يدغدغ الفجر ..
مشاعر الشاعر
يمتطى خيوط النور
السابحة فى الأكوان
يهمهم داعيا الله
أن يلهمه مايعينه
على الإبداع
يتخير مكانا يلقى فيه بشباكه
عندما يجده.. يسمى الله
ويظل فى الانتظار حتى يشعر بثقلٍ..
يبدأ فى جر الشباك من بحيرة أفكاره
رويدا رويدا..
يجد بعض المعانى وكثيراً من الحروف
يحمد الله على مارزقه..
ويجمع الرزق فى قلبه..
يجلس ليصنف ماجمع
يبدأ فى تقويمه ليتمكن من بيعه..
عندما ينتهى من البيع
يجد نفسه فى حاجة ماسة
إلى من يعينه على تنظيف الشِّباك وطيها..
انتظارا ليوم صيد جديد..
بعد أن يصلى العشاء فى جماعة
يعود وهو مرهق
متشوقا إلى وجبة ساخنة تعيد إليه عافيته..
بعدها يخلد للنوم..
ما أن يغمض جفونه إلا وينهض من جديد:
فقد قفز إلى ذاكرته أنه نسي أن
يربط المركب فى الشط
يعود أدراجه مهرولا ليطمئن على عليه
يجده حيث هو
يخر لله ساجدا
بعد أن يربطه بحبل جديد..
يعود إلى فراشه ..
ولكن النوم يأبى أن يقترب من جفنيه..
يتقلب يمنة ويسرة
ويحملق فى الفراغ اللانهائي..
يحلم برحلة جديدة فى عمق البحر
فقد سمع أن الرزق هناك وفير
تغمض عيناه
تداعب خياله سمكة
سمع عنها من زملائه الصيادين
سمكة بلون الذهب
تطير فوق المياه
فجأت تخطر أمامه
يبحث عن وسيلة
ليجذب انتباهها
تعاود الاختفاء ببراعة
خلف سحابات حلمه القديم
يحوقل وهو يدعوها إلى
المكوث بين يديه
تأبى
يلقى عليها بشباكه
ولكنها تفر فى اتجاه المجهول
ينتفض في فراشه
عندما يصل الحلم إلى منتهاه
لايجد أثراً للبحر
ولا للمركب
ولاحتى للرزق
الذى وافاه بالأمس
يستمع إلى زقزقة العصافير
وشدو البلبل الواقف على سياج شباكه
يفرك عينيه ليتأكد أنه كان يحلم
يلملم من شذا الجو.. ومن بوح القلب
شيئا ينسجه على نول الحب الذى يسكن قلبه