أرزانُ مفتعلن ... (1) نضَبْ ؟
كي تبعُدي ما للعَرَبْ !
تـَبَّـتْ يداكِ ومن رعاها تـَـبَّ تـَـب
فـَلظِفـرُ جارية ٍ أعفت نفسها
عند الشريف بألف وجه ٍ منك يا قاعَ الرتب
إني بريْبٍ أن تكون عروبة ٌ قد أخرجتكِ بدارها
إن الأعارب للأعاجم كالسيوف الشامخات
مقيمةٍ في ثوب عز آمرات ناهرات
كم يمين ٍ من عروبتنا أقامت
في جَـنى شقرائهن وكم يمين ٍ أتْرِعَتْ
باتت تـُدللُ من سَـكـَـب
هَبْكِ (*) كما قالت جموع ٌ: نجمة ٌ ...
فبأي حق ٍ للنجوم تغور في وحل المعرَّة
والدناءة مبعداتٍ للأدب
أين السبب ؟
هَبكِ هنالك من سبب ...
فجميعنا شبقُ المسائل ِ فيه يحيا
كالهشيم يُذوِّبُ النيرانَ فيه
فينطفي فيه السَّغَب
آهٍ .. فما أحلى إمَاتـَـة ما بنا
حُـبًـا لمن وضع العوالم كلها
حبًا ... فناءً ... ما أراد المرءُ هيْنـًا ما أحب
***
" لـُعَـبُ الحياة " كثيرة ٌ
ولقد خسرتِ وأي خُسْـر ٍ يا رزان خسرتِه
خُسرٌ كبيرٌ ... عِرضَ أنثى ...
خبريني بعده ؟
أتَريْـنَ خُسرًا بعده ...
قولي ... فما قِـيَـمُ الحياة بدونِه ...
ما طعمُ أنثى دونـَـه ..
ما غنجها ؟
ما لون ُ أثمار ٍ تدلـَّـت فوقها؟
ما طعمها وأريجها؟
وحنانها أو غنجها؟!
فيها فتيتُ المسك نَتْنٌ ذائعٌ
وورودها لونٌ تلوَّنَ بالذي فيه النساءُ بعيدة ٌ
عما الإله أحلهُ
أضحى الجمالُ قباحة ً
وعليكِ جدُّ وقاحة ً
ذهَبُ الحياء ِ على ضفافك قد ذهَبْ
ماذا تبقى بعده ...
قولي لمنطيق الحسابِ
أفي حسابك في حسابي مخرجًا
سيردُّ مُتعبَ حُسْبَة ً:
لا والذي خلق السماء فلا حسابَ بما رأيتُ
ولا نتائجَ للذي طفِقتْ مقالمُه بحبر الجَهد جَهْـدَى تـُنتحَب
***
أين الرزانة والأمانة أينها
أترين ضاعت في الحداثة
والعصور الزائفات
وما حوت ساعاتها؟
تالله لم يَغْرُرْ فؤاديَ زيفها
وفراهة ُ العيْش النضير المقتضَب
أبداً يُحقـِّـرُ ما بها من مشهد وممثلٍ
عما قليلٍ سوف تطويه التُرَب
شيئان في الدنيا سماءُ نفوسنا ...
عِرضٌ وعز للنفوس
سواهما سيعيش قلبُ المرء في ذلٍ
ودنيا من علامات النَصَب
***
تحيا بلادي و" النبيه ُ" الـّذ (2) لمثلك قد حجب
هذا " النبيهُ " ومن بمثله فخرُ أوطان العرب
يا "نائبَ الشعب" العظيم تحية ً
عن كلِّ حر ٍ للمكارم ِ يبتغي
قـُـبَـلِـي على غُـرر الكِرام وحَسْـبُها
منها تنال مفاخرًا
وتتيه في جسد الشمائل ترتدي آلاءَ هذا المُكتَسَب
إن العفائف جوهرٌ أبدًا يعزُّ وجودُه
إن شئت نَوْلاً كن كمثله جوهرًا
لـُمـعُ الجواهر في الجواهر تُـرْتقـَب ...
****
كم من رزان في الرذائل يا رزان دخلنها
لكنهن ضمرن أحشاءَ الفضيحة في مشاهد عقلهم
ما بينت "قمراتهن" (3) كما أبانت قمرة ٌ هي من صنيعك
في يدي مَن هم شبيهك في الفعال
فلا تلومي الفاسقين لأنت هم ولـَهم لأنت
كلاكما ثوبٌ حرامٌ نسْجُهُ جَمْعٌ من الأنطاف
في رحِم ٍ خؤون ٍ عن جموع الطـُّهر خوفا قد هَرَب (4)
***
الحاشية:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) اطلع عليها الشاعر الكبير عبد الرسول معله رحمه الله ـ فنصحني بألا أضع هذه المفردة ووضعت وزنها وفاءً وحبا في حياته ومماته.
2) نبيه الوحش ذلك الرجل المحامي الذي يكافح كل الأفعال الدنيئة، قام بتقديم بلاغ للنائب العام بعدم دخولها مصر ...
3) القمرة هي الغرفة المظلمة، وكان العالم العربي الحسن بن الهيثم قد تبحر كثيرا في علم البصريات ، مما كان له الفضل في تأسيس العلوم الحديثة للبصريات ، وقد تم إطلاق اسم موقع على سطح القمر تقديرا له باسم alhazen وكذلك تم تكريم اسم الحسن بن الهيثم عالميا في مواطن كثيرة، عطفا على ذلك فإن مصطلح (كاميرا) في اللغة الانجليزية مستوحى من اللاتينية camera obscura وهذه أخذوها بنفس معنى قمرة وتعنيان بالعربية ثم باللاتينية :الغرفة المظلمة.
4) أعيذ بالله نفسي من القذف إن كنت قذفتهم بما ليس فيهم.
*) أؤمن بإشباع الكاف فمثلها عندي كالهاء إن شئت أو لا
لا غبتِ يا "أسماءُ" لا غبتِ = عنا، فِراقك منزلُ الموتِ
الكون أصبح مظلمًا حولي = لا أعرف الساعات في وقتي
بعد الغياب علت مدائننا = سُحُبٌ من الأحزان في صمتِ
بعد الغياب تعذبت روحي = عودي فماذا أنتِ أبقيتِ
عودي فشوقي راح يقتلني = عودي فكم للقلب أتعبتِ
عودي لمن يهواك في نهم ٍ = تحلو الدنا إن أنت قد عدتِ
أنتِ الورود الدانيات إلى = قلبي، وأنت النفسَ أسكنتِ
أنسُ الوجود وبهجة الدنيا = وعبير نفسي حيثما كنتِ
أنت الإناث جمعتِ روعتهنْ* = ما لي بهن وكلهنْ أنتِ ؟
لكِ ضحكة ٌ لو أنني جبلٌ = وجّهت نفسي حيثما سرتِ
حبي اعذري خوفي عليكِ وما = في غيرتي إنْ أنت فكرتِ
"فينيس" من فينيس يا عمري = أنت الجمال وفيه نـُشِّئتِ
يا أيها الخُـبْـلُ العنيدْ = لا لن يَطيعكَ ما تريدْ
نَمْ في غبائِك ما تشا = ءُ لسوف تـُخلع بالحديد
سورية ُ اليومَ انتمتْ = للنور للعهد المجيد
رُسُلُ الربيع تَنزلتْ = فأقيم في الأوطان عيد
فارحلْ فإنك راحلٌ = وستنتهي من ذا الوجود
للشعب رأيٌ نافذٌ = وعن الحقيقة لا يحيــد
ثكلتك أمك هل ترى = حزنَ اليتامي في الخدود
والسيداتِ ترمَّلتْ = ما مـــن مُعيــلٍ للوليــد
والناس في كربٍ وهمـ = ـمٍ وابتــــــلاءاتٍ تزيــد
وتهدَّمت تلك البيو = تُ وأُحْرِقت فيها الورود
ومساجدٌ قُصِفَتْ وما = والله قد قصَــفَ اليهــود
من يدَّعي الإسلامَ هم = مَن قصَّفَ الناسَ السُجود
لا يرمي الله السجو = دَ وقد رمَتْ تلك العبيد
يا ناسُ شوفوا ذا السفالـ = ـةِ والوضاعة و البرود
يا ناسُ ما لبلادنا = أمسى الثمين بها زهيد
وعلى مرافئها رستْ = كلُّ المصائب في جمود
يا ناسُ لم نُخلقْ عبـ = ـيدًا أو جمادًا أو قرود
يا قومَ زيفٍ وافترا = ءٍ يا مدائنَ من جحود
يا نسلَ من قد زيـَّف التـ = تـاريخَ بالماضي البعيد
والآن تعلو في بـــلا = دي غيمة ُ الظلمِ الشديد
تبعوا الهوى والنفس في = أهوائهـا رهـنَ القيــود
والنفس إن كان الهـوى = منهاجها ولــهُ عهود
فلقد أنيــخ ببابهــــا = ركبُ الـمهانة للحود
هم يعرفون الحقَّ فو = ق لسانهم مثلَ النشيد
بُليت بلادي بالضلا = لِ وما بها رجلٌ رشيد
قم يا أبا بكرٍ فــردَّ = دتنـا أتتنـا من جديــد
وارْفعْ سيوفـَك إنها = عربيـة ٌ تأبى الصدود
ما أُغْمِدَت أبدًا بغِمـ = ـد العُجْمِ واللهُ الشهيد
ها أينعت تلك الرؤو = سُ وكسَّرتْ كلَّ الحدود
حان القطاف فيا أبــا = بكــرٍ إليهــم بالـوليــد
بِعثــاتــنــا بعثـــاتهـــم = وقتٌ يضيع لدى الوفود
"كوفي" لدى "بُصرى" تَحـ = ـيَّـر فكرُه فهو البليـد
"حَلَبٌ" تئنُّ وتشتكي = "للريف"، للريف الشريد
و"دِمشق" ترنو "للقنيْـ = طرة" الحزينة في شرود
آهٍ "سويداءُ" تخاطبُ"إدلِبًا" = أ"سويـدُ" محنتنا تسـود
و"اللاذقية" تشتكــــي = "للدّير" ما فعل المَريـد
و"الحَسْكةُ" الخضراءُ تبـ = ـكي "رِقـَّةً" تدعو الودود
و"حماةُ" "للطـَرطـُوس": قو = مي دعكِ من هذا الخمود
و"بحمصَ" خالدُ ثائرًا = في قبره يزجي الوعود
"دَرْعَا" تنادي ي يا رفا = قُ إلى الصمود إلى الصمود
ستعود سُوْريا للدنى = ويعود ماضيها التليد
ستعود "جولانٌ" ويحـ = كمها الكرامُ من الجنود
يا جيشيَ الحرُّ الذي = الله مُمْـــدِدُك الوحيـد
نصرٌ قريب قادمٌ = لـَكُـمُ بخيراتٍ يقـــود
ما مات شعبٌ خلفـَه = جيشٌ لمُغْـتـَصَبٍ يعيد
وكفاك، وامسحْ دمعَ شعبـِ = ـك ذلك الدمعَ المديد
لم ينكسرْ شعبٌ إذا = حــرٌ بما يحوي يجود
ستعود سُوْريا للعرو = بـة تحملُ الأمل السعيد