"الآن رجعت من التّاريخ ،
اني أرى الدنيا صغيرة خالية ،
لأني كنت في دنيا أكبر وأحفل بالنور والعطر ؛
كنت في سر َّ من رأى
علي الطنطاوي "1937
سر َّ من رأى مملكة لحلم سريع ، خاطف ، داهم المعمورة لثمان وخمسين عاما ، ثم مضى تاركا وميضه يخبو تدريجيا حتى تلاشى ، وماتيقى منها فحكايات ٍ وآثار تنتظر إماطة اللثام عن أسرارها وزخارفها وقصورها ومضامير الخيل ومصنع الزجاج الملون .. ...
حكاية المدينة الغافية على الضفة الشرقية لنهر دجلة والتي تبعد 118 كيلو مترا شمال بغداد تتكون من فصول ومشاهد لابد من المرور بها تباعا :
المشهد الأول
ككل مددن العراق ؛ ماجاءت حضارة سر َّ من رأى عن فراغ ؛ بل إنها تنتمي للموروث الحضاري المتعاقب على أرض الرافدين ؛ حيث تشير الكتابات واللقى التاريخية أن جذورها تمتد في التّاريخ حتى العصر الحجري الحديث " النيوليت " ثم العصر الحجري المعدني ..
ففي الموقع المسمى "تل الصّوان " حيث اللقى الآثارية الذي يبعد 12 كيلو مترا جنوب سامراء وعلى الضفة الشرقية لدجلة اطلق العلماء على هذا الدور بدور سامراء والتي يبدا تاريخها من منتصف الألف السادسة قبل الميلاد وحتى بداية الألف الخامس قبل الميلاد ..
كان اول من نقب فيها ولفت النظر إليها عالم الآثار الألماني هرشفيلد عام 1911 وحتى 1913
وكان لهذا الموقع المكتشف اهمية خاصة في كونه همزة وصل يربط الأدوار الحضارية الشمالية بمثيلاتها الجنوبية ، وتميز دور سامراء الحضاري بخزفه المدهون الجميل المسمى بالسامري ، امابقايا البيوت المشيدة من اللبن فقد تميزت بانها على جانب كبير من التّطور واعتمد بها في القوت على زراعة القمح والشعير كما وجدت بقايا نباتا أخرى ، اهمها نبات الكبار ( caper ) والكتان والقنب ولأن هذه النباتات تحتاج الى الري الأصطناعي فيمكن الاستنتاج ان سكان هذا المستوطن بداوا مشاريع الري الصغيرة ( احمد سوسة : حضارة وادي الرافدين بين الساميين والسومريين ، 85-87 )
المشهد الثاني / قبل الأسلام
منذ أقدم العصور. وفي التاريخ الآرامي السابق للإسلام، وتحديدا في الحقبة الساسانية اتخذ من موقع سامراء الحصين مركزا استراتيجيا وعسكريا أثناء احتدام الصراع ضد الروم، وقد أقاموا فيها الحصن المعروف باسم حصن سومير الذي يمت الصلة لأسمها الأول، وورد ذكره في أخبار تراجع الجيوش الرومية، بعد مقتل قائدهم جوليان سنة 363 م. (مجلة ميزوبوتاميا / عدد 5-6 )
المشهد الثالث / حاضرة بني العباس
لقد ظل موقع سامراء هاجسا يراود خلفاء بني العباس منذ زمان الخليفة هارون الرّشيد الذي اختار فيها موضعا لتشييد قصره المسمى بإسمه " الهاروني " وحفر أول نهر فيها ورام ان يبني مدينة في القاطول لكنه لم يتمها ..
في تاريخ الطبري يخبرنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري يإن شراء موقع المدينة تم في العام 220 للهجرة ؛ لقد اشترى المعتصم الأرض من مجموعة من النصّارى كانت تمتلك الأرض كلها بـ 500 درهم ووضع البناء عام 221 للهجرة ، بعد أن ضاق أهل بغداد من سوء وقسوة أخلاق الجند والقادة الأتراك في جيش المعتصم ..
لقد شهدت سنوات المدينة البالغة ثمانية وخمسين عاما من النّور ( 220هـ - 279 هـ تولي سبعة خلفاء عباسيين بدءا بالمعتصم ونهاية بالمعتمد مرورا بالواثق والمتوكل على الله والمنتصر والمستعين والمعتز والمهتدي والمعتمد ..
لقد بنوا القصور في المدينة كما يُزرع الورد ؛ فهاهو ابن المعتز يكاتب صديقا له في بغداد قائلا :كتبت إليك من بلدة قد أنهض الدهر سكانها وأقعد جدرانها فشاهد اليأس فيها ينطق وحبل الرجاء فيها يقصر معشوقة السكنى وحبيبة المثوى ، كوكبها يقظان ، وجوها عُريان ، حصاها جوهر ، ونسيمها معطر ، وترابها مسك أذفر، يومها غداة وليلها سحر ، وشرابها مريء ..."
لكن " لكل شيء إذا ماتم نقصان " فهاهي قصور سامراء تنقض وتؤخذ حجارتها الى بغداد والمدن المجاورة لبنائها ، يقول المؤرخون ان اغلب مدن وسط العراق بنيت من آجر قصور وبنايات سر َّ من رأى لأنها ممتدة مع دجلة وتمنح عملية نقل الآجر السهولة المطلوبة : فيرثيها ابن المعتز :
قد اقفرت سر من را ...ومالشيء دوام
لكن هل كان هجرها هو نهاية تاريخها ؟ قطعا لا ؛ فبعد و بعد وفاة الإمامين علي الهادي والحسن العسكري (عليهما السلام) سنتي (254 هـ \868م وسنة 260 هـ\874م)،دفنا خارج المدينة أين نشأت على جبانتها مدينة تتخذ من المرقدين مزاراً تحف من حوله العمارات و أنشئت الدور والمنازل العامة تباعا فحافظت المدينة على عمرانها بعد زوال الأصل وحتى إلى ما بعد انقراض الدولة العباسية. ووسع ناصر الدولة الحمداني المدينة سنة (333 هـ \944م) وأحاطها بسور. وعمر الشيخ زين العابدين السلماسي سور المدينة عام (1250 هـ \1834م) بعد فيضان وطاعون داود باشا، وانفق على تعميره أحد ملوك الهند. وفي سنة (1299 هـ / 1881 م) بنيت أول مدرسة ابتدائية في المدينة. أما في سنة (1294 هـ / 1878 م) فقد نصب أول جسر على نهر دجلة يربط مدينة سامراء بالضفة الأخرى له. وفي سنة (1258 هـ\1842م) أعاد الملك أمجد علي شاه بناء سور المدينة وتعميره. وأقام فيها بعد ذلك الميرزا محمد حسن الشيرازي هاربا من إيران والمقترن بحادثة التنباك الشهيرة، أيام الدولة القجرية. وقد أقام بعض الأعمال في المدينة وجعلها مركزاً علمياً
وفي عام (1286 هـ / 1869 م) أصدر الوالي مدحت باشا أمرا بجعل سامراء قضاء تابعا إلى بغداد، وهرب أغلب الاهالي منها: و في سنة (1920 م) امتدت ثورة العشرين إلى سامراء وشارك أهلها فيها بجهود السيد محمد الصدر. وفي سنة (1359 هـ / 1941 م) ثارت ثائرة أهالي سامراء ضد الأنكليز، عندما أخبرهم متصرف بغداد آنذاك بأنهم يريدون احتلال محطة قطار سامراء، وقطع سكة الحديد في جنوب المدينة، وذلك في عهد حكومة رشيد عالي الكيلاني في 23 / مايس / 1941 م. وفي سنة 1976 م الحقت المدينة كمركز قضاء تابع لمحافظة صلاح الدين بعد ان كانت تابعة الى بغداد.
بقلم /كوكب
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
لمدينة سامراء العريقة مكانة استثنائية في وجداني و عقلي يا سيدتي
هي مدينة العراقيين الأُباة
هي مدينة الصديق الأغلى و الرفيق الأقرب
الشاعر و الكاتب عماد السامرائي
الذي أستثمر مناسبة هذا النص البهيج كي أنقل إليه أسطع الأماني
مررت هنا
و سررت بما قرأته و بما رأيته
دام لك الألق أستاذة كوكب
و للعراق العظيم...
اهلا بك أستاذ هشام
- رغم الخلاف - بيني وبين مدينتي
"وهو خلافٌ كي تنهض مما هي فيه ، لا كي أنتقص منها "
لكني أحبها تاريخا وسماءً وماءً وصحبة جميلة " وإلا ماكنت كتبت عنها هذا المقال "
مرة في النّجف قال أحد الأساتذة اذكر اسمه أستاذ معن : أجمل صباح يمكن أن يصادفك في العراق هو صبح سامراء
شكرا لك حضورك وتحية لك
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
ومع أهمية سامراء عاصمة الدولة العربية في ازهى عصورها ودورها الكبير في بناء الحضارة العربية ، فانها لم تنل ما تستحقه من عناية المؤرخين واهتمامهم ، فقد اقام بها عدد من الخلفاء وكان لهم اثر مهم في تاريخها ، ووقعت في ايامها احداث جسام تركت آثارها المتميزة على مسيرة الدولة العربية ، وكان عهدها عهد القمم من اعلام الرجال ممن تفخر بهم في مختلف ميادين العلم والادب ، فقد عاصرها الامام احمد بن حنبل الشيباني ، وامام الحديث محمد بن اسماعيل البخاري ومسلم بن حجاج القشيري والمؤرخ الفقيه العالم محمد بن جرير الطبري وقد اقم بها وسكنها الامام المحدث الكبير ابن معين وتوفي ودفن فيها ، والمؤرخ البلداني احمد بن اسحاق اليعقوبي واما اللغة والنحو المبرد وثعلبة وعميد ادباء عصره الجاحظ ، ويوجد في كتب الرجال والطبقات كثير من الفقهاء والمحدثين والكبار قد سكنوا هذه المدينة الكبيرة ، وهناك رسالة ماجستير عنوانها ( العلماء المحدثين في سامراء ) ، وعلماء اخرون كثيرون .
كما تميز عهد سامراء بأحداث كثيرة منها ان الدولة العربية بلغت اوج قوتها حينما هدد المعتصم بالله في سنة ( 223 هـ ) مدينة القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية بعد ان اجتاح قواعد الروم وحصونهم وافتتح عمورية اهم مدنهم ، كما قضت الدولة العربية في هذا العهد على خطرين تعرضت لهما هما حركة بابك الخرمي وفتنة الزنج ، وهكذا اشغلت مدينة سامراء الزاهرة ما يزيد على نصف قرن كانت فيه حاضرة الخلافة الاسلامية وعاصمة الدولة العربية ، وهذه الدولة هي امتداد للدولة العربية والخلافة الاسلامية التي قامت في المدينة المنورة اثر هجرة الرسول الاعظم ( صلى الله عليه وسلم ) إليها
مدينة سامراء من المدن العربية الإسلامية المهمة في العراق ،وكانت عاصمة الدولة العباسية بعد بغداد ،وهي اليوم إحدى المدن التى لها منزلة جليلة في نفوس العرب والمسلمين ،ويوجد فيها رفات الإمام علي الهادي وولده حسن العسكري رحمهما الله.
تقع سامراء على ضفة نهر دجلة اليسرى، شمال مدينة بغداد 135 كم ، وقد تم تشييدها في عهد الخليفة المعتصم بالله ثامن الخلفاء العباسيين في عام 221 هـ / 836 م لأسباب سياسية واجتماعية .
ولقد أقام في مدينة سامراء سبعة من خلفاء بني العباس هم : الواثق ،والمتوكل ،والمنتصر ،والمستعين ،والمعتز ،والمهتدي ،والمعتمد الذي سكن فيها لفترة ثم عاد للسكن بمدينة بغداد.
كشفت التنقيبات الأثرية التى قامت فيها عن قصور الخلفاء كقصر العاشق ،وقصر البلوراه ،والقصر الفوقاني ،وقصر البديع ،وقصر الجوسق الخاقاني وغيرها من العمائر الإسلامية ، كما تمثل الفنون الإسلامية الخاصة بمدينة سامراء مرحلة مهمة في تاريخ تطور الفنون الإسلامية في مشرق العالم الإسلامي ومغربه .
كان يحيط بالمدينة سور مضلع على شكل يميل إلى الاستدارة ، يبلغ طول محيطه 2 كم ، ولايتجاوز قطره 680 م ، مبني بالجص والآجر يصل ارتفاعه إلى 7 م ، وكان له 19 برجا وأربعة ابواب ، هي باب القاطول ، وباب الناصرية ، وباب الملطوش ، وباب بغداد ، وظل هذا السور ماثلا للعيان حتى سنة ( 1356 هـ / 1936 م ) . واكثر بيوت المدينة مبنية بالاجر وتنتشر في ارجائها الحدائق العامة والخاصة ، وفتح فيها متحف وضعت فيه المخطوطات والمصورات المهمة عن اثارها ، وفي مدخل المدينة يقع مشروع الثرثار الذي يقي بغداد من الغرق.
قد كتب المؤرخون عنها الكثير .. وكثير من الشعراء كانوا يكتبون أبياتاً عنها وأبيات
حيث كان ابن المعتز مجتازاً بسامرا متأسفاً عليها، وله فيها كلام منثور ومنظوم في وصفها، ولما استدبر أمرها جعلت تنتقض وتحمل أنقاضها إلى بغداد ويعمرها بها، فقال ابن المعتز:
قد أقفرت سُـرّ مَن رأى
ومـا لــشـيءٍ دوامُ
فـالنـقض يـحمل منها
كــأنــهــا آجـامُ
مـاتــت كما مات فيلٌ
تـُسـلُّ مـنـه العظامُ
ومع أهمية سامراء عاصمة الدولة العربية في ازهى عصورها ودورها الكبير في بناء الحضارة العربية ، فانها لم تنل ما تستحقه من عناية المؤرخين واهتمامهم ، فقد اقام بها عدد من الخلفاء وكان لهم اثر مهم في تاريخها ، ووقعت في ايامها احداث جسام تركت آثارها المتميزة على مسيرة الدولة العربية ، وكان عهدها عهد القمم من اعلام الرجال ممن تفخر بهم في مختلف ميادين العلم والادب ، فقد عاصرها الامام احمد بن حنبل الشيباني ، وامام الحديث محمد بن اسماعيل البخاري ومسلم بن حجاج القشيري والمؤرخ الفقيه العالم محمد بن جرير الطبري وقد اقم بها وسكنها الامام المحدث الكبير ابن معين وتوفي ودفن فيها ، والمؤرخ البلداني احمد بن اسحاق اليعقوبي واما اللغة والنحو المبرد وثعلبة وعميد ادباء عصره الجاحظ ، ويوجد في كتب الرجال والطبقات كثير من الفقهاء والمحدثين والكبار قد سكنوا هذه المدينة الكبيرة ، وهناك رسالة ماجستير عنوانها ( العلماء المحدثين في سامراء ) ، وعلماء اخرون كثيرون .
كما تميز عهد سامراء بأحداث كثيرة منها ان الدولة العربية بلغت اوج قوتها حينما هدد المعتصم بالله في سنة ( 223 هـ ) مدينة القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية بعد ان اجتاح قواعد الروم وحصونهم وافتتح عمورية اهم مدنهم ، كما قضت الدولة العربية في هذا العهد على خطرين تعرضت لهما هما حركة بابك الخرمي وفتنة الزنج ، وهكذا اشغلت مدينة سامراء الزاهرة ما يزيد على نصف قرن كانت فيه حاضرة الخلافة الاسلامية وعاصمة الدولة العربية ، وهذه الدولة هي امتداد للدولة العربية والخلافة الاسلامية التي قامت في المدينة المنورة اثر هجرة الرسول الاعظم ( صلى الله عليه وسلم ) إليها
بوركت سيدتي فقد اثرت الحنين
تحيتي والتقدير
أهلا بك أستاذ شاكر
وألف شكر لهذه الإضافات التي زادت الموضوع ألقا
وأتمنى أن تخرج مدينتنا من غفوتهاا وأن تفلت من الثّقب الأسود الذي تتجه نحوه بسرعة كبيرة ..!
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
مدينة سامراء من المدن العربية الإسلامية المهمة في العراق ،وكانت عاصمة الدولة العباسية بعد بغداد ،وهي اليوم إحدى المدن التى لها منزلة جليلة في نفوس العرب والمسلمين ،ويوجد فيها رفات الإمام علي الهادي وولده حسن العسكري رحمهما الله.
تقع سامراء على ضفة نهر دجلة اليسرى، شمال مدينة بغداد 135 كم ، وقد تم تشييدها في عهد الخليفة المعتصم بالله ثامن الخلفاء العباسيين في عام 221 هـ / 836 م لأسباب سياسية واجتماعية .
ولقد أقام في مدينة سامراء سبعة من خلفاء بني العباس هم : الواثق ،والمتوكل ،والمنتصر ،والمستعين ،والمعتز ،والمهتدي ،والمعتمد الذي سكن فيها لفترة ثم عاد للسكن بمدينة بغداد.
كشفت التنقيبات الأثرية التى قامت فيها عن قصور الخلفاء كقصر العاشق ،وقصر البلوراه ،والقصر الفوقاني ،وقصر البديع ،وقصر الجوسق الخاقاني وغيرها من العمائر الإسلامية ، كما تمثل الفنون الإسلامية الخاصة بمدينة سامراء مرحلة مهمة في تاريخ تطور الفنون الإسلامية في مشرق العالم الإسلامي ومغربه .
كان يحيط بالمدينة سور مضلع على شكل يميل إلى الاستدارة ، يبلغ طول محيطه 2 كم ، ولايتجاوز قطره 680 م ، مبني بالجص والآجر يصل ارتفاعه إلى 7 م ، وكان له 19 برجا وأربعة ابواب ، هي باب القاطول ، وباب الناصرية ، وباب الملطوش ، وباب بغداد ، وظل هذا السور ماثلا للعيان حتى سنة ( 1356 هـ / 1936 م ) . واكثر بيوت المدينة مبنية بالاجر وتنتشر في ارجائها الحدائق العامة والخاصة ، وفتح فيها متحف وضعت فيه المخطوطات والمصورات المهمة عن اثارها ، وفي مدخل المدينة يقع مشروع الثرثار الذي يقي بغداد من الغرق.
قد كتب المؤرخون عنها الكثير .. وكثير من الشعراء كانوا يكتبون أبياتاً عنها وأبيات
حيث كان ابن المعتز مجتازاً بسامرا متأسفاً عليها، وله فيها كلام منثور ومنظوم في وصفها، ولما استدبر أمرها جعلت تنتقض وتحمل أنقاضها إلى بغداد ويعمرها بها، فقال ابن المعتز:
قد أقفرت سُـرّ مَن رأى
ومـا لــشـيءٍ دوامُ
فـالنـقض يـحمل منها
كــأنــهــا آجـامُ
مـاتــت كما مات فيلٌ
تـُسـلُّ مـنـه العظامُ
الغالية كوكب
شكراً
محبتي
الحديث ياأمي الحبيبة عنها يثير شجونا وشجون
ولانملك الان الا تاريخها الذي نتغنى به بحسرة وكمد
.
.
.أشكر لك غضافتك القيّيمة للمقال
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
سامراء المدينة العريقة الحالمة
عاصمة الدولة العباسية من 221 إلى 276هـ التي تفترش شرق دجلة على ساحلها الواقعة شمال بغداد 118 كم.
تلك الفاتنة التي لاتشيخ مهما تقدم بها الزمن
تلك الساحرة حين يدور بها الحدثان تعود الى شبابها من جديد موغلة في القدم منذ تل الصوان، وطور فخار سامراء
وحين تعاقبت عليها الأزمان، والدهور.
عادت من جديد 221 هـ حين اتخذها الخليفة العباسي الثامن المعتصم بالله عاصمة له فازدهت بقصورها الشاهقة، وجوامعها الكبيرة التي عدت مرحلة متقدمة في الفن المعماري، وأصبحت موطن الثقافة، ولا غرابة في ذلك ألم تصبح موطن محمد بن عبد الملك الزيات الوزي، والكاتب، والشاعر، واحمد بن أبي دؤاد الايادي قاضي القضاة، وابراهيم بن المهدي الموسيقي المميز، والشاعر الرائع، وسعيد بن حميد الكاتب، وإبراهيم بن العباس ألصولي، وأبي على البصير، والبحتري، وابي تمام، وعلي بن الجهم، وأبو العباس محمد بن يزيد المبرد، وزارها الجاحظ، وفيها حسم المتوكل على الله قضية خلق القرآن.
ألم تكن موطن الإمام علي الهادي، وابنه الحسن العسكري عليهما السلام، وقد قال عنها الامام علي الهادي عليه السلام: دخلتها مكرها، وسوف لن أخرج منها إلا مكرها.
حتى أصبحت قبلة الأنظار أكثر من نصف قرن وبعد انتقال العاصمة إلى بغداد في عهد الخليفة العباسي المعتمد بالله 279 هـ مرت سامراء بفترة عصيبة من الخراب، والدمار، وبقيت على حالها مهجورة الا من مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام.
من كتاب سامراء في النصف الثاني من القرن العشرين للأستاذ محفوظ فرج