لا زلنا نبحث عن ذاتنا في أقوال الآخرين ..لا زلنا في كلامنا عشاق وطن .وفي سلوكنا عشاق تهويمات التفرقة ، أو نلهج بالتاريخ واضعين رؤوسنا فيه وهو خال من المخ والتفكير ، نتغنّى بالوطن ونغني لقرود تجيد الرقص كما يريد صاحبها ... ونفلسف انتماءاتنا بغباء وفي لحظات الصحو نقتل الوطن .... وندفنه في متاهات الهبل ويسألنا الطفل المقتول : لماذا أنتم قتلتم وطنا كنت سأعشقه ؟ ولآني سأعشقه قتلتموني؟
***********
مطلوب منك أن لا ترى الواقع كما هو بل كما هم يحبون . أو تراه بعيون حولاء ..ومطلوب منك إذا خرجت إلى الشارع أن تترك عقلك في خزانة الأحذية قرب الباب الخارجي لشقتك إن كان لديك شقة ... ومطلوب منك أن تكذب حتى لو سألوك عن اسمك .... وإذا لم تفعل كما تؤمر فأنت عربي حقيقي يجب أن تقتل ... وبخاصة إن كنت طفلا فقتلك أسهل وأهم لأنك المستقبل المخيف لهم
***********
أصعب إجابة على المرء هي : جواب السؤال الذي يبدأ بــ لماذا ؟ وكثيرا ما يحرجنا السؤال من طفل ونخشى أن يدرك هذا الطفل أننا نكذب عليه وأعتقد رغم بعدي عن علم الأحياء أن منطقة التحليل والتعليل في المخ قد تقلصتا كثيرا لعدم تدريبهما على العمل ، فنحن نتلقى ، ثم نخزن في الذاكرة ، ثم نجتر ما تلقيناه وإلا من يعلل لي سبب قتل طفل كان يلتجئ لقاتله ؟ وعلى الأقل ابتسم له وقال : ليش؟ لماذا؟
عجبت .. لمن يتشدقون بالسلام والأمان وحقوق الإنسان ..
هناك
حيث يتصخر الزمان وتدفن الأيام ويمزق الغدر برعم الورد
ونحن نتساءل : متى وكيف ولمن يكون الوطن ؟
الشاعر رمزت عليا
لقد رسمت عمق المأساة
لكَ من كل طفل يصرخ بالحقيقة وهو مضرجاً بالدماء
ومن كل أم .. تبكي فلذة كبدها
ومن كل حبة تراب
ألف تحية
ومني فائق الاحترام .. يا عاشق الوطن
هيام
التوقيع
وما من كــاتب إلا سيفنى … ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شي... يسرك في القيامة أن تراه