1**سمعتُ بموت صاحب من مخيمنا ،،ولا أدري كيف شعرتُ ،،لقد مرّ في ذهني شريط حياته وشريطنا ،،تذكرته وهو يقف في المطر على الباب يمسك حبل خيمته ،،ينظر لا أدري إلام ينظر ،، صافنا كأنّه لا ينظر إلى شيء ،،،فالفقير وهو يرى بؤسه ،تُرخي عينُه ستارة كي لا يطول تركيزه في ألمِه ،،
..نحن نرحم أنفسنا ولو كنّا في جهنم نفسها ،،
..وأذكُره وهو يصيد العصافير بين قصب الذرة ،،فيقطع رأسه وينتف ريشه ويشعل نارا ويُقلّبه عليها ،،،ثم يمضغه !!
،،ويذهب إلى بيته ليسهر مع أمّه وأخته تحت نقط المطر التي تتسرب من الشقوق ،،على ضوء الفانوس ،، كانت تتكلم أمّه دائما عن قريتهم وما فيها من خير ،،وتسأل : أين ذهب من كان فيها من الناس والخير ،،،
..تقول : كم تكثر الأوطان الجديدة في كلّ نكبة ،،ويقلّ الخير ،،فكأنما يخرج الناس من نفوسهم ،،يتمزقون كما تتمزّق النار في السماء شرارات كثيرة !!.
.
...وتذكرتُه وهو يمشي في الطين حافيا حول خيمة المدرسة ،، تصطك أسنانه من البرد ،،أو الغضَب ،،يمشي مُكشّرا لا يضحك وكأنما يقاتل في طريقه ،،عدوّا يجلس في الهواء ،،!
..وعرفت أنّه مات فقيرا أيضا ،،!لقد مرّ بين كلّ شيء فيها ولم يأخذ شيئا بيده ..! لم يذُق طعم الحياة وهو حيّ يمشي فيها ،،! كمن يمشي في النهر عطشانا ولا يشرب،،
... ومع ذلك سمعتهم يقولون :أنه مات ! ،،فهل كان حيّا .....!.
...وقلتُ وأنا أتخيّل نعشه الذاهب الى الموت الطويل: ..هي رحلتنا القاسية الأخيرة يا صاحب ،،،سنجتازها ضاحكين كما كنّا طاهرين ،،وتذوق الحياة مثل الناس اجمعين
ونظرت الى نعشه و أحسسْتُ ،،كأنّي ابتسمْتُ ،،مع دمعةٍ تسيل ...!!
2**
،،قبل مرضه وهو في أوج أحلامه أصيب،وكما يُثْقَب مركبٌ عنيد يصارع الأمواج ،،،فيُثقله الماء ،،،فلا يعود لعراك الأمواج ،،،!
...وبعد مرضه ،،،تعجبّتُ من صبره ،،،وإصراره على الحياة وكِفاح كلّ ألم ،،،،،،وتعجبْتُ من إصراره على إيمانه ومثاليّته ،،
،،قد ظلّ في أحسن صفاته ،،لم يتحوّل إلى النقمة ،،ظلّ يفهم أنَّ موته الحقيقيُّ هو أن يتغيّر إلى السوء ،،بسبب غياب بعض حظّه في الحياة
فبعضهم حين يُصاب ،،تأتي اليه فإذا هو مُتَغيّر المحبة والصفاء والإيمان ،،فتزداد خسارته ،،،تقول في نفسك :أنت لم يضرّك المرض ،،بل انهيار بنائك الجميل من الأخلاق والأفكار والإيمان ،،،في لحظة واحدة ،،،فمات معناك وأنت ما تزال في الحياة ،،!وانقطع حبلك مع الله ونفسك الجميلة
ليس لهذه الحياة حقيقة واضحة لأنها ذاهبة ،،كيف تحكم على دولاب يجري إلى الحفرة العميقة ،،،وليس لنفسك حقيقة ثابتة تعرفها ،، إلاّ ساعة الموت ،،لأنّك في ساعة الموت تُعرَفُ من أنت ،،وترى كلّ حصادك ،،وما كتبْتَ في دفاترك
كم أحبّ أن ألقاك في الجنّة أبا شادي ،،،،حتى ذلك المكان الذي ننتظره ونحبّه ،،نحسّه أجمل حين نَلقى فيه أناسا أحببناهم هنا ،،مثلك ،، يرحمك ويرحمنا الله
3** ،،هنا في المشافي ،،تفرح أنّك لست هنا ,,,إلى الآن ......ولكننا نخرج من المشفى ونحن نسأل " متى دَوْرنا " ! .. فنحن نعلم أننا لن نسلَم إلى الأبد ،،! هنا يريدون انتزاع بعض زيادة من الحياة ،،ولكنّا مثل قلم يكتب ،،وينتهي حبره في يوم ما ...
.
إننا ونحن نمشي فرحين ذاهبين في بستان جميل ،،،نحزن فجأة ،،ونحن نفكّر في الخروج والإياب ...لا نعيش فرحين بإحساسنا المرهف ،،إلاّ أن يختلط الحزن في افراحنا ،،كما العنادل الشجيّة ،،!،كي نظلّ مستعدّين لضعفنا القادم وموتنا ،،...!"...
.
..أحبُّ أن أنتبِهُ لكلّ تلك التفاصيل الدقيقة في حياة مريض لا يدري ،،أعمره ساعات أم يعود إلى شوارع الحياة ،،مبتهجا بأيام أخرى ،،! لن تطول هي ايضا ،،،!! فرحنا بالحياة كفَرح طفل بُلعبة ،، لا يدري متى ستنكسر !!!
.
.،،ولأنّ حظّنا في هذه الدنيا شديد الإختلاف ،،فعدْل الله العظيم ،،أنّه جعل للإنسان حياة أخرى أبدية،، يدخلها الراضون عنه ..الرضى عن الله هو معنى الصلاح ...
الكاتب / عبدالحليم الطيطي
https://www.blogger.com/blogger.g?tab=oj&blogID=6277957284888514056#allpos ts/postNum=1
التوقيع
في بحر الحياة الهائج..بحثْتُ عن مركب ،،يكون الله فيه
نص من صميم الواقع ...
لغته متينة ومعبرة وسليمة من الهنات
أشير بكل لطف الى اعادة النظر في ترتيب مقاطعه لتكون أكثر تواترا وانسجاما ولا تحدث قطيعة في ذهن المتلقي وهو يجول في جسد النّص
ما أجمل ما تكتب أيها القدير
نعم الإنسان الواعي المتفكّر أنت.. فلا تخرج هذه المعاني إلاّ ممن أدرك المعنى الحقيقي للحياة
المؤمن الصادق لا يفرح والله لا يحبّ الفرحين
هدانا الله وإياكم لما فيه رشدنا وصلاحنا
إنحناءة
نص من صميم الواقع ...
لغته متينة ومعبرة وسليمة من الهنات
أشير بكل لطف الى اعادة النظر في ترتيب مقاطعه لتكون أكثر تواترا وانسجاما ولا تحدث قطيعة في ذهن المتلقي وهو يجول في جسد النّص
أشكر اللقاء والضوء ،،يا أديبة وألف سلام اليك
التوقيع
في بحر الحياة الهائج..بحثْتُ عن مركب ،،يكون الله فيه
1**سمعتُ بموت صاحب من مخيمنا ،،ولا أدري كيف شعرتُ ،،لقد مرّ في ذهني شريط حياته وشريطنا ،،تذكرته وهو يقف في المطر على الباب يمسك حبل خيمته ،،ينظر لا أدري إلام ينظر ،، صافنا كأنّه لا ينظر إلى شيء ،،،فالفقير وهو يرى بؤسه ،تُرخي عينُه ستارة كي لا يطول تركيزه في ألمِه ،،
..نحن نرحم أنفسنا ولو كنّا في جهنم نفسها ،،
..وأذكُره وهو يصيد العصافير بين قصب الذرة ،،فيقطع رأسه وينتف ريشه ويشعل نارا ويُقلّبه عليها ،،،ثم يمضغه !!
،،ويذهب إلى بيته ليسهر مع أمّه وأخته تحت نقط المطر التي تتسرب من الشقوق ،،على ضوء الفانوس ،، كانت تتكلم أمّه دائما عن قريتهم وما فيها من خير ،،وتسأل : أين ذهب من كان فيها من الناس والخير ،،،
..تقول : كم تكثر الأوطان الجديدة في كلّ نكبة ،،ويقلّ الخير ،،فكأنما يخرج الناس من نفوسهم ،،يتمزقون كما تتمزّق النار في السماء شرارات كثيرة !!.
.
...وتذكرتُه وهو يمشي في الطين حافيا حول خيمة المدرسة ،، تصطك أسنانه من البرد ،،أو الغضَب ،،يمشي مُكشّرا لا يضحك وكأنما يقاتل في طريقه ،،عدوّا يجلس في الهواء ،،!
..وعرفت أنّه مات فقيرا أيضا ،،!لقد مرّ بين كلّ شيء فيها ولم يأخذ شيئا بيده ..! لم يذُق طعم الحياة وهو حيّ يمشي فيها ،،! كمن يمشي في النهر عطشانا ولا يشرب،،
... ومع ذلك سمعتهم يقولون :أنه مات ! ،،فهل كان حيّا .....!.
...وقلتُ وأنا أتخيّل نعشه الذاهب الى الموت الطويل: ..هي رحلتنا القاسية الأخيرة يا صاحب ،،،سنجتازها ضاحكين كما كنّا طاهرين ،،وتذوق الحياة مثل الناس اجمعين
ونظرت الى نعشه و أحسسْتُ ،،كأنّي ابتسمْتُ ،،مع دمعةٍ تسيل ...!!
2**
،،قبل مرضه وهو في أوج أحلامه أصيب،وكما يُثْقَب مركبٌ عنيد يصارع الأمواج ،،،فيُثقله الماء ،،،فلا يعود لعراك الأمواج ،،،!
...وبعد مرضه ،،،تعجبّتُ من صبره ،،،وإصراره على الحياة وكِفاح كلّ ألم ،،،،،،وتعجبْتُ من إصراره على إيمانه ومثاليّته ،،
،،قد ظلّ في أحسن صفاته ،،لم يتحوّل إلى النقمة ،،ظلّ يفهم أنَّ موته الحقيقيُّ هو أن يتغيّر إلى السوء ،،بسبب غياب بعض حظّه في الحياة
فبعضهم حين يُصاب ،،تأتي اليه فإذا هو مُتَغيّر المحبة والصفاء والإيمان ،،فتزداد خسارته ،،،تقول في نفسك :أنت لم يضرّك المرض ،،بل انهيار بنائك الجميل من الأخلاق والأفكار والإيمان ،،،في لحظة واحدة ،،،فمات معناك وأنت ما تزال في الحياة ،،!وانقطع حبلك مع الله ونفسك الجميلة
ليس لهذه الحياة حقيقة واضحة لأنها ذاهبة ،،كيف تحكم على دولاب يجري إلى الحفرة العميقة ،،،وليس لنفسك حقيقة ثابتة تعرفها ،، إلاّ ساعة الموت ،،لأنّك في ساعة الموت تُعرَفُ من أنت ،،وترى كلّ حصادك ،،وما كتبْتَ في دفاترك
كم أحبّ أن ألقاك في الجنّة أبا شادي ،،،،حتى ذلك المكان الذي ننتظره ونحبّه ،،نحسّه أجمل حين نَلقى فيه أناسا أحببناهم هنا ،،مثلك ،، يرحمك ويرحمنا الله
3** ،،هنا في المشافي ،،تفرح أنّك لست هنا ,,,إلى الآن ......ولكننا نخرج من المشفى ونحن نسأل " متى دَوْرنا " ! .. فنحن نعلم أننا لن نسلَم إلى الأبد ،،! هنا يريدون انتزاع بعض زيادة من الحياة ،،ولكنّا مثل قلم يكتب ،،وينتهي حبره في يوم ما ...
.
إننا ونحن نمشي فرحين ذاهبين في بستان جميل ،،،نحزن فجأة ،،ونحن نفكّر في الخروج والإياب ...لا نعيش فرحين بإحساسنا المرهف ،،إلاّ أن يختلط الحزن في افراحنا ،،كما العنادل الشجيّة ،،!،كي نظلّ مستعدّين لضعفنا القادم وموتنا ،،...!"...
.
..أحبُّ أن أنتبِهُ لكلّ تلك التفاصيل الدقيقة في حياة مريض لا يدري ،،أعمره ساعات أم يعود إلى شوارع الحياة ،،مبتهجا بأيام أخرى ،،! لن تطول هي ايضا ،،،!! فرحنا بالحياة كفَرح طفل بُلعبة ،، لا يدري متى ستنكسر !!!
.
.،،ولأنّ حظّنا في هذه الدنيا شديد الإختلاف ،،فعدْل الله العظيم ،،أنّه جعل للإنسان حياة أخرى أبدية،، يدخلها الراضون عنه ..الرضى عن الله هو معنى الصلاح ...
الكاتب / عبدالحليم الطيطي
https://www.blogger.com/blogger.g?tab=oj&blogID=6277957284888514056#allpos ts/postNum=1
أديبنا القدير وصديقي العزيز أ. عبد الحليم الطيطي
سعيد بوجودكم هنا في منتديات النبع..وفي بلادنا يقولون
لمن يريد معرفة الحقيقة أو التفاصيل الكاملة لأمر ما
((اشرب من رأس النبع))
ورأس النبع عادة الشخص
الذي لديه كل التفاصيل فعلا وصاحب القرار والحكم ..وربما
هو القادر على معرفة ما حصل وما ستؤول له الأمور.
وفي ذاكرتي ما قاله الشاعر الكبير (مظفر النواب) في قصيدته
ـــ كالولي ــــ بمعنى قالوا لي...
{ يا في النبع واطعم ..عطش صبير ولا فرقاك}
هذا النص ..هو نص الوجع الذي لا يغادر. تحدثت عني في بعض
مواطنه. فقد قال لي الطبيب: لا بد من العملية الجراحية ..لكن نسبة
النجاح (واحد بالألف) اوالأعمار بيد الله. كان مسيحيا لطيفا لم يجد
من يتجرأ فيوقع له (الموافقة) على اجراء العملية. ابتسمت وقلت له:
أنا أولى الناس بالتوقيع لك ..مع الفجر حيث لم يكن في غرف العمليات
غيري فتأكدت أنني (الواحد) من أين سيأتي بــ 999 شخص الان.!
لكن صديقي مات وحيدا في غرفته الصغيرة ..لم يجد من يعطيه جرعة
الانسولين الضرورية ..مات ببساطة ..وترك ألم الدنيا كله في قلبي..
((أحبُّ أن أنتبِهُ لكلّ تلك التفاصيل الدقيقة في حياة مريض لا يدري ،،أعمره ساعات أم يعود إلى شوارع الحياة ،،مبتهجا بأيام أخرى ،،!
لن تطول هي ايضا ،،،!! فرحنا بالحياة كفَرح طفل بُلعبة ،، لا يدري متى ستنكسر !!!))
هذه الكلمات كسرت شيئا ما في روحي لكنها ليست المرة الأولى، ولا أظنها الأخيرة.!
وأظنك تتساءل عن سر تنقلي من حدث الى آخر..أنت من فعل هذا بنا يا صديقي
جزأت الألم الى جرعات ..فأوجعتنا مرات ومرات، وكأنك تقول ان الحزن اللذيذ
يحتاج الى من يقدر على هضمه وتحويله الى سائل يجري في الدم ..وأنت تفعل هذا
كل مرة أقرر فيها ان لا أقرأ لك مرة أخرى .. لكنني أعود الى جرعتي مسرعا.!
صديقي العزيز وأديبنا المكرم
مبدع أنت في نقل مشاعر الألم رغم أنها لا تنقل ولا توصف
بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقديري
التوقيع
قبل هذا..ما كنت
أميـــز..
لأنك كنت تملأ هذا
الفراغ..صار للفراغ
حيــز.!!
ما أجمل ما تكتب أيها القدير
نعم الإنسان الواعي المتفكّر أنت.. فلا تخرج هذه المعاني إلاّ ممن أدرك المعنى الحقيقي للحياة
المؤمن الصادق لا يفرح والله لا يحبّ الفرحين
هدانا الله وإياكم لما فيه رشدنا وصلاحنا
إنحناءة
تلك انحناءة الكبار ،،يصفّقون لنا ،،وسلمتْ قامتك ،،وأشكر تواضعك وألف سلام لك وأشكر كثيرا لقاء الهديل
التوقيع
في بحر الحياة الهائج..بحثْتُ عن مركب ،،يكون الله فيه