لنفسي شجنها الرّائع ولي حدب عليه في النّفس غريب
لا ينفك شجني يحفر في ّمسارب تزيد القلب وهنا وتثقل النّفس هموما
لست أنسى أبدا ان أتلقاه عند المساء وفي الهزيع الأخير من اللّيل بحنين فيكتسحني ويعصف بي كأجنحة في مهبّ ريح مدمّر ..
شجني ينتعش فى الليّل ويأنس انتهاك العتمة ...وعند أبواب بياض فجر يرحل...
لي منه عالم وصخب وأهازيج حزينة وله عندي مذاقات خاصة
يجيئ بكمّه وطمّه دفعة واحدة
جرح قديم لم يمرّ عليه بياض رغم بياض القلب يستلّ وقائعه وتفاصيله بدقّة متناهية فيوقظ مواجع ..ويحبس الرّوح في ضيمها.
فقد وفراق....وشقيقة وجهها كالقمرغام بعطره وفرحه ...وأمكنة ناح فيها غياب أهلها فغدت خرساءالا من ذكرى تمنح الأذن والعين فرصة لطقطقة أقدام من مشوا عليها...فيغدو المدى مرهقا ضيّقا فألتاع من جديد....
وآمال مسفوحة موؤدة تداهمني من نسيان الى مشقّة حسرة...فكم كان العبور أليها صعبا وكم كانت عصيّة..
واعصارات وخيبات....
ووجه مساء شارد من الزّمن.......
لييظل شجني يعصرني والرّوح تفلت منه حينا فلا يلبث أن يعيدها الى مكامنه
ولابد من منفذ لمروره على عجل....
ورق وقلم أو تسلّّل الى الجهاز ونقرات فيزهر شجني
يئزّ قلب وينزّ ويتسّع وقد ينشطر ويفلت عن أوردته حتى كأنها لاتضخّ دما ...
فيتحرك الوجدان من توهّجه ولا يفارقني شجني الا وانا أتشظى على ورق او على الشبكة في أبجدية عنيفة....
فكم أحبّك يا شجني....
رائع أنت يا عبد النّاصر...لك عمق مذهل وتواشج رهيب....
انتظر شجنك الجميل ....فنحن لمّا نكتب شجننا الأزرق يخيّل الينا أنّنا نكتب أبداع الغابرين في الزّمان والمكان ....
فهات يا عبد النّاصر ما عندك من شجن