ولدت غريبا و سأظل كذلك , كلهم ينسون اسمي بمجرد مغادرتي المكان, أحاول مرارا تذكيرهم الواحد تلو الأخر أنا الذي ’ أنا من ’ إني ’ غير أني أحاول عبثا وعندمـا أذكرهم اسمي سرعان ما يتقبلونني و كأنهـــم أقربـائي , لعل الغرابة في , ربما لهم أعــذارهم , يقولـون إني أظهـر فجأة و أختفــي فجأة.
كان يحدث نفسه منحدرا إلى غابة البلوط , ذات الأشجار الفارعـة ,اقترب إلى الشجرة المعمرة جدا يقولون أنها موجودة مع كل الأجيال , عمرها أسطوري , اقترب منها أكثر , وضع عباءته جانـبا و أسند ظهره إليها , عيـناه صوب التل المقابل , أصابع يديه مشبكة مع بعضـها البعـض , رجلاه مـمتدتان مع الظل.
- ربما يقولون عني (بوهالي) , الشيخ احسن يقولها دائما كلما رآني أكل بيدي بدل الملعقة , لا أحد فيهم يتصور أن أبانا الأول ربما كان يستعمل كلتا يديه للأكل , لعله كان يدفع اللقمة باليمنى ثم يردفها باليسرى.
البوهالي تلك المرحلة بين ان يكون وليا صالحا له كرامات و بين الجنون التي تجمع بين غرابة البطل و بين تماهيه في المحيط هي التي تؤهله الى المرحلة الحبكة حيث تحتضنه الشجرة بالكامل ’ ثم ظهور الشيخ احسن الذي تتجلى له الصورة و يبدو في النهاية ان الكل كان يمثل و ان مسرح الحياة هو ساحة الحكي.
هذا عن الربط بين المقدمة و باقي السرد و قد سرني تعليقك سيدي و مرورك الكريم و تفاعلك مع القصة ’ لك فائق المودة و الحب و التقدير سيد خالد يوسف ابو طماعة.