في يوم ما ....... لا أعرف تاريخه ..... في مكان ما .....أجهل أين يكون .....فتحت عيني ، لأرى الدنيا ......وجدت أمرأة تبتسم لي !!! ...وكانت مصدر غذائي .....عرفت لاحقآ أنها ...أمي ...كبرت قليلآ..وجدت رجلآ دائم الأهتمام بي ، يداعبني ، ينشد ضحكتي ، يهتم بي من دون الآخرين ...عرفت لاحقآ أنه يدعى أبي !!!...كبرت قليلآ ...وجدت كل من حولي ينادوني بأسم........تبين بعدئذ ان أمي وأبي أختاروا لي ذلك الأسم ...كبرت قليلآ ...شاهدت أمي تنزوي في ركن من البيت ، وتضع شيئآ على الأرض ، وتقوم بحركات لم أعرفها من قبل ...سألتها ؟ أجابت : هذه صلاة المسلم ....فعرفت أن ديني هو الأسلام ...كبرت قليلآ ...خرجت لألعب مع أولاد من عمري ، لم أفهم لغة أحدهم ....ولكننا نستمتع باللعب معآ ...سألت أمي لم لا أفهم مايقوله البعض؟ أجابتني نحن لغتنا العربيه ، ومن حاولت التكلم معه ولم تفهم مايقول ، هو كردي ، والآخر تركماني .....حينها عرفت أنني عربي وأن جاري كردي والآخر تركماني ....نلعب معا يحبّ أحدنا الآخر ....بدأت أذهب مع أبي الى الجامع كل جمعة لنصلي ...ولاحظت أن أحد رفاقي الذي ألعب معه ، لايذهب الى الجامع !!! سألته : لم لاتذهب للصلاة؟...أجابني :أنا أذهب الى الكنيسة كل يوم أحد ، لأنني مسيحي ....سألت والدي مامعنى مسيحي ؟ ...أجابني :هو دين جاء قبل ديننا ، ولهم رسول كما لنا رسولنا ......وتمر الأيام ويأتي من يريد ان يغتال وطننا ويقتل أبناءنا وينهب ثرواتنا .....فكنت واحدا ممن قاتلوالمعتدين ....وكان كل من عشت معهم يقاتلون جنبي ....العربي ...الكردي ...التركماني ....المسلم والمسيحي والصابئي واليزيدي ....وووووو .....كنا ناكل معا ، وننام معا ، ويحمي أحدنا الاخر ....لم أجد يوما فرقآ بيني وبين أحد منهم ...لم يشعر أحدنا أنه أفضل من الآخر ....نحن جميعا لم نختر مكان ولادتنا ...أبوينا ...أسماءنا ...ديننا ....لغتنا ...قوميتنا ...جئنا الى الدنيا ....لم يكن لنا إرادة بما صرنا اليه ....ولدنا على أرض أسمها العراق ....ملايين من البشر ولدوا ، وماتوا فوق هذه الارض ....دافعوا عنها ...صنعوا حضارتها ...شيدوا قلاعها ....والأمثلة كثيرة ومعروفة ......فلم اليوم ، ياتي من يقول أنه أفضل مني وأفضل من غيري ....أنّه يستحق الحياة ....والآخرون لايستحقونها ...من أعطى الحق لأحد ان يكون أفضل من الاخر ؟....دينه !! قوميته !! مذهبه !! ....هل تقبل أن تغير دينك ؟....هل تقبل أن تغير قوميتك ؟....هل تقبل أن تغير مذهبك ؟ هكذا خلقنا الله فوق هذه الأرض ...لافضل لأحد على آخر ...ليس لأحد الحق أن يدعي أن دينه أفضل ، وقوميته أسمى .....لاحق لاحد أن يفرض عليّ دينه أو مذهبه ...هكذا خلقنا الله ...وله بذلك حكمة ...فهل نعترض على أرادته ...هل نقتل النفس التي خلقها ...هل نطرد الاخرين من أرض خلقهم الله عليها ...من أعطاني الحق ... لله مافي السماوات وما في الارض ...فكيف لأنسان أن يخول لنفسه حق التصرف بما يملك خالقه...(وجعلناكم شعوبآ وقبائل لتعارفوا ، ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) صدق الله العظيم ...
عودوا الى عقولكم ،يامن أغواكم الشيطان ...عودوا الى عقولكم يامن أنستكم مباهج الدنيا ، تقوى الله ، نحن أهل العراق ...أهل الحضارة والعلم وأولى الشرائع والقوانين على هذه الارض ....سبعة ألاف عام وقفنا صامدين بوجه كل الغزاة والطامعين بارضنا ...قبل ان تكون كل هذه الأديان والقوميات والمذاهب ...هكذا ولدنا ....وهكذا سنموت ....لست أفضل من غيري ...ولا أحد أفضل مني ...الا فيما يقدم من تضحيات لأجل أن يبقى هذا الوطن ...موحدآ ...بأرضه .....وشعبه ....ملايين من العراقيين ضحوا بحياتهم على مر التاريخ ليبقى وطنهم سالما وموحدا ....من أعطاكم الحق أن تقطعوه كما تشاؤون ...من أعطى الحق لأحد أن يعتبر نفسه أحق بالعيش من الآخر ....العراق أمانة .....فصونوا الأمانة ...العراق يئن من جراحه ، فداووا جراحه....فإن ضاع هذا الوطن.....ضعنا جميعآ...وحينذاك ..لن يكون هناك من يقول أنا أفضل من غيري ....
وسنكون.......وكأننا .........لم نكن......
وهكذا.......تموت الأوطان.......
رسالة من نور، هذي التي وجهتها لأهلك يا أستاذ قصي حماك الله
فبوحدة كل العراقيين يأمن الجميع، و يتحرر العراق ؛ و هذا ما كان عليه العراقيون قبل الاحتلال
فلم يكن هناك من فرق بين العراقيين بسبب القومية أو الدين أو الطائفة أو المذهب...
و هذه كلها قد جاء بها المحتل و العملاء الذين روجوا لها حتى يقسموا البلاد برغبة صهيونية ماكرة
لكن العراقيين بإذن الله أكثر وعيا من أن يسهلوا على المحتل و أعوانه تمرير هذه الأجندة اللعينة.
بوركت و حييت لهذا الطرح النقي السليم،
فقط انتبهت إلى أنك كنت تعني بهذه العبارة: "ليس لأحد الحق أن يدعي أن دينه أفضل "
ألاّ يعيب المسلم على غيره من معتنقي الأديان الأخرى دينهم، و تكون سببا في التفريق بينهم بحق المواطنة
أما الحكم في ذلك فليس لك أو لي ؛ بل هو لله وحده ؛
فلقد نزل من الله في محكم كتابه الكريم ؛ إذ قال:
بسم الله الرحمن الرحيم
" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ "
* سورة المائدة الآية الثالثة
بسم الله الرحمن الرحيم
" وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ "
* سورة آل عمران الآية 85
أشكرك جدا أستاذي على هذه الرسالة الـ من نور
و تقبل تحياتي
أليس هو العراق ؟!
أليس هو الحضارة والتراث والتاريخ المجيد ؟!
أليس الفرات ودجلة ؟!
حبه واحد ونابض في قلب كل العالم العربي وليس في قلوب العراقيين فقط !
فلا بارك الله حقاً فيمن أراد العراق بسوء وفرق شمل شعبها العظيم علماً وأدباً وثقافة ورقياً وجمالاً ...
أشكرك أخي قصي المعتصم على هذا النص المثير للشجون والمحفز لحب العراق أكثر وأكثر ..
تحياتي وتقديري
وأهلاً بك بيننا في نبع العواطف الأدبية
التوقيع
ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم