قال أنه سيأتي لزيارتي بعد أيام خمسه
خفق قلبي وارتعش بدني شوقا للقاء
ورحت أرقب الطريق بشوق وفرحة كل يوم من الأيام الخمسه
تمشي الأيام بطيئه ليست كسائر الأيام
أعددت له ألف سؤال وسؤال
عن نخلتي
وعن الأطفال يلعبون أمام البيت
عن أمي..في قبرها
وأبي
وعمار
كل يوم أعيد ترتيب الدار
ثم أعيده
وملأت البيت وردا..
ونثرت عطورا
وبخور
وعلى كفي وضعت الحناء
وعند باب الدار شموع
ومن خوفي أن يوقفوه عند الحدود
نذرت النذور
أتعبني الأنتظار
كل يوم بسنة يمضي
وحان اليوم
سيصل عند الغروب
جلست عند باب الدار منذ الصباح
بل مشيت
وقفت
وصدري لم يعد يحتمل نبض قلبي
يدق في داخله مثل طبل
ياشمس خففي عليه
وياشوك كن حريرا
لاح لي من بعيد شبح
انه هو
يمشي مثل عملاق
واقترب
وحق العباس انه هو
ازداد خفقان قلبي
وعلى عيوني غشاوه
وقفت
وخطوت نحوه خطوات
ومن لهفتي نسيت نعالي
هرولت حافيا
عانقته
وتحشرجت أنفاسي ونسيت الكلمات
ومن ضعفي خارت قواي فجلست على الأرض
حاولت تذكر أسئلتي
لكنها غابت
وذرفت على كتفيه الدموع
ليس للدموع هويه
أعطاني هدايا
تمر من نخلتي وقال انها تسلم عليك
وحفنة تراب من قبور الأحباب
وهدايا صغيره من الأطفال
وسلام من أهل ديرتي
وأشياء
في الغربة,أخي القصي,يكون القلب رهيفا..تحركه نسمة تتخيل أنها مرت من وطن وأحباب..ومن يزورك من الأهل ترى أنه كشربة ماء بارد في ساعة ظمأ شديد...تنتظره بلهفة حارقه..وتفرح..لكن تبقى في قلبك لمسات من خوف أن يحين وقت الرحيل...وساعة الرحيل مرة قاسيه..يرحل فترقبه حتى يغيب عن الأنظار ويترك في القلب غصة ..ويرحل معه الفرح...الفرح يزورنا قليلا..ثم يرحل...
كأننا والفرح خصوم...يزورنا..يبقى جالسا القرفصاء عند الباب..نتوسل اليه..ننحر له الذبائح ..يرحل سريعا..
زائري أسمه الهزبر حينا والصقر أحيانا...شاب هو..لكنه جمع مجد العرب في قلبه..هو القعقاع وابن الوليد مجتمعين...ربما ستراه يوما..ويكفيك أن تنظر في عينيه..عيون صقر..فتقرأه...
هو من دمي ولحمي...كم أحبه..والله...