ـــ من الطارق ...؟
ـــ أنا جارتك ...
ـــ ليس لي جارة أو جار أنا اسكن في مزرعة ...
ـــ ربما ولكنك الآن هنا ألا تعلم ...؟
وتذكر انه في صباح هذا اليوم , على أكتافهم حملوه , وبعد أن غلفته الأكفان , القوه في حفرة , ونثروا عليه التراب وهم يرددون بعض الكلمات , وانفضوا عنه راجعين , ظن إن كابوسا ما قد داهم نومته الأبدية , غير إن الطرق المتواصل على الجدار جعله يصحو على ظلمة ثقيلة وباردة , أيقن إنها ظلمة القبر الأخير , الطرق الواهن جعله يحرر وجهه من الكفن , ويسال عن الطارق , جاءه صوت تلك الأنثى من الطرف الأخر , وأبلغته بأنها دفنت بجواره قبل ساعات , وإنها تكاد أن تختنق , اقترح عليها أن يحفران , هما بالحفر حتى تلاقت اكفهما ’ وتوحدت ظلماتهم , كانا يستدلان على بعضهما بالأنفاس وكذلك باللمس , تبادلا الدفيء من خلال اللمس , حفرا إلى الأعلى , كان الطريق مجهد وطويل , لدرجة إن أنفاسهم تلاشت واختفت بين طبقات الأرض.
***
آخر تعديل مشتاق عبد الهادي يوم 03-20-2013 في 07:48 PM.
مشتاق
الأرواح تهذي والقبور تتلظّى بمن فيها....
ان ضلاّ الميّتان الطّريق فقد خاب المسعى ...
واذا اهتديا فالأمر سيكون منهما في دعة وراحة والقلوب مطمئنة راضية مرضية....
لقاء يصعب تصوّره ولكنّه تحقّق...
هذا ما تركته قصّتك في نفسي.....والنّص عند القارئ مفتوح على كلّ التّأويلات ....وهو يمارس عليه ما تسنّى من تشفير مقاصده...
تروقني هذه القصص التي ترنو الى قراءات شتّى
مع تقديري
ـــ من الطارق ...؟
ـــ أنا جارتك ...
ـــ ليس لي جارة أو جار أنا اسكن في مزرعة ...
ـــ ربما ولكنك الآن هنا ألا تعلم ...؟
وتذكر انه في صباح هذا اليوم , على أكتافهم حملوه , وبعد أن غلفته الأكفان , القوه في حفرة , ونثروا عليه التراب وهم يرددون بعض الكلمات , وانفضوا عنه راجعين , ظن إن كابوسا ما قد داهم نومته الأبدية , غير إن الطرق المتواصل على الجدار جعله يصحو على ظلمة ثقيلة وباردة , أيقن إنها ظلمة القبر الأخير , الطرق الواهن جعله يحرر وجهه من الكفن , ويسال عن الطارق , جاءه صوت تلك الأنثى من الطرف الأخر , وأبلغته بأنها دفنت بجواره قبل ساعات , وإنها تكاد أن تختنق , اقترح عليها أن يحفران , هما بالحفر حتى تلاقت اكفهما ’ وتوحدت ظلماتهم , كانا يستدلان على بعضهما بالأنفاس وكذلك باللمس , تبادلا الدفيء من خلال اللمس , حفرا إلى الأعلى , كان الطريق مجهد وطويل , لدرجة إن أنفاسهم تلاشت واختفت بين طبقات الأرض.
***
أجده نصاً تائهاً في جهل المصير ، أين نحن ...؟
من يرافقنا دربنا نحو الصعود ، صوت أُنثى ، ولكن من تكون ، طفلة ، إمرأة مُسنه ، فتاة الأحلام ..؟
هي الفرصة الأخيرة لنلامس الدفء الذي نفتقده لنجده ربما بين طيات التراب
رحلة فيها من العجز حين نصفع الحياة وما فيها بكف اللعنة من هول البحث لنغرق في حلم ينطوي بين
نهايات ستقتات عليها الديدان فنسكن الى كف الراحة نحو برد مظلم .
أحلام مؤجلة ومحكوم عليها بالدفن حتماً .
نص موجع حقاً ولكن لنفسي أجده حلماً جميل فكرت فيه كثيراً
يطل علينا المبدع مشتاق عبد الهادي بنص لا يفتح الباب للتأويل وحسب بل للتخيل ورصد الحدث من خلال الواقع المتشظي المغرق في الفوضوية حيث أنه يلج من خلال هذا النص مناطق أخرى جديدة أهلته لها خبرته الإنسانية والإبداعية حيث أن الكاتب يطرح هنا رؤية جديدة للصراع القائم داخل الذات الإنسانية .. صراع الحياة واللاحياة ، حيث أنه عكس أفكار إنسان هذا العصر .. قلقه و بحثه الدائم عن الحب الذي يمثل روح الحياة .
وجدت في هذا النص تجليات إبداعية جعلت الكاتب يتمرد على الشعور باغتراب الذات فيمزج كما هو معتاد بين الواقع والمتخيل ليخلق عالما يحتل جزءً من مساحة الإدراك عنده وهنا يتجلى الإبداع في أبهى صوره حيث أنه يخلق حياة أخرى تتفوق على الحياة التي همت بالانسحاب فيوحد الظلمات والمعاناة ليخترق المستحيل من خلال البحث عن نقطة ضوء من خلال الحفر .. فالحفر إلى أعلى هو الطريق الآمن للصعود إلى السطح .. صعود الذات نفسها وهذا يعني أن ثمة ضوء في آخر النفق يستحق المعاناة .
الأستاذ القدير مشتاق عبد الهادي
أغراني نصك بالاسترسال لكني كبحت جماح نفسي وقررت التوقف لأنه أراد أن يسحبني إلى أماكن أخرى فاكتفيت بما كتبت والحقيقة أنه قابل لفرد مساحات هائلة من القراءات
كل التقدير لإبداعك السامي
تحياتي ومحبتي
الرائعة سولاف هلال
ان اطلاعك على روح النص هو بحد ذاته ابداع فلسفي ونقدي يحسب لك
واسترسالك ليس الا اكمال لروح النص التي تركتها عن عمد تعاني الضياع
في منصف الطريق وهكذا انا احاول ان لا اتجاهل ذكاء المتلقي واعمد اقحامه
في صميم الحدث لاترك له حرية التاويل
دمت لي وللنبع مبدعة كبيرة
تقبلي انحنائي
آخر تعديل مشتاق عبد الهادي يوم 03-21-2013 في 01:24 AM.
بين الظلام البارد ودفء أنفاسهما رحلة عمر
رأيت الموت هنا رمزيا وقد استخدمه بعض كتاب القصة مثل زكريا تامر فمن خلال الانبعاث نقرأ أرواح الذين يموتون في الحياة على غرار الشهداء الأحياء في رواية غائب طعمة فرمان آلام السيد معروف
قصة رهيبة ذات أبعاد نفسية وإنسانية واسعة ولكن اخي مشتاق هناك بعض الثغرات اللغوية التي ينبغي تصويبها
دمت بالق وعبق