وحدها الأقدار المختبئة خلف جدران الزمن كانت تعرف ما يخبئ القدر لصاحبتنا ذات العمر الممتد منذ قبل بدء الحضارة وحتى ساعات تواجدها في كوننا الذي يعج بكل اللا مقبول أو معقول .
كانت طفلة جميلة تنازع الأزهار جمالا وحضورا ….على نحو ما وجدت نفسها في أحضان اليتم من والدها الذي كان يعيش معهم كخيال ..يغيب وقت اللزوم ويحضر في الوقت الغير لازم لتواجده , وهذا ربما كان أيضا مما اختبأ لها خلف جدران القدر الصلبة في وجهها والهشة لمجريات الأمور حولها , وعيت والبيت مضافة للأقارب المدفوعين ظاهرياً للوصل طلبا للأجر كونهم يعيدون أيتاما وداخلياً للتمتع بمجالسة صبايا حسان لا تتعدى الكبرى الرابعة عشر من عمرها والصغرى ما زالت طفلة صغيرة , كانت الوسطى في أعداد البنات في الأسرى المكونة من ثلاثة بنات وأخا واحدا , تسلم السلطات القيادية في البيت من أمه المستسلمة لضعفاً في الشخصية ورثته من طفولة مشتتة بين بيوت الأخوة المتزوجين وتسلط زوجاتهم وبين بيوت الأخوات المتزوجات وتحكم أزوجهم فيها كونها يتيمة الأم ولا راعي لها , فنشأت بهذه الشخصية المسيرة من قبل أي شخص ممكن أن يوجهها حتى لو كان طفلا أخافها بصوته المرتفع المرعوب , كانت أيامهم في البيت تسير بوتيرة شبه متشابهه , بين ذهاب الأولاد للمدرسة , والعودة ومجيء الأقارب وخاصة من هم في سن الشباب أو تجاوزوه بقليل للبيت بحجج متعددة , هذا للزيارة وهذا للسلام على قريبته الأم طبعاً , وهذا لتمضية الوقت مع الأخ بحكم الصداقة وعلاقة القرابة الممتدة حسب رغبة الزائر الذي ربما لا يجمعه مع العائلة غير الاسم الأخير .
بدأت معاناة تلك الطفلة الطارقة بقوة على أبواب الصبا منذ بدأت تظهر عليها عوارض النضوج الجسدي وبداية غزو الأنوثة لهذا الجسد المسكوب كما لو كان قالبا جاهزا لعارضة , بدأت أول ضربة لهذه الأنوثة الغازية عندما استفرد أحد الزوار الشباب على حين غفلة من العائلة ومد يده ليتحسس مكان الثدي , الذي كان في بداية بزوغه كما زهرة تنتظر شروق الشمس لتكمل تفتحها , نهرته الطفلة ونزعت يده بالقوة وخرجت من الغرفة التي كان يتواجد فيها , في المساء أسرت لأمها بما فعل القريب الزائر , فأجابت الأم بأنه ربما لم يكن يقصد وأن عليها ألا تتحدث بالموضوع بتاتاً حتى لا يعلم أحد وتتناولها الألسن بالكلام الهاتك للعرض !! صمتت الطفلة ولم تفعل أكثر مما طلبته منها الأم من صمت خوفاً من أن يفضح أمراً هي لم تذنب فيه كما فهمت من كلام الأم الراعية , مرت الأيام على رتابتها وكان الشاب الزائر مرتكب الفعلة قد انقطع فترة عن التردد على المنزل خوفاً من ردت فعل الأم , وعندما شعر بأن أمره لم يفتضح عاد لزيارتهم من جديد وكأن شيئاً لم يكن , كان حذراً ولم يعد الكرة في أول زيارات قام فيها لمنزل الفتاة , ولكن الوضع لم يطل كثيراً فما هي إلا أيام وعاد لعادته وهذه المرة حاول تقبيل الفتاة عنوة ولمس أعضاء من جسدها , هربت من أمامه ولم تبلغ أحداً , فقد حفظت وصية أمها بالتستر خوفاً من ألسنة الناس
في هذه الأثناء كانت الرفقة السيئة التي أحاطت بالأخ الأكبر والذي سلمته الأم زمام الأمور رغم شخصيته التي تعاني من خلل ما لم تتضح صورته لغاية الآن , قد أثرت عليه وانجرف لمتابعة ما يجلبه له الأصدقاء من أشياء فاسدة , فاسقة , مسيئة للأخلاق , قاتلة لكل معاني الإنسانية , كان لانجراف الأخ الأكبر الذي كان في سن حرجة يحتاج فيها لتوجيه أثر مدمر على الفتيات في هذه العائلة وخاصة صاحبتنا تعيسة الحظ لوجودها في هذا الجو الموبوء بكل قذارات العالم , بدأت عين الشاب تتفتح على هذه الأخت وأخذ يمعن النظر في تقاطيع جسدها وينظر لها بشهوة حيوانية , لاحظت الفتاة هذا الأمر وحاولت محادثة الأم بهذا الشأن فما كان من الأم غير أن نهرتها عن هذا الكلام منوهة لها أن هذا أخ لك والأخ لا يمكن أن ينظر لأخته بنظرة شاذة ..صمتت الفتاة تبتلع غيظها وضعفها وهوانها على أمها , عاشت وهي تحاول الابتعاد عن مكان تواجد أخوها وتقلل ما أمكن من التواجد والجلوس مع ضيوف الأسرة من الذكور , حتى كانت ليلة الأم فيها في زيارة عند جارة من الجارات عندما تسلل الأخ المستهتر لمنام أخته وحاول أن يهتك عرضها حاولت البكاء فقام بإغلاق فمها والإمساك بها جيداً ومنعها من الحركة , وقام بالتحرش فيها بطريقة مؤذية جداً , كانت تبكي بصوت مسموع , عندما حضرت أختها وشاهدت هذا المنظر قامت بإبلاغ الأم , التي كان تصرفها الوحيد هو كلمة اصمتي حتى لا يسمعك أحدا من الجيران !!!!!
استمر هذا الأخ بفعلته تحت تهديد أخته بالضرب أحياناً والحرمان من الذهاب للمدرسة أحياناً أخرى يقوم بعملته والأم مغيبة عن المنزل بين زيارة قريب أو زيارة جارة , والفتاة تجتر ألمها وتكتم ما ألم بها من صنع أخوها المقدام , سنوات مرت والحال على ما هو عليه فلا الأم أفاقت من غيبوبتها الاختيارية ولا الأخ وقف عند حد له , ولكن إرادة الله سبحانه أن الأخ كان يقوم بعمل بوهيمي والفتاة كانت ما تزال عذراء رغم ما تعرضت له من أفعال شنيعة , كان الأخ يشدد الرقابة على أخته وكأنه أحس بأنه قتل فيها شيئاً لا يمكن إغفاله , فكان يراقب صديقاتها ويمنعها من الخروج أو زيارة أحد مهما كانت المناسبة , حتى كان يوم وتقدم لها أحد الأشخاص طالبا يدها للزواج , فتم زواجها وهي أقرب للطفولة منها لعالم النساء , ومن أجل أن يكون حظها من رجال الدنيا كاملاً كان العريس لا غيرة عنده,فليس مهما لديه إن خالطت رجال أو حادثتهم أو حتى خرجت معهم مهما كان الهدف , رضيت وعاشت في كنف هذا الزوج , وكان أصدقائه كثيراً ما يترددون على المنزل لم تكن بصدق تعاشر أحدا منهم حسب ما ذكرت ولكنها كانت تسهر معهم وتتبادل الأحاديث والنكات ولا مانع من الملاطفة بما أن هذا يصب في مصلحة الزوج ويجلب له أصدقاء من ذوي الدخل المرتفع والمستعدين لإغداق الهدايا على الزوج والزوجة والتكفل بمصاريف تلك السهرات الباذخة الثمن , مضت حياتها على نفس الوتيرة حتى بدأ أصدقاء الزوج بالمطالبة بما هو أكثر من مجرد سهرات وتبادل ضحكات وبعض كلمات المديح , وكانت كل ما تفكر فيه تلك المدفوعة هو عدم التورط في الأمر أكثر من هذا الحد وعدم العودة لمنزل الأهل مهما كان الثمن المدفوع من قبلها , فما دفعته من حياتها سابقاً ولاحقاً علمها شيء واحد هو أنها مطالبة دائماً بدفع جسدها ثمناً لكي يتكسب منه المقربون , لذلك اعتادت على أن تقوم بتمثيل دور المحبة والعاشقة الولهانة لكل من يشتهي أنثى تمجده وتشعره بعظمته , كانت تقتات من هؤلاء الفئة التي تدفع مقابل أن تسهر برفقة سيدة جميلة , لم تمتهن الدعارة ولم تفكر بذلك ولكنها كانت تساير الجميع من غير أن تفرط بما تملك , تؤنس هذا قليلاً وتجامل هذا قليلاً وهي تشعر بالتقزز والقرف بكل ما يمت للرجال بصلة ,تقول بلسانها دفعت لهذه الحياة دفعاً ولم أخترها ولم أسعى لها لذلك لا أثق برجل على وجه الأرض , فكلهم ينظر للمرأة على أنها جسد فقط , والأم قبل أن تنجب عليها أن تتعلم أن الإنجاب والتربية مسؤولية وأمانة .
هذه قصة وصلتني من صاحبتها مباشرة , غيرت فيها الكثير من المعالم بما لا يطغى على الفكرة ولا يؤثر على روايتها لها وأخفيت الكثير من الأمور المقززة حتى لا تثير القراء, وكنت بعدها قد قمت بجولة بحث على جوجل للتعرف على هذا الأمر عن كثب وقد رأيت ما تقشعر له الأبدان من أخبار مقززة بكل ما في الكلمة من معنى , فبعض المواقع خصص أقساماً خاصة فيه لزنا المحارم على شكل قصص وعلى شكل تسجيلات يجب عليك الاشتراك لتحصل عليها , أي طريق نسير فيه ونترك أولادنا وبناتنا يذهبون إليه؟؟ ما يحصل في الواقع تتم لملمته بشكل سري خوفاً من الفضيحة ولكن ما يحصل على النت من يوقفه ؟؟ فالبيوت العربية غالبا ً فيها نت أو هي فترة مؤقتة ويكون بمتناول الجميع ما السبيل لحماية الأبناء من هذا البلاء المحيط بنا ونغض عنه الطرف وننكر وجوده لنرضى غرورنا بأننا مجتمعات محافظة تقوم بدفن الروائح القذرة مع علمها بأن الرائحة لابد أن تنتشر وتعكر الهواء حتى ولو بعد حين؟!