بـات الفـؤاد ببعدهـم ظمآنـا
والنبضُ من شوقٍ بدا حيرانـا
قد مارست شتى العذاب مواجعي
في أضلعي في بحر هـمٍّ رانـا
الحزن يعـرف أهلـه وديـاره
كم حلّ من صرف الردى بربانا
الليل يبكي والكـؤوس مليئـة
قد رافقت سيل الدمـوع زمانـا
والموج يعلو والريـاح قويـة
رمت المنـون بدربنـا نيرانـا
ورأيت من خلل البعاد مواجعي
وطني ينـام بأضلعـي أسيانـا
أرنو إلى الزمن الجميـل لأنـه
يبقي الفـؤاد بذكـره نشوانـا
أهفو لوهج الشمس في أفلاكـه
كيما يؤاسـي هـذه الأحزانـا
حلم يراود كل صبـح خاطـري
عطرُ النخيـل يُظلـهُ هيمانـا
عزف النسيم لوصلهم ألحانـه
والطيـر غـرّد فوقـه ولهانـا
وسمعت أغنية تناغـم خافقـي
لتزيـد ألـوان السمـا ألوانـا
ركضت نجوم الليل تتبع لحنها
وقد استحالت من سنىً أوطانـا
والليل ينسج من مناهُ ببهجـة
حضناً به حمـل الدُنـا للقانـا
فتراقصت كل العروق بأضلعـي
وشذى النخيل يرنّـم الألحانـا
وبصيص أحلامي بذابل خفقـه
ضوءٌ تفجّر من منـىً بركانـا
وتبرعمت كل الزهور بزهوهـا
والطير يهتف فلنصـون ثرانـا
وتلألأت كل النجـوم ونـوّرت
درباً إلـى غدنـا بعـزِّ حمانـا
صوت تسلل في السماء أفاقني
لأعيش في صمتٍ لمـا وافانـا