كثيرة هي الأشياء التي نعتبرها من المستحيلات بالنسبة لنا ، ونرى أنّ تحقيقها أمر سهلٌ لغيرنا ، وأنّ الجدار بيننا وبينها لا يمكن تجاوزه ، كلّ هذه النظرة للأشياء تتغير حينَ تُصبحُ في متناولنا .
حينَ أستعيدُ مشوارَ الحياة ، أجدُ أنّ وجودكِ في حياتي ، كان َأمراً أشبه بالمعجزة ، خارجاً عن المألوف ودوائر توقعاتي ، كان من الصعب التكهّن به. لم أكنْ أدركُ أنّ الأشياء المستحيلة من الممكن أن تحملَ عنوانَ فرحنا وبهجتنا وسرورنا ...
على أيّة حال ...
لقائي بك كانَ مختلفا ً، فيه التمرد على المألوف ، فيه تمتزجُ القناعة التي يرسمها العقل والتشبّث الذي يفرضه القلب ، وبين العقل والقلب أين أضع ُ هذا الحب ، لم يكن لهذا التساؤل من جواب ٍيهمّني ، يكفي أنّك ِاختصرت ِ بحضورك الطاغي جميع من التقيتهم قبلك .
كأنّك هبة السماء ، كأنّك ابتسامة طفل بريئة، كأنّك ظاهرة من ظواهر الطبيعة التي لم ينبأ بها راصد ولم يتوقع حدوثها أحد ..
أيّة صدفة تلك التي قادتني إليك ، لتغيّر دروب تفكيري وتشكيل وجداني !
هل أنت مثل الوطن الذي يسكننا لا نختاره ولكننا نجد ألف شيء يشدّنا إليه ؟
نحبّه عن سائر بقاع الأرض ، نفديه ونعطيه دون أن ننتظر منه مقابلا لمشاعرنا ، أليست المرأة في النهاية وطن !؟ .
هل أنت مثل الكتب القيّمة التي نحتفظ بها ونبقى نطالعها ونقرأ سطورها ، وسواك كان كالصحف اليومية ، التي لا نلتفت ُ إليها أكثر من مرّة ...
قلت ُ لك ليس ما يشغلني في أيّ خانة ٍ أضعُ حبّك ، وليس ما يشغلني تصنيف هذا الحب .. ما دمتِ تملأين كلّ مسامات القلب .