محاكاة بقلمي وريشة الفنان الفلسطيني نياز المشني عاصفة قمرية تفتح عينيك فجأة لترى ضوء القمر الساطع في ليلة مظلمة تتراكض فيها الغيوم السوداء.. كأنها بقايا موقد جمر يكاد يتلاشى نوره .. لم يحتمل البقاء على قيد الحياة من قوم صمتوا يا من رضيتم بحكم الدهر على الذل والهوان ! والقمر رافعاً يده إلى السماء يبتهل وسفينة تحمل زوجين من المدن والعواصم التي مزقت ثيابها .. عاصفة الظلم والقهر والاحتلال . يا قمري القدس عارية فاحجب نورك عنها بيروت .. يا أم الحضارة .. ألبسوك ثوب الرقص وشدوا خصركِ الفتان بمنديل مطرز بخرزات من طوق طفل قتل في ( تل الزعتر) وجعلوكِ تطربين وأنت ترقصين رقصة الموت على شهداء صبرا وشاتيلا والعرب نيام يصفقون فرحين بالحرية بغداد .. يا عاصمة الرشيد يا حضارة بلاد الرافدين يا ملتقى الفكر والأدب.. ماذا حلّ بكِ ؟ زينوا قصورهم بضفائرك وملئوا قلبك تخويفا وتجهيلا وتعسفا.. دمشق .. يا بلد الياسمين.. طرابلس .. واليمن السعيد .. متى يسعد بأهله وقاهرة المعز اصعدوا واصمدوا هيا بنا نسير تحت جنح الظلام وعلى ضوء القمر رباه ... أهي رحمة أم نقمة أين الشهيد والريح أين اليتيم ..؟ أين زغرودة أمهات الشهداء .. أين الأرامل؟ اليوم يوم الغضب .. على كل من طغى وتجبر بالله احرسهم يا قمري فأنت رفيق دربهم بك وبنورك يهتدون