يجيءُ العيدُ يا ليلى وأنتِ بعيدةٌ عنّي
يُحاصرُ مهجتي غمّي
فما يُغني
إذا غنّى على الدنيا جمالُ العطرِ واللونِ؟
أرى الزيناتِ في زهوٍ
أرى الأطفالَ في لهوٍ
هنا يَشدونَ
أو يعدونَ
قَفّازِينَ في أَزْرٍ كما الجِنِّ
وأعينُهم بريئاتٌ،
كأزهارٍ نَديّاتٍ بأحلامٍ رَهيفاتٍ
تُضاهي بهجةَ الكونِ
أراقبُهم من الشُّباكِ يا ليلى
على مُكثي
هنا من خلفِ آلامي
وحيدا شاردَ الذِّهنِ
فإني أكتوي شوقا
وإني الواهمُ المسجونُ في هَمّي وفي وَهْـني
وحينَ أُفيقُ من ظنّي
أرى بالصدرِ خِنجرَكِ الممزّقُني
مَكينا غائرا بالقلبِ مُذْ أمعنتِ في طَعني
أرى دَمّي على كفيكِ حِنّاءً
بها تَزْهِينَ أحيانا
وأحيانًا بها تَمضينَ في لَعني!
لأنّي لم أخادعْني
وأنسى الحبَّ في البَيْنِ!
***
لماذا يا هَوَى ليلى عصرتَ اليأسَ في دَنّي؟
رماني الهجرُ في همّي وجافى مُقلتي جَفني
يُمزقُني بلا رفقٍ، ويَحطِمُ مُهجتي أَنّي
حبيبي ظَلْتُ أنشدُه وما غنّى على غُصني
أنا ظمآنُ لكنّي بعيدا أمطرتْ مُزْني
وما عِندي سوى ذِكراهُ تَسقيني من الحُزنِ
وتَنداحُ اشتياقاتي لذاتِ العقلِ والحُسنِ
مَلَلْتُ العيشَ منفردًا وضاقَ الكونُ كالسجنِ!
بلا حُلمٍ يُعلّلُني، وماذا دُونَها يَعني؟
لماذا يا هَوَى ليلى رَسمتَ الليلَ في عيني؟
***
يجيءُ العيدُ يا ليلى وأنتِ بعيدةٌ عنّي
يُمزقني جَفاكِ أسى، وإنكِ قطعةٌ مني
وعشقُكِ آبدٌ في الرُّوحِ يَفنى دُونَه فَنّي
وكمْ ناديتُ في لَهفٍ: على آلامِنا ضِنّي
أنا في البردِ مرتجفٌ، تَعالَيْ وادخلي حِضني
أنا في غُربتي وحدي، تَعالَيْ واسكني ضِمني
أعيدي العيدَ يا ليلايَ، ضُمِّي مُهجتي، حِنّي
أعيديني إلى عينيكِ حتى يَنتشي لَحني
أعيذيني من الأحزانِ، كوني دائما حِصني
وناجيني بليلِ العشقِ، في أحلامنِا غَـنّي
أعيدي العيدَ يا ليلى ولا تتباعدي عنّي
محمد حمدي غانم
6/11/2011