كما وعدتُ الأخت كوكب البدري في ردي على تعقيبها المميز على دميتي الكورية
أقدّم لها الآن لي بينغ شينغ الأصلية حتى ننتهي دفعة واحدة من أولئك الآسيويات
وأعرف من الآن غمزكم ولمزكم ولذلك أحب أن أطمئنكم ما من مزيد
لا يابانية ولا فلبينية!!
دلفت إلى محل عملي دون استئذان تتقي المطر المنهمر في الخارج..
فراشة صينية
سلَبتْ فؤاداً مُسْكَراً ما فاءا=صينيةٌ كفراشةٍ بيضاءا
وقفتْ إزائي تتقي مطراً هوى=بالسحرِ منها فهي تنقطُ ماءا
محمرّةٌ وجناتُها من برْدِه=كالتوتِ يسبي لونُه إغراءا
ودقيقُ أنفٍ مَسّه قطْرٌ غدا=كالسيفِ مبتلاًّ يشعُّ مُضاءا
والوجهُ بدرٌ في استدارتِه على=قِصَرٍ يُقرِّبُ للعَيانِ سماءا
هي فتنةٌ للعينِ إن واجهتَها=وطفولةٌ إن أدبرتْ تتراءى
كلماتُها نغمٌ جرى في مسمعي=ما مَلَّ منه بُكرةً ومساءا
لغةٌ كإيقاعِ الرنينِ إذا يدٌ=قد أوقعتْ فوق البلاطِ إناءا
هي رنّةٌ في إثْرِ أخرى حرفُها=متموسقٌ لم تُملِه إملاءا
شِنْ شَنْ وشو شي كالخليلِ مدندناً=تقطيعَ بيتٍ في العروضِ غناءا
أغريبةَ الأوطانِ قلبي موطنٌ=لكِ فاسكنيه منزلاً وخِباءا
وجفونيَ التعبى ترفُّ بلهفةٍ=فتلحّفيها مِئزراً وغطاءا
أيقظتِ غفوةَ شاعرٍ متقاعسٍ=نسي الهوى والشعرَ والشعراءا
ونفختِ من روحِ الحياةِ بقبرِه=فرمى الترابَ ولملمَ الأشلاءا
أوريتِ من زندِ الفؤادِ رطيبَه=فإذا الرمادُ به غدا رمضاءا
وتوقّف المطرُ الغَيورُ فغادرتْ=فتوقّف النغمُ الطروبُ فِجاءا.