكثاراً من الخير , وحرصاً على بلوغ الكمال في الدين , كما انه كان يواصل الصيام وينهي المسلمين عن الوصال , وكما كانت له خصوصيات في نفسه وصلته بربه , فعلى نسائه من التكاليف ماليس على سائر المسلمات , وقد ثبت هذا بنص القرآن " يانساء النبي لستن كأحد من النساء " , وقد غفل بعض أهل العلم في محاولته تطبيق هذه الآيات على عامة نساء المؤمنين , بحجة ان العبرة بعموم اللفظ لابخصوص السبب , او بحجة اعمال القياس في هذا المجال . ووجه الخطأ في عموم اللفظ ان الخطاب في الآيات متجه الى نساء الرسول " ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها اجرها مرتين واعتدنا لها رزقا كريما " فأداة العموم هاهنا مقصورة على نساء الرسول وليست عامة لنساء المؤمنين , ووجه الخطأ في أعمال القياس , ان أهم اركانه غير قائم في هذا المقام " يانساء النبي لستن كأحد من النساء " , ففي الآية نفى المماثلة بين نسائه عليه السلام وبين سائر المؤمنين , وإذا انتفت المماثلة فلا قياس , غير ان المسلمة إذا شائت - غير مكلفة - أن تتخذ من نساء الرسول قدوة , فانها قد ابتغت لنفسها سمو المنزله وبلغت بدينها غاية الكمال ...