عودة النوارس
مِن رحلةِ الآلامِ من وَجَعِ السنينْ
هُمْ قادمونَ مُحَلّقينَ مُرفرفينْ....
وَمُقْسمينَ لها اليمينْ
وسيزرعونَ النارَ....
في حَدَقِ الزنازنِ والسجونْ
ولسوفَ يَحْتَدِمُ الصراعُ على جبينكِ....
عندما يعلو الصهيلُ على الهديلْ
يوماً سَيَنْتَفِضُ الشهيدُ على فراشكِ...
كاشفاً عنه "الكفنْ"
وَمُلَوِّحاً بيدٍ تُكَلِّلُها الدماءُ وصارخاً....
في وجهِ من حَرَفوا الزمنْ:
ألاّ بديلَ عن الوطنْ
يا مُهْرَنا الناريَّ هَيِّءْ سَرْجَكَ المُغْبَرَّ...
قد أَزِفَ الصباحْ
وتوهجي يا جمرةً...
في عينِ من حَرَفوا الشِّراعَ وأَكثروا فيه الجراحْ
هم قادمونْ
كي يَسْكبوا في الأرضِ إكسيرَ الحياةْ
وسيفتحونَ لنا العيونْ
وسيرفعون لنا الجبينْ
وسينزعونَ الشوكَ من لحمِ الجفونْ
هل تذكرونَ "الطّورَ" في "سيناءَ" و "الروحَ الأمينْ"
اذهبْ وربُّكَ قُلْتُموها مُعْرِضينَ ورافضينْ
قلتمْ "لموسى" إنّ فيها أمةً...
تَلِدُ الرجولةَ قبل أنْ تلدَ الجنينْ
ودخلتموها.... يوم أن شرخَ الزمانُ لنا الجبينْ
وَقَشَرْتُمُ الجرحَ المُسَجّى....
تحت ميراثِ السنينْ
لا والذي فَطَرَ الشفاهَ....
على امتصاصِ العشقِ من حَلَمِ الجذورْ...
لن يَفْطِموكَ...
ولو تَمَشّى السيفُ في عمقِ الصدورْ
هيَ كلما شربتْ دماءَ الطهرِ...
ماجتْ بالزنابقِ والزهورْ
هيَ كلما احْتَضَنَتْ شهيداً....
ذابَ فيها كي يعودَ مع الجذورْ
مُتَبَرْعِماً... ناراً ونورْ
هم قادمونْ
قد أَقْسَموا "بالتينِ" ب "الزيتونِ"....
ب "البلدِ الأمينْ" :
لن تدخلوها آمنينْ
تِلكمْ فلسطينُ التي كانت وكنا....
قبلَ ميلادِ السنينْ
عربيةً ماءً وطينْ
عربيةً دُنيا ودينْ
نَبْضُ العروبةِ في ثَراها...
أَسْمَرَ الحَدَقاتِ مَعْقودَ الجبينْ
والدارُ "كنعانيةَ" الوَجَناتِ
سمراءَ اليمينْ
ولها سَتَنْتَفِضُ العروبةُ عندما...
تَلِدُ الذينَ سيزرعونَ النارَ...
في حَدَقِ الزنازنِ والسجونْ
**
**
لا والذي فَطَرَ الشفاهَ....
على امتصاصِ العشقِ من حَلَمِ الجذورْ...
لن يَفْطِموكَ...
ولو تَمَشّى السيفُ في عمقِ الصدورْ
هيَ كلما شربتْ دماءَ الطهرِ...
ماجتْ بالزنابقِ والزهورْ
هيَ كلما احْتَضَنَتْ شهيداً....
ذابَ فيها كي يعودَ مع الجذورْ
مُتَبَرْعِماً... ناراً ونورْ
متوقد هذا النبض ..شامخ كأرض فلسطين ..مورق كزيتونها ونخيلها وصمودها
قصيدة مكتظة بالنبل والإباء والأمل
ستعود النوارس سيدي ..سيعود فينا صلاح الدين
فهو في قلب كل عربي مناضل ..في صدر كل من له قضية في هذه الحياة
في محبرة كل من يحمل سيف الكلام وراية الجهاد..
دمت شاعرنا ودام اليراع المعجون بثرى الوطن .
تِلكمْ فلسطينُ التي كانت وكنا.... قبلَ ميلادِ السنينْ عربيةً ماءً وطينْ عربيةً دُنيا ودينْ نَبْضُ العروبةِ في ثَراها... أَسْمَرَ الحَدَقاتِ مَعْقودَ الجبينْ والدارُ "كنعانيةَ" الوَجَناتِ سمراءَ اليمينْ ولها سَتَنْتَفِضُ العروبةُ عندما... تَلِدُ الذينَ سيزرعونَ النارَ...
في حَدَقِ الزنازنِ والسجونْ
نعم شاعرنا القدير تلك فلسطين التي منذ بدايات الزمن علمت الجميع معنى الإباء و الصمود و الشموخ .. و لقنت الأعداء الدروس .. مهما جار عليها الزمان .. مهما باعوها الإخوة و الخلان .. مهما تآمر عليها الولدان .. هي و أهلها مرابطون ليوم الدين .. و كأنك انتزعت من قلبك قطعة و من قلوبنا قطعة أخرى لتشكل بها مسار الحروف و تحملها دفق الأحاسيس و ترتب من خلالها معالم التاريخ .. متكئا على اسقاطات قرآنية أضافت السحر على المعاني .. و البلاغة على الصور .. و وضحت الرسائل المراد إيصالها .. قصيدة باذخة و قلم سامق .. كل التقدير مع الياسمين الدمشقي