من غرّبَ الحَسُّونَ صَوتًا صادحًا ما صادقتْ ألحانُه عودَ انتهاءْ..؟ من خاتل الغيمات مزقّ عنوةً وجْهْ الضياءْ..؟ نجمان ما انطلقتْ خيولُ سُراهما بين القفار تغرُّبا إلا وضنّتْ بالوصال ذوائبُ النهرِ الذي .. من طعنةِ الأرزاءِ فاضتْ ضفتاهُ على الربى .. تروي الثرى مرّ الدماءْ دعْ للحقول رحيقـَها.. يا أيها الجلادُ ما ملـّتْ يداكَ خمائلَ الأوطان تنحرُها ربيعا سُيجتْ .. أحلامُه وجْلى على خَدّ المساءْ لا ما خبا نوري بمحرابِ التبتـُّلِ قِبلةً للمدلجينَ ولا هنا.. رامتْ قناديلي انطفاءْ
صمتا تزفُّ الروحُ ضَوعَ تصبُّري.. للورد للريحانِ ما طافتْ بنا ريحُ ابتلاءْ إني على العهدِ القديم يمامةٌ رغم الجراح ورغم أسرابِ النسور مكابرٌ قلبي ولن أرضى انحناءْ
من أخرج الوردَ الوضيءَ متاجرا بالعطر من روض النقاءِ مصادقا .. غدرَ الدروبِ المُظلماتْ..؟
يلهو به سوط ُالشقاءْ أوكلما خِلتُ الأيادي استمسكتْ بعُرى التهجُّد والسماحِ تفرقتْ.. وبقيتُ وحديَ بالعراءْ.. !! والقلبُ نايٌ يستحثُّ العرضَ والأرضَ التي كانت لنا نبعَ الرواءْ هاقد قطعتُ غوائلَ البيداء أزرعُ ما تبقىَّ من نقاءْ وعزفتُ لحنَ المجدِ والعهدِ الذي لاحتْ على أنقاضِه دِمنُ الإباءْ
فاسّاقطتْ شجْوا عناقيدُ الأمدْ ومضيتُ أسألُ عتمةَ المجهولِ عن جرحي الغريرِ المتقدْ هل خانه سِربُ الجلـَـدْ ومضى يرشُّ على مدائن وحدتي برْدَ الكمَدْ
يا أيها الجلادُ ما خانتْ قلوبُ الأصفياءْ دعْ لي تمزقَ مهجتي دربَ ابتداءْ
دع لي الترقـُّبَ مؤنسا إن أثقلتْ روحي تباريحُ الشجنْ هيهات يا وجعَ النوارسِ أن يظلَّ البحرُ مكلوما تقلبُ موجَه ريحُ الفِتنْ سيعودُ صوتُ الحقِّ فينا صارخًا يروي أهازيجَ الربى ما استعذبتْ هذي الرواحلُ غربةً بين انكساراتِ الوطنْ دع لي عبيرَ الروضِ إن خانَ الرفاقُ وصادرتْ حلمي المِحنْ
كرفيف ذكرٍ يستظلُّ به فؤاديَ من شجاهْ رغم الغيومِ الماطراتِ بطـُهرها ما استنبتتْ هذي الحقولُ سنابلا .. تطوي اليبابَ ولا هنا الحبّ الذي قلبي تعهد زرعَه ُمادتْ رباهْ.. !! فإلى متى لحني المغربُ تائهٌ بين النوائب يقتفي .. آثار من عزتْ رؤاهْ
من علـّم الروضَ احتضانَ ذبولَ غصنٍ ما رأى إلا لظاهْ..؟ من علـّم الأرواحَ ترحلُ خلف ظلٍّ زائفٍ ماصادقتْ إلا شذاهْ..؟ رغم المقاصل يا ضنى الزيتونِ ليستْ تنحني هذي الجباهْ
دع لي هديرَ الأمنيات ْ دع لي الخمائلَ والروابي كي أجددَ سقيَها من غربتي ..من أنةِ الطـَّـلِّ المكابر من سواكب مِقَّـتي حتى المماتْ كل القوافلِ زادُها الترحالُ والليل انـْتضى من غيّهِ.. ما أورقتْ منه بشاراتُ النجاةْ خلفي التواريخ التي نُقشتْ هنا بصدورنا.. تمتد سيفا تنكأ ُ الجرحَ القديم تزجُّه وشما بناصيةِ الحفاةْ
دعني فقد لاحتْ هناك مياهُ دجلة والفراتْ نبضان يا سرَّ الحياةْ ما إن أنختُ شتاتَ رحليَ كي أوضئَ مدمعي وأعبُّ كأسيَ ربما أطفي لهيبَ توجعى رفَّ اشتياقي جمرةً بالأضلعِ
وتعبتُ أسأل يا ترى هل يذكرانْ ..؟ فتعثرتْ مني الخُطى باللامكانْ.. !! وأفقتُ أبحثُ عن قلاعيَ بالرمالْ والشمسُ يقرعُ سهمُها طبلَ التلالْ والعازفون على الجراح ترقرقتْ أحقادُهُم تروي عبابيدَ الضلالْ وأنا المتاهةُ.. والتغربُ ..والغريبْ أرْخِي شراعيَ بالمدى فيصدُّني الأفقُ الكئيبْ نبضي تقلِّـبهُ الرماحُ وموطني ما لاح نجمَا من فوانيس المغيبْ
لأعود ظلا نازحًا من بين أقبية الركامْ والصمتُ يُغري مسمَعي فأغوص أكثرَ في الظلام ْ وأمد كفا شاقها نهرُ السلامْ خطوي المدجّجُ ما انثنى رغم الحطامْ والنبض يخفقُ باسما بين السقامْ
من أنت يا صوتَ الغيابْ ..؟ صمتا يسائلني الترابْ عيناكِ خارطةُ الإيابْ.. !!
ونعم تجيبُ مدامعي.. عبراتها جمرٌ يعـُدُّ فجائعي
فأنا العروبةُ لم أزلْ أقتاتُ من مِزقِ الأملْ
فالنيل ما ضَنـّتْ هنا منه الضفاف وإنما.. غارتْ جراحاتُ النواعير استبد ّبها الصقيعْ وتقرّحَ الحضنُ السخيُّ يشقُّهُ صخبُ النجيعْ مذ أن هوى السورُ المنيعْ
روحُ المياهِ تجمّدتْ لكنَّهُ لا ما ذوى دوحُ الربيعْ والسوسناتُ تهدلتْ ثملى على قيظ الموانئ ما ارتضت.. خمرا يعتقها الخنوعْ
مثلي تلاحقُ بالمنى تلك الطيوفْ خلفَ اشتعال الوجدِ من صدرِ الحُرُوفْ
ستعودُ يا قمرَ الأمان مفضَّضا تنداحُ من سُوحِ الغضبْ ترمي أبيا كل أحجار الحقبْ رغم الغياهب ترتقي عرشا يقارع بالتقى غمرَ اللهبْ ستعود والعاصي فرات الرافدين مغازلا شمس العربْ
الشاعرة الكبيرة فاكية صباحي
هذا النص الشعري يذكرني بأسلوب الشاعرة فدوى طوقان
في النص قدرة على تطويع اللغة بأسلوب شائق
تقبلي تحياتي ودمت في رعاية الله وحفظه.
التوقيع
لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه
الشاعرة الكبيرة فاكية صباحي
هذا النص الشعري يذكرني بأسلوب الشاعرة فدوى طوقان
في النص قدرة على تطويع اللغة بأسلوب شائق
تقبلي تحياتي ودمت في رعاية الله وحفظه.
صمتا تزفُّ الروحُ ضَوعَ تصبُّري..
للورد للريحانِ ما طافتْ بنا ريحُ ابتلاءْ
إني على العهدِ القديم يمامةٌ
رغم الجراح ورغم أسرابِ النسور مكابرٌ قلبي
ولن أرضى انحناءْ
الله يالغالية
هذا العهد هو رايتنا وشعارنا حتى ينتصر الحق
وتعود الشمس تشرق من جديد
وفقك الله
اشتقنا لحروفك الراقية
اطلالة ترفرف في سماء النبع بعد غياب
لا تبتعدي
كوني بخير
محبتي
صمتا تزفُّ الروحُ ضَوعَ تصبُّري..
للورد للريحانِ ما طافتْ بنا ريحُ ابتلاءْ
إني على العهدِ القديم يمامةٌ
رغم الجراح ورغم أسرابِ النسور مكابرٌ قلبي
ولن أرضى انحناءْ
الله يالغالية
هذا العهد هو رايتنا وشعارنا حتى ينتصر الحق
وتعود الشمس تشرق من جديد
وفقك الله
اشتقنا لحروفك الراقية
اطلالة ترفرف في سماء النبع بعد غياب
لا تبتعدي
كوني بخير
محبتي
نعم أديبتنا الغالية وربة هذا البيت المندّى بعبق حرفك
هو عهدنا نسكبه بحروفنا الحرّى التي تاقت لفيحاء النور
تشتاق لك الأنوار غاليتي
ممتنة جدا لكل ما تضمخين به حروفي من مزنات النقاء
يعلم الله أن روحي ما ابتعدت عنكم يوما ..
هي فقط الحياة بمفاجآتها من تبعدني عن أحبائي قسرا
بوركت ..وطيب الله أيامك وكل عام وأنت تنيرين القلب والأمكنة
رغم الغياهب ترتقي عرشا يقارع بالتقى غمرَ اللهبْ ستعود والعاصي فرات الرافدين مغازلا شمس العربْ نعم ...حتماً ستعود شمس العرب..
الراقية في اللغة والتعبير والتصوير..راق لي نصك المبهر..نص فيه من جمال التصوير
وتطويع اللغة..والأجمل ما فيه عروبيته النقية..وذاك يخفف عنا فقدان رموز كسميح القاسم
رحمه الله...بوركت وبورك قلمك...مع اجمل تحياتي