هذا هو إلقائي للقصيدة: دلال الورد مساءُ الوَردِ.. هلْ للوردِ إمساءُ = وأنتِ الشمسُ والأنسامُ والماءُ؟ وأنتِ العطرُ والأحلامُ والنجوى = وأيكةُ واحةٍ في القَفْرِ فيحاءُ قَدِمتُ إليكِ والأزهارَ أحملُها = وجناتٌ على خدّيكِ زَهراءُ فغارَ الزهرُ من زهرٍ يعذّبني = كأنَّ الزهرَ في كفّيَّ أشلاءُ! وأنَّ القلبُ من نيرانِ لهفتِه = وليتَ العطرَ للملهوفِ إطفاءُ فما للزهرِ لا يبغي يُكلمني = وهذا النبقُ في شفتيكِ غنّاءُ؟ وعِقدُ الفلِّ فوقَ الصدرِ مُختالٌ = لديه من اختلاجِ القلبِ أنباءُ؟ ولستُ بقاطفٍ زهرًا فأقتلُه = حياءُ الزهرِ في نجواه إحياءُ مساءُ الوردِ، ما لِلشوكِ يُدميني؟ = وأنتِ رقيقةٌ خَجلَى؟.. أغيثيني إذا أخفَى حَيَا شفتيكِ بسمتَها = وغاضَ العطرُ في ثَغرِ الرياحينِ وهذا السوسنُ الوَسْنانُ في تَرَفٍ = على الأجفانِ أغضى لا يناجيني وجُوريُّ الأناملِ أطبقَ الأوراقَ عن كفِّي وأقسمَ ليسَ يُشذيني فهل لي من نَدى عينينكِ لؤلؤةٌ = تُعلّلُني وفي همّي تُواسيني؟ إذا ما كنتِ عازمةً على قتلي = فقولي الآنَ إنكِ لن تُحبيني فَيَا حُورِيّةً حسناءَ قاتلةً = أكانَ الوردُ مِصيدةً لِتُرديني؟ وبعضُ الوردِ قناصٌ فرائسَه = وبعضُ الناسِ مخدوعٌ إلى حينِ! مساءُ الوردِ، أنَّى يظمأُ الوَردُ؟ = وأنتِ الغيثُ واليَنبوعُ والوِردُ؟ عَتَبتُ عليكِ ـ آهٍ يا مُعذّبتي = عتابَ الصَّبِّ أَصْـلَى قلبَه الوَجْدُ إذا أغفى الوَرَى أضنى الجَوَى جَفني = يُمنّيني اللِّقا وتَبَاعدَ الردُّ وفي أنفي عطورُ الوردِ تَفتـنُني = فلا أدنو ولا أَسْطِيعُ أرتدُّ ونورُ الياسَمِينِ على جبينكِ لم = يُبيّنْ لي طريقَ الوَصْلِ أو يَحْدُ وأشكو للنسيمِ هواكِ أغنيةً = كما الكروانِ هاجَ حنينُه يشـدو تُصبّرني على اللَأْواءِ في عشقي = رياضٌ في دروبِ الوهمِ تمتدُّ مساءُ الوردِ، هل للوردِ من ردًّ = يُغيثُ القلبَ فالأشواقُ تَشتدُّ؟ محمد حمدي غانم 21/7/2010