إلى امرأةٍ لا تعرف القراءة
اليوم تموت أجمل القيم وأجمل من عرفت من نساء
اليوم تموت سيدةَ الحواضر والبوادي
اليوم
يبدأُ العد التنازلي للوصول إلى خط النهايةِ
فقد كانت محور كل الصباحات التى تشرق بشمسها على أيامي
حتى فى أيامِ غيابِها القهري كنت أنتظرُها
واليوم حتى الانتظار لم يُتح لي أن أمارسه
فلا انتظار ولا حياة ولا هيَ .
أودعك كما يودع رجل ابنته التى أحبها
أودعك كما يودع حبيب لم يخن ولم يفكر أن يخون
أودعك وأكتفي بصورة معلقة على جدران قلبى
علها تستيقظ فى صباح الغد على حقيقة
أنك غـــــدرتي ... وأنك غـادرتي
ستظل مشكلتك الأهم أنك لن تستطيعين استرداد تلك الصورة
ومشكلتي أني لن أستطيع أن أكسرها
ستظل هنا فى قلبي تستدرجني إلى أحاسيسي القديمة
وإلى مشاعري التي استطعتِ باحترافِ قناص ٍ قتلها
سيدتي الجميله
فقط تذكري
أنك حينما طلبتي أن تشربي
تفجرت كل ينابيع الكون في داخلي من أجلك
بقيَ أن أعترف لك أني رجل بالفعل غبي
فلم أستطع الحفاظ عليكِ
سيدتى الجميله
كل ما حدث أنى بغباءٍ استندت على بوابة الحلم
فانفتحت وغرقت في لجة الحلم
وتمزقــْتُ علي أمواج التمني
كل أمنياتي الآن
أن أجدني ملقىً على شاطئ بعيد يمكنه محوك من ذاكرتي
لا أُنكر عليكِ سيدتي الجميلة
أني أحاولُ اجتثاث أشجارك من داخلي
ولكن كثير من ثمارك تتساقط كلما لمست شجرتك
فتنبت أشجارك أكثر وتملأ حياتي أكثر
حتى صارت غاباتي مليئة بكِ
فدعيني أحتفظ بك في ذاكرتي ملكا خالصا لي
أمارس عليكِ الظلم كل مساء دون استيائك
وأكبلُ معصميكِ على شجرة الذكريات
وأكتب على مساحة جسدك أني احببتك
لم يؤلمنى أنك لن تفهمى كلماتى
فانت تقرأين فى سرعة لا تتيح لك الاستيعاب
وردة فعلك لا تتناسب مطلقا والحدث
وهو الظلم بعينه الذى تحملته وأنا معك أعواماً طويلة
فأنت لا تفهمي أبعد مما هو على السطح
نعم أقصد أنك مسطحة التفكير وغبية
لا تغضبي كثيراً
فكلانا كان غبيا ً وإلا لما انتهينا هكذا
جريح ، وربما جريحة
كل منهم ملقىً على جانب من محيط ٍ يا كم ركبوا أمواجه
ويا كم استمتعوا وأمتعوا مياهه بضحكاتهم
تلك التي كانت تشق فضاءات بيننا لتصل مسامعنا على البعد
مرة أخرى أعتذر عن لغتي
التي أعرف أنها صعبة عليك كلغةٍ فقط
أما كمشاعر
فأنت أصلب من أن تلين قناتها أمام أى تعبير
أخبرتك من قبل أنى رجل يتصرف بغباء
فها أنا أكتب لامرأه لا تعرف القراءة
وإن هى استطاعت أن تقرأ
فلا تملك قاموسا يفسر كلماتي
تملك فقط إحساس بالظلم يعتريها
وتعيشه وكأن البشر كلهم ظالمون
أكتب عشقاً لامرأةٍ لم تعشق إلا نفسها
اكتب لامرأة ربطت نفسها فى ساقية كأى بقرة
لتدور فيها دون أن تحيد عن طريق رسمته هي لنفسها
قبل أن تضع غطاءً على عينيها
وتبدأ فى مسيرتها الدائرية التى لا تنتهي أبداً
واحتفظت فى ذاكرتها بآخر مشهد رأته
إنه طريقها الدائري والتي تخشى أن تغادره
لأنه في نظرها الأكثرُ أماناً لها
سيدتي
كنت أعتقد أني سأرفع الغطاء عن عيونك
ولكن يبدو أن غبائي كان سبباً فى كثافة هذا الغطاء
أو هكذا تنبئ تصرفاتك
لن أنساك أبدا ً ، وأعرف ردك
ولن أعود أبداً وأنتِ فقط من تعرف لماذا
ولكن للأسف لن أتخلص منك
فهذا ليس قراري ولا قراركِ
إنه قرار ما هو أعظم منا إنه قرار القلوب
أحترمك جداً وسأظل أحترمك
فأنت القيمة الكبرى في حياتي
رغما عنكِ ورغماً عن أفكارك
بل ورغما ً عني أيضاً