هو سهل بن هارون الكاتب أبو عمرو، فارسي الاصل، ولد في مَيْسان بين البصرة وواسط. حوالي سنة 140 هجري أو بعدها بقليل. وغادر مسقط رأسه إلى البصرة قبة الإسلام وخزانة العرب) وقد نسب أليها، فنهل من ينابيع العلم فيها، ثم غادرها إلى بغداد، فعمل كاتباً بين يدي يحيى البرمكي، ثم الرشيد. وفي عهد المأمون صار قيّماً وخازناً على دار الحكمة، وظلّ فيها إلى أن توفّي عام 215ه ، ذكر ابن النديم أنَّه: كان حكيماً فصيحاً شاعراً، فارسي الأصل علوي الهوى شديد ألتعصب لمذهبه، وله في ذلك كتب كثيرة ورسائل وكان أبو عثمان الجاحظ يفضّله ويصف براعته وفصاحته ويحكي عنه في كتبه وقد انفرد كما يقول ابن نباتة في زمانه بالبلاغة والحكمة، وصنّف الكتب الحسنة معارضاً بها كتب الأوائل، حتى قيل له بزرجمهر الإسلام)، وله اليد الطُّولى في النّظم والنثر ومن مؤلفاته كتاب (( النمر والثعلب )) وهو ألقائل :
ياأهل ميسان ألسلام عليكم ** ألطيبون ألفرع والجذم
أما ألوجوه ففضة مزجت ** وأيد سحة هضم