من الغباء طبعا السؤال: لماذا لا نرى الله؟ كيف سترى خالقك؟ كيف سترى من خلق السموات والأرض؟ أولا ضع فى ذهنك أن كل ما تراه هو مخلوق . هل رأيت شيئا غير مخلوق؟ وحسب تجاربنا كل ما تراه أعيننا مصنوع من مادةٍ ما . فالنهر ماء والجبل حجارة والشجر خشب والحيوانات لحم ودم والأرض تراب والقطار خشب وحديد وبلاستيك..إلخ والكواكب والنجوم كلها معادن . والهواء غاز شفاف . كل ما يُرى هو عبارة عن مادة . فكيف سنرى الله؟ إذا رأيناه سيكون مادة وسيكون مصنوعا . ولذلك ابعد عن ذهنك نهائيا هذه الخاطرة . إذن غاية ما تتوصل إليه عقولنا أن الله حقيقة مطلقة وهو الوجود الحقيقى وكل الكون وكل ما فيه وجودٌ نسبى فقط . والحقيقة المطلقة وجودٌ دائم . وكل ما عدا الله وجودٌ مؤقت ينبغى أن يزول . وهنا أتذكر قول الشاعر العربى قديما:
ألا كل شيئٍ ما خلا الله باطلٌ - وكل نعيمٍ لا محالة زائل
لقد أصاب هذا الشاعر بالسليقة كبد الحقيقة فهو فيلسوفٌ بالفطرة .
أخي الكريم سر الختم الميرغني
أهلاً بك على صفحات النبع
أضم صوتي إلى صوتك
فالله تعالى هو المطلق ( ليس كمثله شيء)
ولمن يحتج بالآية الكريمة ( وجوه يومئذٍ ناضرة * إلى ربها ناظرة ) أقول أن النظر يوم القيامة سيكون إلى تجليات الله سبحانه وتعالى وعظمته وجلاله، وليس إليه شخصياً ، والله تعالى أعلى وأعلم
تحياتي العطرة