آخر 10 مشاركات
خواطر تائهة: ما عدت أرى للشمس أناشيد (الكاتـب : - )           »          دعاء (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          بماذا تشعر \ين...الآن (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          أما آن للصمت أن يُكسَر؟ (الكاتـب : - )           »          دعوة من القلب لراحلنا العزيز عبدالرسول معله (الكاتـب : - )           »          على الود..نلتقي (الكاتـب : - )           »          صباحيات / مسائيـات من القلب (الكاتـب : - )           »          مشهد مؤلم ومبكى جدا (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
ابتسام السيد من ليبيا بلد الطيوب : كل عام وأنتم الحير آل النبع الكرام************عايدين فايزين دوريس سمعان من صباحكم مسك : طيب الله جمعتكم بالخير والبركات

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 06-07-2011, 06:17 PM   رقم المشاركة : 1
أديب
 
الصورة الرمزية عيسى بن محمود





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عيسى بن محمود غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي بيضات التزويق.

شفْناهْ ورِيناهْ و عْرَفْنا واشْ نواهْ

بحتِ الحناجر و الهاجرة تزيد وهجا من عرق الكادحين.
-شفناه و ريناه
تأخرَ عن إتمام تراتيله لما أن سَبق بأسرة ذهبية هذا الإناء الذي اقتحم ما فُتح من الباب:
-اشفع لي بدعوة يا طالب
تأخر الرفقة و تقدمَ ، يداه على الإناء لامست أو أوشكت أو يخالها لحقت بأصابع رهيفة انسحبت من حول الإناء بنعومة.
لامست الشفاه العطشى طرف الإناء و ارتفع البصر العطش نحو شق الباب ، جرعة ثم الصوت يأتي من الخلف جماعيا:
-شفناه و ريناه
حملق ، حدق،دقق ، لم يتبين
الصوت الجماعي يواصل :
-و عرفنا واش نواه
الأصابع تنثني على دفة الباب ، و دوره في مواصلة الكورس الجماعي ينطقه:
-بيضة ، بيضة يرحم والديكم
-ادع لي يا طالب
-سقيتنا عذبا فراتا سقاك الله شربة هنيئة يوم القيامة
سلم الإناء للرفقة ، شربوا و بإشارة لمواصلة المشوار كان الزقاق يردد:
-شفناه و ريناه و عرفنا واش نواه
-هاك الإناء ، ارتوينا
-ادع لي يا طالب
-آه ، سأدعو يا...
صامتِ اللغة و أحجِر عن المعنى ، بماذا تراه يخاطبها ؟ يابنت ؟ نعم قد تفي هاته بالغرض
-بعد التجلي يا بنت ..بعد التجلي
اختلطت عليه تراتيل جمع البيض مع حكاية ذياب الهلالي و هاته الجازية ، و تذكر أنه بدل تحفيظهم : خط العيد خططناه ، في الألواح زوقناه ، صب جام صوته في ما ردده ذياب و تناقلته الأجيال .
أطلت لما أن أحست منه تباطؤا خيل إليه ، أو تكون قد أرادت التجلي،
-عرفتني؟
-من ......؟
كم تمادينا في اللعب و كم جنبا الى جنب نتسابق في القشير ، نملأ الروابي شغبا ، أكثر مما تحدثه خرافنا و هي تثغوا بمرح فطري ،تنكزني بكتفها كلما جمعنا أعواد الصّمار لصناعة صناجة الجبن،
-لن يجمد
أضيف للحليب ما تناثر من زهر الخرشف و اتحداها ،
-سيجمد يا بنت ، سيجمد
أعادته إلى اللحظة:
-تفاجأتَ؟
حملقَ ، حدّق، دقق ثانية ، لم يك بياضها ما اتضح له بدءا، شحوبٌ ألبسها صفرة باهتة ، امتص حمرة خديها و سمرة ساعديها و بريق عينيها الحاد ، قيل أنها مرضت و كفى ، و قيل أن جِنًا ركبها ، و قالت نسوة في الحي أن الشيخ لما جاء لإخراج الجان ركبهُ فركبها بدوره ، و سترًا تم تزويج المارد الجديد بها في غفلة من ألسنة القرية .
هل كانت تلك الزغاريد التي سمعها تصدر متقطعة محتشمة تُنبيء عن الخطب العظيم؟
-شيخنا زوجناه ، جبنالو حورية من حوريات الجنة
عاد الكورس الجماعي و قد استدركوا تراتيل بيضات التزويق
-عرفتني الآن يا عامر ؟ ألا تزال تذكرني مثلما أذكرك أنا بتفاصيلك ؟ أتذَكر ما يضحكك ، و ما يحزنك ، متى تهفو إلى شيء ، أحفظ حتى موضع الشامات من جسمك ،أتذْكر حينما ضربتك مرة لما دفعت بي إلى ماء الغدير ؟ كنتُ تبللت تماما لما أن اختفيتُ وراء الدفلى ، كسرتُ منها عودا لينا ، لحقتَ بي و لم تك تعلم أين أختفيتُ تحديدا ، ضربتك على كتفيك ، تألمتَ فرحتُ أنزع عنك ثوبك لمعاينة مكان الألم ، كانت الشامات تتوزع كتفك الأيمن ، عضضت احداهن بلطف ، تأوهتَ بتخابث فأكتفيت بتقبيل موضع الضرب ، أما زلت تذكر؟ أما تزال الشامات مكانها؟
-بيضة بيضة يرحم والديكم
أشار إليهم بالتوجه إلى زقاق آخر و منهم من يسترق السمع و منهم من يسترق البصر
-خط العيد خططناه..
صوت نشاز:
-و الشيخ رَاهُو جَايْ
ابتعد عنها خطوة ، مسكه من ساعده:
-من أين ؟
أشار الى الدرب الذي جاؤوا منه
أطلق سراح ساعده و مد فمدت و تلاقت الأصابع منفرجة عن بعضها تاركة مساحة للأصابع التي ولجت بينها بحنو،
إلى اليمين ذهبوا
إلى اليسار التفتا
هل من مسلك ثالث؟
لم تفقس بيضات التزويق تلك السنة ، لكنها أنتشت نباتا يشبه الصبار ما لبث ينمو بسرعة كبيرة حتى غطى على القرية ، لم تعد أشعة الشمس تخترقه ، و وصل القرى المجاورة.







  رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:30 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::