أمضى ليلته كالعادة ، وحيدا في حجرته ، تلك الحجرة الساكنة في منزل تترامى أطرافه وتتناثر حجراته ، انتصف الليل أو كاد ، وشعر برغبة تشده إلى سريره ، أطفأ أنوار الحجرة ، استلقى على سريره بعدما أسدل ستار الشباك المقابل لسريره ، وضع يديه تحت رأسه ، ونظرهُ شاخصٌ نحو سقف الحجرة ، شرد في خياله بعيدا .. فجأة .. الباب يقرع !! ثلاث طرقات منتظمة على الباب ... تساءل بينه وبين نفسه قبل أن يجيب من ؟
من يا ترى قد جاءني في مثل هذا الوقت ؟؟!! ارتفع صوته مرة أخرى من الطارق ؟؟ لم يجد إجابة ، انتظر قليلا وكل جوانحه تتجه صوب الباب ، وهو ما زال مستلقيا في سريره ، الباب يفتح ... من هناك ؟؟!! ولا صوت سوى حفيف هواجسه وأسئلة تتناثر في خلده كأوراق شجر الخريف ... وصوت خطوات منتظمة تسير في الصالة الكبرى المؤدية لحجرته ، والظلمة تعجُّ بالمكان ، يقفز من سريره بصوت متهدج تخرجُ حروفه متثاقلة، يكرر النداء : من هناك ؟؟ ولا جواب. يتسلل لحجرته ...والهدوء يصل لحالة السكون ... ويكاد يشعر أن القادم بات قريبا من باب حجرته المغلق ،بل يحسه خلف الباب تماما ، أتراه والدي قد جاء في هذا الليل يتفقد مخدعي ويرخي الغطاء فوقي كعادته ، لكن والدي مات منذ ثلاثة أعوام .. وخوف يخترق وجدانه ، قدماه ترتعشان ، ويشعر ببرودة أطرافه ، يقفز من سريره ، يتسمّر قربه .. ما أبعد المسافة بينه وبين الحائط الذي يعلوه مفتاح الكهرباء حت يفضّ حلكة الليل المحيط بأرجاء حجرته ... باب الحجرة يفتح ... يدنو منه يقترب أكثر ... تتحشرج الكلمات في جوفه ، ترفض أن تخرج،يشعر بصوته مختنقا ، وكأنه فقد حاسة النطق ، وفجأة ينتفض بصرخة دوّى صداها في الأفق الساكن ، من هناك ؟ ويجيء الصوت بهدوء ... وبأناقة ، ردّت وقالت : الذكريات .
للذكريات وقع مخيف أحيانا حتى وإن كانت جميلة
المشكلة في الحالة التي نكون عليها أثناء استدعائنا لتلك الذكريات
الأستاذ وليد دويكات
أشكرك لأنك هنا إياك والغياب
دمت لنا وحفظك ربي من كل سوء
للذكريات وقع مخيف أحيانا حتى وإن كانت جميلة
المشكلة في الحالة التي نكون عليها أثناء استدعائنا لتلك الذكريات
الأستاذ وليد دويكات
أشكرك لأنك هنا إياك والغياب
دمت لنا وحفظك ربي من كل سوء
للذكريات وجوه وأشكال / منها ما يرسم دمعة ، بسمة ...
دمت سحابة تظلل أحلامنا ...