اعلم يا سيدي المصطفى
أن الناس حظوظ وأصوات وصمت وشذرات يقين.
الناس حزن وخوف وفرحة وانتظار غد ...
الناس أقنعة ووجوه صامتة ومبتسمة وضاحكة وشاحبة وخائبة.
التاريخ يا سيدي ينطق بكل التحولات التي شهدتها الطبيعة
ولكنه لم يعرف قط تغييرا طرأ على الناس
فقد ظلو أطفالا كما منذ عهدهم الأول كانوا
أرجو المعذرة لأنني وصلت متأخرا ...
أو فهمت بعض الأشياء متأخرا.
ربما كانت اللحظات التي أكون فيها حبيس أعماقي تطول بي
كفصل شتاء فلا أهتم بما حولي
وأقضي ساعات طوال أتجول داخل تضاريس ذاتي
فتأكل وقتي كله جبالها وسهولها
ووديانها التي لا أفرق بين منبعها ولا مصبها
فأتيه فيها وأَنْسانِي كطفل أضاع يد أبيه في زحمة سوق.
كانت رسالة مشروعة منك إليك
وكنتَ صادقا مع نفسك
وتمكنتَ من التعبير عمّا يجول فينا
حتى صرنا نسأل أنفسنا: أنحن نعيش هذا الواقع
أم الواقع يعيشنا عنوة..؟؟
شكرا لك ولك
مع تحيتي وتقديري
//
أمـــل
ومع تسلل الصباح المنحني لجمال هذه الحروف تنفست حروفك
الجميلة واستنشقت عبير هذه الرسالة الى ذاتك المكتظة بالكثير من الغرائب
رغم واقعيتها .. ورغم فرض الواقع علينا مالا نحب او نرغب ..
و على قارب الحيرة التي سكنت الخارج والداخل كانت المواجهة التي
لم تحسم الأمر ولم يظهر الملامح ولم تنفض الغبار عن الحقيقة ..
كلمات عميقة حملت الكثير من الأفكار المشتركة
تقديري لك ولحروفك الجميلة مع قوافل من الياسمين الدمشقي
هذه اللحظات التي تكون حبيسة الأعماق تطول
والوجوه كل يوم تتغير ملامحها وأقنعتها
ومعها يتغير كل شيء فلم نعد نعي ولم نعد نفهم ماذا يحصل ونبقى نعيش تلك الحيرة
عندما تتفتح كهوف الذاكرة ..
نرى بصيص نور خافت يدلنا على ذواتنا ..
ونحاول الوصول إلى أعماق النفس ..
فتفتر عزائمنا ..
من تلاطم أمواج الحياة..
نسير في مسارب معفرة بألم وفرح ..
لنكتب واقعا تحتاج النفس إلى استجمام