دلع المفتي*
الزمان: الساعة العاشرة صباحا.
المكان: شارع الدائري الثاني، الكويت.
الحدث: سائق دراجة نارية يقف مائلا على سيارة بجانبه في وسط الشارع، منتظرا إشارة المرور. تتحول الإشارة إلى خضراء.. فتتحرك السيارات ويتحرك الشاب معها ملتصقا بالسيارة. تتسارع وتيرة السير فيمسك الشاب بباب السيارة ويبقى معلقا بها. يجزع الجميع خوفا على الشاب المستهتر. تتوقف السيارة عند الإشارة التالية، كل من في الشارع يصيبه الفضول لمعرفة ماذا يجري. حالة هرج ومرج.. الموسيقى تهز السيارة وتخرج لتطرب الشارع بأكمله، نظرة إلى الداخل.. نجد ثلاث فتيات منقبات يرقصن في السيارة.
(هامش: المسكين كان على استعداد لدفع حياته ثمنا لـ«رقصة» مع المنقبات).
نعود لموضوع الفتيات. لن نكرر الديباجات المعتادة: هذا ليس من عاداتنا وتقاليدنا، ولا تتهم الكل، وبعض المنقبات وليس جميعهن من يقمن بهذه الأعمال المشينة.. هذه النقاط مفروغ منها. لكن الوضع الحالي كما نراه يوميا في شوارعنا ومجمعاتنا هو أن النقاب بدأ يأخذ هيئة مختلفة عما وجد من اجله. فالنقاب وكما يعلم الجميع عادة وليس عبادة، ولم يأت الإسلام بأي تشريع يفرض النقاب على المرأة المسلمة، (وهذا الكلام ليس من عندي بل من علماء المسلمين)، بل كان من عادات العرب ما قبل الإسلام لدواع جغرافية وبيئية واجتماعية. أما ما نراه اليوم من نقاب (فول أوبشن) بعيون كحيلة وعدسات ملونة وماكياج كامل، (هذا عدا التصرفات المخجلة التي تصاحبه من رقص وإغواء) فهو ليس نقابا دينيا ولا عقائديا ولا اجتماعيا، بل هو تخف واختباء لغرض في نفس يعقوب.
تارة نجد رجلا متخفيا وراء نقاب يدخل عرسا للنساء، كما ظهر في شريط مصور في السعودية، وتارة يلبس أحدهم النقاب ويدخل مجلس عزاء ليفجر نفسه بأبرياء طمعا بحوريات العين كما يحصل في العراق الجريح، هذا غير السيدات اللواتي يتنقبن ويجلسن عند الوزارات والجوامع للشحاذة، ثم بعد انتهاء وظيفتهن، ينزعن النقاب ويركبن سياراتهن الفارهة (كما تم عرضه على إحدى القنوات التلفزيونية)، ناهيك عن بعض المنقبات اللواتي يتخفين وراءه لممارسة الرذيلة والدخول والخروج من الشقق المشبوهة دون إمكان التعرف عليهن.
في العموم وبعيدا عن القوانين، وعند الكثير من الناس في بلادنا، ليس هناك مشكلة في النقاب ولا في الحجاب ولا في السفور ولا حتى في الرقص، لكن المشكلة تكمن في الخلط بين الأمور. فإلى «بنت الحلال» التي كانت ترقص في السيارة.. إن أردت الرقص في الشارع وإن نزعت عنك كل ما تبقى من حياء وأدب.. وان كنت «جدعة» انزعي النقاب وارقصي..!!
ـــــــــــــــــــــــ
* كاتبة وصحفية من الكويت
المقال منقول من جريدة القبس الكويتية
فلتسمح لي الصديقة الكاتبة والصحفية دلع المفتي أن افتح هنا باباً للجدال عل وعسى يكون للأمر معان ِ عدة فلدينا هنا مُتحفزين كُثر:
تخيلت المشهد واتكاء الشاب على السيارة وهو على دراجته ، ولكن لاتحزني كثيراً فكلنا في الهم شرق وهي ليست حالة كويتية مُحددة وبعينها وأما النقاب فلدينا الكثير مما يُقال واستغلاله لأغراض أخرى أنت ذكرت النذر يسير منها دون خجل أو حياء وهذه هي بضاعة الأجانب نتلقفها دون حذف أو إضافة أو تحليل حتى نصل الى يوم لايعرف الفرد من أباه ولمن ينتمي..حُزنك مُبرر وهمك مُعمم.
أستاذي الفاضل محمد السنوسي الغزالي
أشكرك على طرح هذا الموضوع الخطير
وللعلم :
إن النقاب هو إحدى الكوارث التي حلت بأمتنا في العصر المملوكي حين كانت الصوفية مسيطرة على المجتمع .ويقول مؤرخو ذلك العصر إن الساقطات كن يلبسنه للتخفي.
وها هو يعود إلينا بحلة جديدة .وينتشر انتشار النار في الهشيم .
وللعلم فإن النقاب-كما قالت الكاتبة- ليس له أي علاقة بالدين الإسلامي لا من قريب ولا من بعيد .
..........
تحياتي العطرة
واحترامي
موضوع جيد يستحق النقاش فيه واتمنى من منتدانا ان يعطي مجال اكثر لهذه الموضوعات وامثالها ان تطرح وان لا يبقى يدور في افلاك الشعر والخيال بعيدا عن الواقع وشخوصه المحتاجين من مثقفين امثالنا ان نعطيهم مشورة او رأي او مقترح . هذا مقترح وطلب اقدمه بين ايدي روح النبع السيده عواطف وبين ايديكم فانتم اكثر تواصلا مني مع هذا المنتدى الرقيق اتمنى ان اجد الاستجابه تحياتي لكم وشكرا