تقمّص الشاعر مدينة بكاملها وقوّلها بما يتناسب وذائقته العشقية ، حاورها، استنطقها، (وتوحّدي بالوجْدِ عندَ نِدائِهِ
ميلي قليلاً فوْقَ قلْبي واسمعي لحْنَ الحنينْ) سائلها وأجاب (منْ يكْنُسُ الثّلجَ المُعربِدَ فوْقَ كتْفي؟ غيْر دفءٍ يحتوي عودي الهزيلْ ؟
منْ يصْطفي قلْبي اليتيمْ
منْ يُشْعِل التّرتيلَ في ليْلي الحزينْ ؟
ربما يحتاج مني القلم نظرة تروِّي كي يمد عنقه في محبرةٍ أخذت مدادها من سهدٍ اجتاح ماضيها وتراكمت نداءات فوق منارة نور وجهها المثقل بخيباتنا، أجاد العاشق حين صوّرها بدمعةٍ تلت الرسالة وسبقت النداء وماكانت قط من أنثى بشر الا بالرمز.
سميت هنا الكاتب أو الكاتبة بالعاشق
وهذا العاشق لديه خميرة في مخيلته تجددت بهالة قدسية حين كانت معنا في أكلنا وشربنا ونومنا وحتى حين نرسم شجرة أو غدير كنا نضع القبة في أعلى اللوحة.
استعمل العاشق من الضاد ماهو الأحلى في وصفها حين قال (ياطلّةَ الفجْرِ المخضّبِ بالنّدى والزّعْفرانْ
ياشدوَ شحْرورٍ يحطّ على الوترْ
ويُغازِلُ الخلجاتِ بالهمْسِ الخَفوتْ)
لا أدري منْ تفضّلَ على منْ؟ العاشق كاتب النص أم أبجدية التاريخ القدسي حين أبهرت النخلة حتى، وقبّلتْ نُجُب البراءة لمريم والطهارة (يا نسْمةَ الطّهرِ المعمّدِ في نواميسِ الرّجاءْ
هزّي إليكِ بجذعِ نخلةِ حبِّنا) فتساقط الحرف شهيّاً ....
(من ذا يلوذ بحبها ... من ذا يقبّل تربها
هي اعظم الملكات .. من ذا يمد القلب عمرا في شرايين السنين
من ذا يسوق قوافل العشاق من أمد الحنين)
اختار العاشق المكان والزمان والتاريخ ليجيز لي ولك اتخاذ مقعد أمام هيكلة الحرف النوري بسخاءه ورقراقه حيث بدا
(وتقاطر النّور السّخيّ مُرقْرِقاً)
رسم العاشق صورة بلاغية بديعة صوّر فيها القدس وكأنها أنثى تتأثر بما حولها من مؤثرات،(وتوضّئي منْ ماءِ حبٍّ يسْتبيحُ حُشاشَتي
مدّي الوريدَ وعانقي شجْوَ الأنينْ
كلّ المشاعِر تشْتهي تعْويذةَ الحُضْنِ الوثيرْ)
يا من صلبتني وحفزتني أبحث بين خبايا الروح عن حرفٍ يليق، يقربني من عرشك والقصيد، ويسمح لي بانحناءة الإعجاب منادياً الأمة بقول منادٍ
(النور كيف ظهوره ان لم يكن دمنا الوقود
والقدس كيف نعيدها ان لم نكن نحن الجنود)
يا قدس يا زهرة المدائن
(ويظل هامك عاليا كالنجم من ألق المفاخر
ونظل نهتف أن فداك الروح يا وطن البشائر
لا لن نبيعك فاشتري منا المآقي والقلوب
واستقبلي شمس البطولة إنها أبت الغروب
إن تاجروا يوما بتربك يشترون بك الذنوب
فمقولة الشعب العظيم : بالقدس كلا لن نتاجر)
عذراً من أحبتي فقد عجزت أن أصل الى ماتستحق القصيدة
أما لمن هي؟
فلايهم بعد وعصفورتي هاربة
.............................
عمدتنا الغالي
لقد دخلت على القصيدة بشكل موفق ورائع
القدس عزيزة على قلب كل عربي ومسلم
محبتي