نص : عرَّاب الخطايا
من مجموعة " فتاة القمح "
عرَّاب الخطايا " أنا "
خطيئتي التنهد والرَّاح والزَّهر
ورشفة كأس ( توحدني )
و خطيئة كأسي / سر العطش / و رهبة الصمت
مالك العصافير" أنا "
وللعصافير خطيئة العشق ولذة السكر
طريح " النهدين " أنا "
وللنهد خطيئة التكورِ وفتنة العطر
أنا الصدر السومري
وللخطيئة ولي خطايا
خطيئتي ـ بغداد ـ
اذكرها في سكرة التوحد
وحين يشدني الوجد!
***
جبل الخطايا " أنا "
خطيئتي " الفرات " وتعويذة من تراب
الأئمة وغصة"أشجار “ نالها الجرح،
وخطيئتي الإدمان، إذ أدمنت
العراق مشربا في حانة الموت
وأدمنت المرافئ “خلسة "
أرضعها ... تقايضني بزهو الشباب
تلوذ به ولي الثلج ،
وأدمنت الموت احتضارا مستلقيا على جذر نخلة حرقته " الرصاصة " وعزْف أجراس السنابل البرية يتشظى في مدني ، وسائس الظلام في معبده يسول للخيل حين غشيها الليل أن اتخذيه جمَلا *، لتعلن الهزيمة وتسكن " الهرب " و زائر الأحزان ، يمهد للجياع انصياعها لتسكن " القبر "
***
بغداد...
أناديك ِ
واسم لي مصلوب
على نصل طرقاتهم
يناديك
وآتيكِ ... لائذا، أتذرع
" أنا "
المطرود من نعمائكِ المضطر للهجروقفت ببابك أترجى بكل المواجع أتقرب أنا العاشق والعاشق لبعد الحبيب يتضور"
أنا...
لم ابتعد " بغداد "
" همْ " رحَّلـُوني
كـُلـَّما تدانيتُ
تُداهمني المسافات
تقاضيني !
و...
رحلت
تاركا رأسي
يسد ثغرة ظنوا سأحدثها *
وجسدا مسجى على أرصفة الطرقات
و صرخات طائر مذبوح يورق
صبرا في حشاشاتي ،
يسليني !
لا تلمني يا صاح
إن أعلنت للألم انتمائي !
وأجهضت القصائد في رحم الذكريات
قل للمليحة يا صاح
ذاك القادم من واد غير ذي دفء ،
العابر بروحه جنب صوبيك ونخلة الدار*
تلحف الفجر وأتاك ِ...شوقا!
/ زائرا للقلب /
يعزف لحن الجدود
بقيثارة صنعَتها فتاة القمح
مازال يذكرها
وما زال فيكِ يحيا
ورحيق عشقكِ
يرويه
ومازالت بقايا دفق
في خافق
لا غبار على دمه
نذروه للحرق
وأبُّنوا اندحاري ...
هناك ... في الخلد
وفي / رياض العشق /
وحين امتزج رماد دمي برماده المدفون في ماء دجلة ،
ألبسني الحلاج " خرقته "
قال :
أعلِنْ وضوء القلم
أطلق" سِفر الظّلامة "
ورتِّل مع الريح
" ترنيمة الفجر"
وانشد
" دعاء الغريق "
... ليجفّ القلم بما جرى ...
*************************
* من قول الإمام الحسين لأصحابه في واقعة الطف
* قول الإمام الجنيد سيد الطائفة الصوفية للحلاج : " لقد فتحت في الإسلام ثغرة لا يسدها إلا رأسك " . ...وقد حكموا على الحلاج بالجلد ثم التمثيل بجسده وحرقه وذر رماده في نهر دجلة
* يطلق أهالي بغداد على جانبي دجلة .... بالصوبين .....صوب الكرخ وصوب الرصافة