الشيخ ينتظر السؤال.
ـــ تفضل يا ابني، أسمعك.
ـــ هل يجوز يا شيخ أن أتصدق على أمي؟
سكت الشيخ هنيهة وأجهش بالبكاء !
...........................
"هل يجوز يا شيخ أن أتصدق على أمي" السؤال يحتمل وجهين ،إما أن يكون السائل يريد أن يتهرب من التصدق والإنفاق علي أمه ، وقد يكون عارفا بالجواب وهو وجوب التصدق والإنفاق عليها مدى الحياة ،ويتجاهل عسى أن يجد مخرجا لإبعاد أمه عنه خاصة إن كان متزوجا وله أولاد . وإما أن يكون السائل يوجه رسالة خفية للشيخ لينبهه على تفريطه في أمه . لذلك حصل للشيخ نوع من الندم والعتاب لنفسه "فأجهش"بالبكاء ،كأنه وجد الطفل أو الشاب أعقل منه.
فبكاء الشيح يحتمل وجهين كذلك، بكاؤه على الطفل الذي يسأل هذا السؤال الذي يبدو بديهيا لأن الجواب هو : وجوب التصدق والإنفاق ، فهو يبكي لتفريط الأبناء في الأمهات رغم أن الحديث يقول :الجنة تحت أقدام الأمهات " وإما أن يكون بكاؤه على عدم تنبيهه مبكرا للاعتناء بأمه ..
نص جميل جمع بين جودة الفكرة وحسن صياغتها ،نص يتميز بفجوات دلالية تترك للقارئ حرية التأول وتقليب الأفعال والأفكار لإضفاء عليها صبغة المنطق .. نص إنساني جمع بين ما هو ديني وأخلاقي وتربوي ..
جميل ما كتبت وأبدعت أخي المبدع المتألق حكمت..
مودتي وتقديري