(1 )
بقدمين حافيتين تتعثران دائما ً
وصل إلى القمة !
لكنهُ سرعان ما هوى ،
لم يدفعهُ أحدهم ولم يتحرّش به الغزاة
إنما انحدر مع انسياب فراشة ٍِ كانت تركضُّ إلى القاع ،
إلى أبعد نقطة ٍ في تاريخ الهاوية
هكذا وسم تحليقه الأخير بالفشل والسعادة
لا لأنه لم يكن مثابرا ً
بل لأن القمة بلا جدوى !
(2 )
قال لها منذ متى تزفين الروح إلى العزلة ِ
وتدفعينها مثل عربة
منذ متى أعزلٌ ووحيد ٌ أنا
بينما مأهولة ٌ أنت ِكصحراء تتوسطها عربة !!..
حسنا لنجرب أن نحيا من جديد ،
كمن ينامُ في أقبية الوهم على كتف ِ ممثلة ٍ أمريكية
متوجا ً نهاره الأدرد ببلاهات مكياجها وغنجها ..،
دعينا نتحدث أيضا عن الوطن والعزلة وما بينهما
بعيدا عن العربة وقريبا منها
الوطنُ أبعدُ من غيمة ٍ في محيط
- أرأيت ِ إلى سحنتها الدامعة
وأنفها المكسور وطيرانها الأعرج ؟
سأتوسد عطرك الذي يتجدد كذكرى :
لو امسك وجهك الباذخ الذي يمرقُ مسرعا ً ،
لو ألثم جبهتك مثل كل مرة
لو لم تشعرين بالملل في آخر حديث عن
الروح والعزلة التي تدفعينها مثل عربة
لو لم تتحدثي عن أنفي الكبير
الذي يذكـّرك ِ بخذلان سومر كلـّها
عندها فقط يمكنني أن أنام على فكرة الحياة من جديد
يمكن أيضا للنورس الوحيد كان يتجسس على حشرجاتنا
أن يقول شيئا عن العزلة
أو الروح أو الوطن الذي يعرج مثل غيمة ٍ في محيط
ياه .. أرأيت ِ إلى اللغة وهي تتراجع كهذيان
مثلا هئنذا أعد ُّ سنوات مجدك ِ التليد الذي
حفظته ُ عن ظهر ِ حمار
ونسيتُ اسمك ِ تماما
كما لو كنت ِ عابرة سبيل في حياتي البليدة
كيف أنتزع أيامي من تقويمك ِ الطيني القديم
يا عربة الروح والوطن وما بينهما
كتبت لك ِ مساء البارحة
- نهاراتٌ شديدة الخذلان ولا- ليل لأتخذه جملا - !(*)
هكذا هو منذ أن وضعت المحبة أوزارها
/ مشغولٌ بالطين الوطني
ولايفقه غير دموع الله على ذات الطين /
مصاب بالعمى لأنه لم يفرك عيونه بكتفكِ الأيمن منذ أيام
كل شيء ميت هنا إلا أنت ِ
أنا وأبقاري وساعاتي العائدة إلى الوراء
شمس موحشة هذه التي تحجب غيمتي القديمة الناتئة
ولا تلاطف دمعتي
شمس موحشة هذه التي تـُسبل خناجرها
مهددة ً حلمك ِ الأخير
عليك ِ إذن
درء القرنفل كله
وسوف لن يكون ذلك عصيا علي جيدك المثير
أو أصابعك السماوية قرينة الملائكة
كم ينبغي لي أن أحضنك بشدة
كما لو كنت مجنونا باكيا
صارخا بدهماء الوطن كل ليلة :
لا توقدوا مصباحا ولا تهيئوا شمعة
وعلى الظلام كله أن يتقدم إلى المقصلة ...
(3 )
بمناسبة عربتك السومرية أيضا ً
وعودة إلى مكياجك ِ الجميل
أما آن لك ِ أن تضعي أحمر الشفاه
الذي أموت فيه منذ قرون ،
والذي يَعْلـَقُ إلى الآن بأصابعي ،
والذي أصفه بالتفاح مرة وبالشمس وغروبها مرة أخرى
احمر الشفاه العظيم ذاك
أما آن لك ِ أن تخطـّيه على الأرصفة كلها
بدلا عن ألوان الذبح التي تسيح على خدود سومر المفخخة
سومر الخذلان
وسومر انفي الكبير
وسومر العربة القديمة !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
(*) تعبـير ورد في خطبة الإمام الحسين ( ع ) ليلة العاشر من محرم
(احمر الشفاه العظيم ذاك
أما آن لك ِ أن تخطـّيه على الأرصفة كلها
بدلا عن ألوان الذبح التي تسيح على خدود سومر المفخخة
سومر الخذلان
وسومر انفي الكبير
وسومر العربة القديمة ! )
............................
هنا كان مربط الفرس
............................
أخي المبدع الرائع علي سعدون
قصيدة مبهرة من الناحية الفنية
غنية بالإستعارات والجمل الشعرية الرائعة
ولجمالها أستأذنك أن أكبر الخط فيها لتسهيل القراءة على المتلقي
دام لنا هذا الإبداع
تحياتي العطرة
(1 )
بقدمين حافيتين تتعثران دائما ً
وصل إلى القمة !
لكنهُ سرعان ما هوى ،
لم يدفعهُ أحدهم ولم يتحرّش به الغزاة
إنما انحدر مع انسياب فراشة ٍِ كانت تركضُّ إلى القاع ،
إلى أبعد نقطة ٍ في تاريخ الهاوية
هكذا وسم تحليقه الأخير بالفشل والسعادة
لا لأنه لم يكن مثابرا ً
بل لأن القمة بلا جدوى !
فطوبى لمن كان قمة مليئة صدقا و حبا للسفوح
و طوبى لقمة بقت قمة مهما تحاملت عليها الرياح
و طوبى لقمة تفتدي الجبل بكومة حب لا يفقهه إلا الطيبون
هذا نص يتصدر مجموعتي الشعرية الثانية عام 2006 والتي صدرت عن منشورات عين
والتي سبق وان اطلعت عليها
الا ترى معي ان الحياة متجددة في بلاغة الكلام
لانستطيع ان نغير في حياتنا دائما
لكننا حتما نحاول صنع عالم على الورق
مملوء بالدهشة والالم العظيمين
دمت اخا وكاتبا جميلا
طوبى لك اخي النمراوي
كلماتك هنا تنساب مع الروح
بخفة وحيوية
اجد في تكرارك لكلمة طوبى هتافا للجمال كله
نعم ثمة وطن جميل يرومون قمعه وتتفيه مواطن الجمال فيه ببطيء شديد
محبتي لك
في الحقيقة أيها الحبيب أبو حسين نادرا ما أقرأ نصا طويلا دون تعب .. وقد انتهيت بعد تأمل وإستمتاع دون أن ألاحظ ودون أن أتوقف متعة وانتشاء .. شكرا لحروفك السومرية النبض والتحليق والخلق .. تنقلات مبدعة في زمكان الصورة والمشهد أثارت عندي إحساس مختلف .. أظنها تجربة حسية تصيب من يلامس هذا النص المدهش .. تقبل محبتي وتقديري
العزيز القزويني
مازالت موسيقى عذوبة نصوصك الشعرية تنساب في دمي
لاادري اتحسس الشعر بجهد مضني يختلط بالمتعة والمرارة كلما قرأت نصا رصينا
ربما هي ضريبة الجمال ايضا
اسعدني مرورك الكريم هنا
اتمنى ان اقرأ لك دائما