وِسَادةُ البَدْوِ ، أم إيقونةُ الحَضَرِ
خُيّرتَ فاخترْ ، حذارَ الخَوْض في السَّيَرِ
سِيَّانَ إنْ أُحرقتْ أسفارَ ذي ريَبٍ
أو سُوَّدتْ صَفَحاتُ الوَصْفِ بالسَّفَرِ
هذانِ خصْمانِ ، والتَّأريخُ محكمةٌ
وَلَيسَ عن مُلَحِ الإعجازِ من خَبَرِ !
هَيْهَاتَ هَيْهاتَ وَعْدٌ شابهُ قلقٌ
وأمنياتٌ يُعاصيها صَدى القَدَرِ
جُنَّ الزَّمانُ فلم يفقهْ نَميرَ هوىً
وَصَفَّقَ الحَيْنُ مُختالًا على الصُّورِ
لا ليس تغني خميسَ الرأي بارجةٌ
عَتادُهُا الخُلَّبُ المعتادُ في الحَذَرِ
إذا ارتديتَ مع الجلبابِ مفتخرًا
بُرْنيطةَ الجِنِّ ، قالوا : واسع النَّظَرِ
ولو غدوتَ تناجي الرَّمْسَ ذا شجنٍ
دَعْ ناظريكَ ولا تسألْ عن الظَّفَرِ
فَرَأسُ مالكَ للأوقاتِ مضيعةٌ
كرأسِ " مالكَ " مجبولٌ على الهَذَرِ
حتى إذا غفلةً أشركتني ، عقمت
أمُّ النُّبوغ ، وَشاهتْ أذرعُ الشَّجَرِ
سَرابُ ظنِّك يأبى الخَطْوَ مُتَّثِّقًا
وَالغيثُ يأنفُ دومًا مَظهرَ المطرِ
سَلْ مَن تشاء بما شاء الضمير عسى
لدى الطيوف ضميرٌ غيرُ مُسْتترِ
لدى المروءات أشياءٌ متى اتلقتْ
تستوقف البالَ حَيْرى حال مفتقرِ
كم لُمتني واسترقتَ الحَرْفَ ما وجدتْ
إلى رُواءِ الحمى عيناكَ من أثرِ
أنا المُليمُ لأنّي دونما سُفنٍ
خضتُ العُبابَ الذي أدناك للحُفَرِ
قلتُ التمسْ شفقًا ، أو فضْلَ غاديةٍ
إياك تلمسَ نجوى المَنِّ بالبطَرِ