قذفت السنارة بعيدا، وحين أردت سحبها وجدت بأنها ثقيلة جدا،استجمعت قواي ، شددت الخيط ، وبدأت أحلم بما سوف يأتيني ، ظهرت في الأفق كتلة كبيرة ظننتها في بادئ الأمر سفينة، ولكنها سرعان ما ذكرتني بخارطة في كتاب "الأطلس"وعندما تأكدت من أني قد اصطدت قارة استراليا رصفتها جانبا وأعدت الكرّة مرة أخرى، وسرعان ما التحمت بأرضي" الجزمة"الايطالية مع جميع ملحقاتها ، بقيت كذلك حتى صارت الأرض من حولي مدنا متلاحمة دون حواجز أو بحار، لكني شعرت في لحظة ما بأني مازلت أطل على كل هذه الأشياء من أعلى رابية شاهقة وليس ثمة تلاحم بيني وبين ما أرى،حاولت النزول ولكني فشلت،عندها غرزت السنارة بصدري وأخذت أجرجر بجسدي حتى تمركز وسط المدن المتلاحمة،وعندما حدقت باتجاه الأفق أبصرت ظلي ما زال مغروسا على الرابية، يحاول جاهدا النزول إلى سفح الانتماء ولكن... دون جدوى.
الاستاذة والمبدعة الغالية
عواطف عبد اللطيف
روح النبع
لمرورك بالنص طعم الربيع
اجعلي من ربيع مرورك البهيج
زهورا لهذا الخريف القابع على النص
تقبلي احترامي
انتماء
.gif)
العرض العادي
