الإهداء
إلى التي استبدلت بالمسرات أحزاني ...
وزرعت شتلات الأمل في وجداني ...
وجعلتني أنثر أصدق المعاني ...
من نسائم الروح
(1)
رفرفتْ روحي يا ملاكي فوقَ مُحياكِ
وانتشتْ بنثرِ رحيقِِ عطرٍ
من ثناياكِ ...
إذا كان الحسنُ يتيهُ مختالاً فأنتِ مليكهُ
تأمرينَ الهوى بأمرٍ فيكونُ
طوعَ يداك ...
أنتِ نورٌ متلألئٌ في مُهجتي يُضيءُ
ربيعَ عمري فاخضلتْ
الروحُ بنداكِ ...
أما يكفيكِ فخراً بأني عشقتُ جمالكِ
ولو كانَ الحسنُ بأحدٍ فلمْ
أجدْهُ إلَّاك ...
* * *
(2)
لك أنتِ اعتلاءُ الثُّريا بجمالِ لحاظكِ
أما ترينِ وجدَ فؤادي قدْ
هوى بهواكِ ...
وإنْ سطعتْ في سماءِ الدُّجى أنجمٌ
فأنتِ أسطعُ نجمةٍ تتلألئينَ
في سماكِ ...
أتهجرينَ قلباً أنتِ فيه يا ميُّ وتجحدينَ
حبَّهُ؟ هو مؤتمنٌ أمينٌ يهيمُ
في رضاكِ ...
ولولا تولهي ( يا ميسُ ) بكِ لما أوقدتُ
لك في مهجة قلبي ناراً لتنير
في دُجاكِ ...
* * *
(3)
وهذا هيامُ روحٍ تذللتْ في وقارٍ رزينٍ
فلا تزيدي في عذابِها ( يا ميُّ)
وأنتِ في سناكِ ...
صدى كلماتكِ مازالَ لها في أضلعي
أزيزٌ وما كتبتُ أحرفي إلا
منْ رجعِ صداكِ ...
بكيتُ لبكاكِ وتأوهتُ لما تشكينَ منه
فما وجدتُ أحلى من لألئ
مقلتيكِ وعبير فاكِ ...
مُحيّاكِ حَياني كُلما تراءى لي طيفكِ
عشيةً فلبيتُ نداءَ قلبي
وكلما خفقَ دعاكِ ...
* * *
(5)
يا ميُّ لقدْ سلبتِ عقلي بِشَمِّ ريّاكِ
فكيفَ يكونُ وجيبُ قلبي
حينما ينالُ رؤاكِ ...
لا تعتبي عليَّ إنْ ذبتُ بغرامِكِ
أنتِ فلقةُ بدر في سمائي
كلما بدا مُحيّاكِ ...
منْ مِثلكِ في الحسنِِ مَرّ بخيالي
سبقتِ كلَّ فاتنةٍ بجمالِها
فالنورُ منْ سناكِ ...
سأصونُ سرَّ حُبي عنِ الوشاةِ
وسرُّكِ العفيفُ المصونُ
بالطهْرِ يلقاكِ ...
* * *
(6)
كيفَ أستطيعُ إخفاءَ تولهي بكِ
وأنا الذي همتُ بطيفكِ
في سنا الأفلاكِ ...
وشغلتِ عقلي حتى ضلَّ بهواكِ
فهوى عن كلِّ شيءٍ فما
ينفكُّ يرعاكِ ...
أمشي فوقَ الدجى بخيالي سابحاً
كالطيرِ خائفاً تحت الثرى
مَكامنَ الأشراكِ ...
أعانقُ في ثَبَجِ السماءِ ضِياءَكِ
وألثمُ كلَّ وردةٍ حمراءَ
منْ ثغْرِ حُلاكِ ...
* * *
(7)
هل سَريتُ إليكِ( يا ميسُ) في سرابِ ؟
وأنا شغوفٌ والنارُ تشبُّ
في أحشائي ...
وشربتُ من لحاظكِ كأسَ حبٍّ يطفحُ
عنبراً.هل سمعتِ عنْ حبٍّ
بلا عطاءِ؟ ...
وأشدّ ما أخافهُ منكِ يا أميرةَ الروحِ
أنْ تسقيني بعدَ حبي وأملي
كأسَ جفاءِ ...
هلْ وجدتِ يا ساكنة القلب شوقاً بلا
تحرقٍ أم سمعتِ عنْ أرضٍ
بلا سماءِ؟ ...
* * *
(8)
هل ذقتِ يا حياتي مرارةَ طعمِ الأسى
مثلي بحبِّ حبيبٍ أذابني
بدون رجاءِ ...
إنْ تكنْ هذه وساوسَ تاهَ بها خاطري
زُفَّتْ لنا فأبعديها عنْ
الرُؤى السوداءِ
لأني يا أميرةَ قلبي صحوتُ بصدقِ
حُبِّكِ وأشرقتْ نفسي
بوجهكِ الوضَّاءِ ...
لقد بثثتُ كلَّ ما في وجدي ومشاعري
فهلْ يحلو لكِ أنْ تتركيني
بلا إصغاءِ ...
رأيتُ بدونكِ الكونَ الفسيح كلهُ كأنهُ
عشُّ طائرٍ وأنتِ شمسٌ
لكلِّ ضياءِ
* * *
(9)
شرفتِ يا عروسَ الوردِ في كل الرياضِ
وهامَ في رحيقِ عبيركِ متيمٌ
بدون رؤاكِ ...
جمعتُ قلائدَ نثري وشعري من رباكِ
واحتضنتُ في قلبي عبيراً
من صَباكِ ...
وطوقتُ به جيدَ كلِّ حسناءَ تميسُ في
جمالِها فلمْ أجدْ كجيدكِ
العاجي يا ملاكِ ...
أأنسى طيفك وفيه روحي وحبي يا ميُّ؟
وأنتِ التي بلحظكِ أثبَتني
بلا حراكِ ...
* * *
(10)
إن الشوقَ في العيونِ سحَّتْ بالمزنِ له
أدمعي ورجَّعتْ معيَ الورقاءُ
أنَّة شاكِ ...
ليطيلَ وقوفَه متأملاً جمالَ حبيبةِ قلبهِ
فيا حسنَ إشراقةِ أنوار وجهكِ
في علاكِ ...
وعندَ الغروبِ يجثو في محرابِ حبكِ
منتظراً حنانكِ يا ميسُ والدرُّ
بعضُ حلاكِ ...
فيا بحرُ فيكَ لؤلؤة أبحث في قاعك
عنها فوجدت سحر تلألئها في
قلبي الباكي ...
* * *
عقد من لآلئ ثمينة أترعتنا بضياء مختلف
استمتعت بالقراءة هنا وعذرا على التأخّر اللاّ مقصود
يشتاقكم النبع أيها القدير يوسف الحسن
مودّتي ودعائي الصادقين
.
.
أين كانت تغيب هذه النسمات الندية !
وما أجملها نسائم الروح التي تفتحت هنا
شاعرنا الراقي أ.يوسف الحسن
لا أدري لِمَ هذه الندية لم تنضم للشعر الفصيح
الوزن والقافية يتألقان هنا بكل وضوح
تقبل تقديري الدائم وكل مودتي واحترامي
عايده