قطعنا المسافة الوهمية بيننا بكامل الحواس
لا حاجة لنا بالحقيقة مادام الوطن مقسم حسب الطلب
و أسمائنا مجهولة النسب
في المفترق الأول تركتُ قدماي.. اعرج حتى الخطوة الأولى من كل شيء
تلك عودة كاملة بقلب يشعر بحتمية الحب
يفرغ المحبة في كؤوس الصائمين
المرتدون عن العشق
الملثمة أشواقهم تظهر بنصف نظرة و لقاء خائف
تلك سُنة ابناء الحرية المزيفة
و قوالب الخواء في قوارب الرحيل
ينفعل قليلاً اذا ما دنوتُ من أفكاره
يثور و يزمجر
يعاود زمن المنافسة و الإنتصارات الكثيرة
يخبئها في جيوب مثقوبة تصور له أنه عميق
يطلب الامتلاء
لنتعذر نيابة عنه
كل الأسف
و حسرة طويلة الأمد
تنتهي بصلاح القوم
الربح أن نتنازل بإرادة خوفاً من الغد و طمعاً بصبح
هذا كوكب يغلي صيفاً و يغتسل بالدماء و المشاعر الباردة
يستجم على ضفة المؤامرة و يكمل تأمله حتى الغروب
في طريق عودته يجمع الجثث ليلقيها في صندوق الذكريات!
هناك تجد أحلامك المتهالكة و ذراع جارك و ضفيرة السبية
لا تنفعل يحدث هذا كل لحظة
أرفع قضية ضد نفسك إنك اليوم ضعيف
أجلد ما تبقى من إحساسك
و أصرخ رفضاً لا ألماً
أصمت للحظة.. هذا رفض منبوذ!
الكل هنا رافض و متمرد
يرفع رايات التَقبل و يجتهد في إجتثاث الأخر
أفرط من الضحك
هيا بنا نقيم حفلة صاخبة ندعو فيها المرضى
نتمتع بالنظر إلى أجسادهم النحيلة
ندعوهم إلى حلبة
يتنابزوا بالقناعات
سقوطهم ليس نهاية العالم
أما أنت أخرج من ثقب الجدار
كالفأر ابحث عن مأوى
أنه زمن الاختباء
عبر الثقوب في الجحور
و خلف مواسير الاراء العفنة
و أجتهد في قولك
إنك تبيح الإنتظار
الا إنك لا تعلم ماذا تنتظر!