ذاك الحب ، طير لا يعرف اين يقشر اجنحته
قالتها صبية ، ومضت
لأن سهد الليالي مخاض لا يعرفه من بدد احلامه
على سدرة تظللها مقبره
نص يجعلنا في أول قراءة له بأن نبحث عن الدلالات التي أرادت الشاعرة أن توحي بها ولكنها هنا استطاعت أن تصنع القلق فينا ومن ثم تعيد الهدوء إلينا بأن ألقت هذا التفسير الى صبية , وهذا ما يعني أن ليس هناك تعريف محدد للحب بل هو امتداد لمشاعر الإنسان كل إنسان يراه من زاويته والشاعرة هنا استطاعت أن تجعل من الحب امتداد لا ينتهي لكي تقارب المعنى الذي تريده بالأحياء إليه دون أن تشرك قناعتها به, فهي أوجدت تعريف الحب من خلال غيرها لكي لا تقطع القناعة لديها بما يعني الحب , بعدها ترجع الى الرؤيا التي تراها هي وتضع تساءل عن حجم السهد والألم الذي يعطيه هذا الحب حين لا يتوفر الزمن الذي يمتد بامتداد هذا الحب أي نكوص الحياة داخلها لأنها لا تستطيع أن تعيش تفسيرات الحب وهي قد فقدت من كان تراه هو الحب , فحب لديها قد يكون زمن مضى وليس بالضرورة أن يكون الزمن الحاضر , والسدرة هنا هي خضرة الحياة ولكن ضلالها إيحاء لعمق اختلاط المشاعر لديها لأن هذه السدرة تعيش في مقبرة , أي أن الحب قد يقارب الموت برغم أنه يعطي الحياة . والصورة التي استطاعت الشاعرة أن تخلقها هي تلك المعاني الكثيرة والأحياء المرمز ما بين الحياة والموت بشكل جعلت النص بقدر ما يوحي بالمعنى ولكن تبقى أسراره خفيه داخل المعنى الذي تعيشه بعمق الوعي الذاتي لها التي لا تريد الشاعرة أن توضحه بقدر ما توحي به لأن ما قيمة السهد والمخاض فيه إذا كان الموت يظللنا وهذه استعارة عالية بأن الحب لا يعيش ولا يكون كالسدرة إذا لم يكن هناك أمل , فقيمة الحب في الأمل الذي يعطيه لنا وليس بقيمة المشاعر التي تجعلنا نعيش المخاض فيه .. ومضة عميقة من ناحية الأنزياح الذي أعطى الكثير من مساحة التأويل الدلالي في تركيبة الجملة الشعرية في أحداث الصدمة والأرباك لدي المتلقي ... تقديري