|
اقتباس: |
|
|
|
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سفانة بنت ابن الشاطئ |
|
|
|
|
|
|
|
أهلا وسهلا بشاعر الوجدان صاحب النصوص الغارقة في التأمل والمعتقة في بحور فلسفية .. تعطي ميزة خاصة لكتاباته .. صاحب الشعر الارتجالي الذي يفاجئنا دوما بجمال هداياه التي تعبر عن إعجابه على مداخلاتنا .. أهلا وسهلا بشاعر الحب والوطن والغربة .. بشاعر الأحاسيس المرهفة التي تتأثر وتتفاعل مع أي حدث وتنعكس على حياته \ قلمه \ روحه وقد لا حظنا هذا جليا من خلال حدثين أخيرين أولهما وفاة حكيم النبع رحمه الله وكم كان أثره واضحا .. وثانيهما الأثر الذي عكسه عدم زيارته لوطنه ومدينته في العطلة المخصصة لذلك من كل عام .. وسابدأ الآن أسئلتي ....
} اختر خمس كلمات تصف لنا بها جميل داري الشاعر \ الإنسان ؟؟
} هل الشعر الأكثر بهاءً يجب ان يكون إنتاج موهبة عند الشاعر ام علم ومعرفة ( وطبعا اجتماع الإثنين معا هو المميز) لذلك حددت مساحة السؤال قصدت إحداهما ؟
} السؤال السابق يأخذنا إلى التالي كم قرأ شاعرنا قصائد سليمة المبنى ولا يشبها أي غبار لكن ينقصها الروح .. وجمال المعنى والمضمون وأين يصنف ناظمها ؟
} دعنا شاعرنا القدير جميل داري أن نعود قليلا إلى الوطن إلى سوريا وربما إلى مدينتك عامودا .. نتحدث بتوسع عن المراحل التي مر بها الشعرهنا .. من حيث بنائه أغراضه انتشاره .. تطوره من الكلاسكي العامودي \ للتفعيلي \ لقصيدة النثر هذه مراحل من المؤكد أن شاعرنا قد واكبها .. وله نظرته الخاصة فيها إن كانت سلبا ام إجابا .. ومدى إنعكاس هذا على قناعاته الشعرية وعلى كتاباته الخاصة ..؟
} قرات رأيك بالنقد وخاصة عندما ركزت عند نقطة أن الشاعر هو أول ناقد لنفسه والأفضل .. ولكن ألا ترى معي أيضا أن هنالك من الشعراء من يكتب القصيدة بشكل جميل ولكن دون أن يهتم فعليا بما ينظمه من معاني .. أي تكون صوره محكومة حسب ما يتطلبه الوزن واهتمامهم في أن تكون الصورة والجملة جميلة .. أي لا يعني انهم كانوا يهتمون بالهدف الذي يعكسه المعنى .. أو يحدد المعنى المنساب من كل جملة ..
أوأن يكثفوا أشعارهم بالرمز والإيحاء مما يتعسر على القارئ العادي الولوج إلى المعنى الحقيقي ..أم أصبحنا في زمن يكتب فيه الشاعر لنفسه أو لطبقة معينة من المجتمع ؟
}وبذلك نقول : أليس النقد هو وسيلة من الوسائل المهمة التي تتيح للقارئ الإبحار او التقرب أكثر لما يريده الشاعر .. وإظهار جماليات ما نظمه وإظهار إيجابياته وسلبياته ؟ وطبعا اقصد هنا النقد البناء والحقيقي البعيد عن الأغراض الخاصة او المصلحة او للدعاية ؟
} في شعر جميل داري نلاحظ استخدام كثير للرمز.. والاعتماد على الإسقاط مع الإستخدام النادر للمباشرة في إيصال ما يريده .. هل هذا يعود لأسباب خاصة أو سياسية جعلت من شاعرنا يلجأ لها ..؟ أم هي مواكبة لتطور القصيدة في زمن أدمن الإعتماد على الرمز والتكثيف والإيحاءات .. وهو الاسلوب المحبب له..؟
} رحلة جميل داري في النقد له نظرة راقية وطريقة مميزة في الإبحار في نصوص الغير الشعرية والأدبية كيف يحدد لنا شاعرنا وناقدنا أبرز معالمها وما الذي يركز عليه أثناء قيامه بأي قراءة او نقد ؟
} أتمنى أن ينشر لنا شاعرنا جميل داري أولى قصائده التي منها انطلق الى هذا العالم الغارق بالجمال ..
أتمنى أن لا أكون قد اثقلت عليك مع العلم أن الإجابة إجبارية ...
لك لكريم خالص تقديري واحترامي
موديت المخلصة
سفـــــــــانة
|
|
|
|
|
|
سفانة الإبداع والبهاء
هل استحق منك كل هذه الهدايا؟؟؟
تقديم لا يقال الا من كان راسه في السماء
وانا اسابق ظلالي الهاربة..
اولا: خمس كلمات ..من وين اجيبها يا ربي؟
انا من ضيع في الأوهام عمره...للأسف هذه ليست لي رغم انها تعبر عني..
طيب:أنا صياد الوهم بصنارة الشعر..
ثانيا: طبعا الشعر هو نتاج الموهبة ..فمن لا موهبة لديه لا يستطيع ان يكتب شعرا
وموهبة عن موهبة تختلف فهناك الموهبة الخلاقة التي تفجر الشعر عيونا وهناك الموهبة المتواضعة التي تجعل صاحبها في عداد ملايين الشعراء
في كل عصر كان هناك الآلاف من الشعر ولكن من بقيت اسماؤهم في سفر التاريخ قلة ومن ملأ الدنيا وشغل الناس قلة القلة
ان كثرة المعرفة لا تعني كثرة الشاعرية ..مثلا:
محمود درويش قمة في الموهبة والابداع وعلمه دون علم وثقافة ادونيس مثلا..
المعري كان فيلسوف زمانه وشاعرا لكن شعره لم يتفوق على شعر اقرانه..بل كان دونهم احيانا..
وقد يحدث العكس فنرى الشاعر العالم يتطرق الى افكار وذهنيات لا علاقة لها بالشعر...
ارى ان الموهبة اولا والموهبة اخيرا...
ثانيا: القصيدة سليمة المبنى والمعنى دون روح ليست قصيدة بل نظم ورصف للكلمات..
لا بد للنص الشعري من شاعرية ..لاوضح كلامي بهذا المثال:
قال عمر الخيام:
أطفئ لظى القلب بشهد الرضاب فإنما الأياممثل السحاب
وقال الرصافي:
قال صديقي يوم مرت بنا: من هذه الغادة ذات الحجاب
هنا كلا البيتنين من بحر واحد وقافية واحدة ولكننا نرى البيت الاول شعرا ينبض بالشاعرية
ونرى الثاني نظما لا روح ولا شعر فيه
انت قلت :اين تصنف ناظمها..هنا السؤال يحوي الجواب فهو ناظم ليس الا
لو قرانا لاحمد شوقي لرايناالكثير من النظم لديه مثلا:
وكل مسافر سيؤوب يوما اذا رزق السلامة والايابا
هنا برغم سلامة الوزن فهو كلام دون النثري ..رصف للكلام فقط
الروح في الشعر هي رائحة الوردة التي نشمها من بعيد
اما النظم فهو وردة صناعية جميلة بلا نكهة ولا رائحة
وشعر بلا رائحة بلا نكهة بلا روح كلام ميت لا يغني ولا يسمن..
رابعا: نعم انا واكبت كل المدارس الشعرية فقد قرات للجواهري كما للسياب كما للماغوط ..
بدات بكتابة الشعر العمودي اولا ثم انتقلت الى التفعيلي ومارست النثر ولكن تركته دون ندم
الحس الموسيقي عندي قوي فلماذا اضيعه بشعر لا يطيقه الا نفر قليل من الموهوبين
طبعا في عامودا مدينتي ظهرت هذه الظاهرة الشعرية وكان هناك جيل قبلي واجيال بعدي
الكثير من المجايلين لي ومن بعدي انخرطوا في الشعر النثري منهم من افلح ومنهم من خاب وكنا نتحاور حول شرعية هذا النوع من الشعر لكن للاسف معظمهم شنوا الغارات الليلية والنهارية على العمودي والتفعيلي عندي لا لشيء الا لاني لا اصفق لهم واثني على خربشاتهم
لكن يبقى الشعر الحقيقي شعرا سواء لكان عموديا او تفعيليا او نثريا...
خامسا: ينبغي ان يكون الشاعر اول ناقد لنفسه
في الجاهلية كان نفر من الشعراء يؤلفون القصيدة في شهر وينقحونها في احد عشر شهرا وسميت قصائدهم :الحوليات..بمعنى انهم كانوا يعيدون النظر المرة تلو المرة حتى تنضج قصائدهم على نار هادئة
اما مسالة الرمز فهذه مسالة شخصية تختلف من شاعر لاخر..
ارى ان الشاعر يكتب لنفسه اولا ولا يكون احد بباله الا في الغزل والرثاء وما شابه
السياب في قصيدة :انشودة المطر كتب لنفسه ثم لاقت القصيدة هوى في نفوس الناس فقالوا عنها قصيدة ملتزمة
كثير من الشعراء الخطابيين كانوا يكتبون لجمهور جاهز للتصفيق..ويعدون شعراء للمجتمع..
بشار بن برد قيل له :تقول اجمل الشعر ثم تهبط الى حضيضه في:
ربابة ربة البيت تصب الخل في الزيت
لها عشر دجاجات وديك حسن الصوت
فقال لهم :ربابة خادمة تخدمني واردت تشجيعها على خدمتي بما قلته ام تريدونني ان اقول:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل؟؟؟
المراة تنجب جنينها لنفسها لا للناس وبعدها يصبح ملكا للناس وقد تكون حصتها فيه الاقل..؟
سادسا: طبعا النقد البناء يفيد القصيدة والشاعر معا
حيث يتم التركيز على مناقب ومثالب القصيدة فياخذ الشاعر براي الناقد ويسعى الى القصيدة الفضلى
اما النقد الشتائمي فهو مضيعة للوقت ولا فائدة منه...
سابعا:
استخدام الرمز هو من صميم العمل الشعري وقصيدة دون رمز ناقصة
معظم شعراء الحداثة في الخمسينيات وبعدها اكثروا من الرمز ولا سيما السياب وخليل حاوي وادونيس ..
وقد يكون الرمز لاسباب سياسية واجتماعية اي:بسبب الرقيب الداخلي والخارجيقد يهرب الشاعر الى الرمز ملاذا يحميه من تكفير التكفيريين دينيا وسيباسيا واجتماعيا
كما تفضلت انت وقلت :لابد من التكثيف والرمز والايحاء حتى يبقى الشعر شعرا..
ثامنا:كتبت نقدا انطباعيا تذوقيا في الكثير من الدواوين الشعرية الورقية في الثمانينيات وما بعدها وكنت احكم ذائقتي فما يناسبها كنت اراه شعرا وما يخاصمها فهو ليس بشعر
ودائما استشهد بقول لمحمود درويش:
لا اعرف ما هو الشعر لكن اعرف ما ليس شعرا انه الذي لا يحركنني ويؤثر بي
اليس كلام درويش منهاج نقد اصيل ورصين؟؟
تاسعا:
جميل داري - جميل حسين إبراهيم (سورية).
- ولد عام 1953 في عامودا.
- حصل على الليسانس في اللغة العربية من جامعة حلب 1978.
- يعمل في تدريس اللغة العربية منذ 1980 وحتى الآن.
- يكتب الشعر والمقالة الأدبية منذ أواخر السبعينيات, وينشر إنتاجه في المجلات والصحف السورية والعربية.
- دواوينه الشعرية: السفر إلى عينيك بعد المنفى 1984.
- أثنى على شعره النقاد: شوقي بغدادي, وخالد أبو خالد, وقاسم مقداد, وجمال الجيش.
- عنوانه: مقهى داري - عامودا - الجزيرة - سورية.
عــــن الفــقـــر والخريــــف الفقـر:
لا شيءَ لي
في هذه المدن الثَّقيلة مثل أحذية الطُّغاةْ
لا كوخَ لي
آوي إليه في زحام النَّاطحاتْ
وحدي وليسَ معي سوى دمي الذي
يمحو صقيع الدَّاجياتْ
ويُقالُ لي:
لا قلبَ.. لا عقلَ لي .. لا شيء لي
لكنَّ لي كلَّ الحياةْ
ترتادُ حقل القلبِ قافلةٌ من الغجَرِ الحُفاةْ
صدري الملاذُ لكلِّ عاشقةٍ
تجيء إليّ من كلِّ الجهاتْ
عيناي سافرتا إلى جزر الضياء المشْتهاةْ
فملأتُ عينيها اللتين ترامتا بالذِّكرياتْ
أنهيتُ مرثيتي التي غنيتها في حضْرةِ المتسوِّلين
فلم يمتْ غيرُ الشكاةْ
من أين أبداُ بالرحيل إليَّ حينَ أتيهُ في لُجج الفلاةْ?
فالدَّربُ مذعورٌ وطارتْ مابه من قبّراتْ
ويمامة حطتْ على قلبي تتمتمُ في خشوع بالصلاةْ
ومن الجهاتِ الألف يأتيني .. يهدِّدني الحُواةْ
وأنا المدجَّجُ بالندَّى .. بحليب كلِّ الأمهاتْ
ويقالُ لي .. لا قلب لي.. لا عقل لي .. لا شيء لي
لكنّ لي كل الحياةْ
الخريف:
يأتي كعادته الخريفُ
فيحْتمي العشاقُ بالورق المسافرِ في مهبِّ الريحِ
يتلون الرسائل للصبايا
وأنا المبدَّدُ كالشظايا
من هاهنا وهناك ألتقط الحكايا
الكأس فارغة أمامي ليس فيها من بقايا
والمنزل الطينيُّ ينظرُ ساخراً من وحدتي
مع شلَّةِ الفئرانِ في حُفرِ الزوايا
وشُجَيرتي في حوشيَ المنسيِّ خائفةٌ
تشاركني أسايا
يأتي كعادته الخريفُ
فأحتمي بالغيم
والريِّحِ الهبوبِ
والخطايا
هذه نسخة ماخوذة من معجم البابطين للشعراء العرب
وهذه تعد من قصائدي الاولى تقريبا
عاشرا:
اثقلت علي باسئلتك الاجبارية الدكتاتورية ..
لكن ضيافتك من التمر والحلوى كانت لذيذة وليتك اكتفيت بها هههههه
الاصيلة سفانة
تعبك راحة
ارجو ان تكون الاجوبة نصف مرضية
ولك كل التقدير وطيب المنى