يوميات عاشق
.
.
(1)
أعلم أنَّ تراقُصَ كلماتي يا صغيرتي يُثيرُ الأنثى التي استوطنتْ أعماقك ِ
وأعلم أنَّ طيفي كرجلٍ شرقي يملأ فراغَ قلبكِ بعبقِ عطره..
ومع ذلك ما كنتِ قادرةً على امتلاكِ لوعتي و احتضانِ جراحاتي
واستئصالِ جنوني بحبك ْ...
كم طالَ انتظاري على أرصفةِ تاريخِكِ ..وشواطئ بوحِكِ
وجدرانِ خواطرِكِ النقيةِ ..والصافيةِ والطاهرة ..
وكم عبرتْ فوق جسدي ليالٍ حزينة وأنا ألتحفُ أوراقَكِ
المبعثرةِ في ذاكرتي ..وأنثرُ كلَّ ذرةٍ في كياني بين صفحاتِكِ المستبدة ..و أغوصُ في أعماقِ حروفكِ المُختبئةِ بين سطورِك ِ المجهولة ..
أصبحتْ تضاريسُ عشقي محطمةٌ فوق خارطةِ عالمكِ الأسطوري..
وصارت هوايتي أن أقبعَ في أقبيتي المظلمة .. أُدَندِنُ تراتيلَ الاحتضارْ ..
أحرقتي يا صغيرتي تأشيراتِ دخولي لقلبك ..
حين رسمتِ بكلماتكِ حدوداً يستعصي عبورها على قلبي المتيم ..
أما آن يا صغيرتي لقلبِ رجلٍ شرقي متعبٍ أنْ يستريحْ ..
.
.
(2)
للحزن أحياناً شهوةٌ استثنائية كما للبهجة تماماً..
خاصةً عندما تَحيكُ أثوابهَُ..وترسُمُ لوحاتَه .. وتُبدِع ُ ألوانَه ُ...
أنثىمِثلكِ ياصغيرتي..
وتستوقفني دائماً التفاصيلُ الصغيرة في حدائقكِ الغنَّاء...
لأسْتكشِفَ ماهية العذابات التي تحتلُّ كلَّ جُزءٍ فيني ..
و تقتلُ كلَّ طيفٍ آخر إلا طيفُكِ في أحلامي ...
وتغتالُ لحظاتَ عُمري الجميلة .. وتمنحُ الحياةَ فقط للحظات لقائك ..
أّيُّ استبدادٍ هذا ...وأيُّ جَوْرْ ...
أصبحتُ يا صغيرتي كالغريبِ التائه في سراديب مدن النسيانيبحث عن وطنه .. وعن بيته ... يبحث عن نفسه ...
ألا ليتك تكونين له الوطن ..
.
.