عَتَبُ الحُبِّ وَالعِشْقِ
بِقَلَمِ: الحُسَيْنِ بِنْ أَحْمَدِ سَلِيْمِ (آلِ الحَجّْ يُوْنُسِ)
أَتَيْتُكِ طَوْعًا وَ قَنَاعَةً, بِكُلِّ جِرَاحَاتِيْ المُزْمِنَةِ النَّازِفَةِ. أَحْمِلُ كُلَّ آلاَمِيْ, وَ كُلَّ وَجَعِيْ وَ عَذَابَاتِيْ التّاريخيّةِ و الجغرافيّة مِنَ المحيطِ إلى الخَليج...
أَتِيْتُكِ قَدَرَ وَاقِعٍ إِفْتِرَاضِيٍّ, يَسْتَرِدُّنِيْ قَهْرًا مِنْ وَحْشَةِ مَتَاهَاتِ الضَّيَاعِ. وَ يَسْتَعِيْدُنِيْ مِنْ هِيَامِيْ عَلَىْ وَجْهِيْ, وَ جُنُوْنِيْ فِيْ مَفَاوِزِ الإِمْتِدَادَاتِ, المُنْسَابَةِ بَيْنَ كُثْبَانِ الرِّمَالِ, المُتَرَامِيَةِ فِيْ لاَمُتَنَاهِيَاتِ الصَّحَارِيْ...
أَتَيْتُكِ بِكُلِّ كَيْنُوْنَتِيْ العَلِيْلَةِ, الَّتِيْ أَضْحَتْ رَمِيْمًا, تُعَانِيْ التَّضَوُّرَ مِنَ السَّقَمِ...
أَتَيْتُكِ دَامِعَ العَيْنِ, عَاتِبًا عَلَىْ قَدَرِ الحُبِّ الَّذِيْ آلَفَ بَيْنَنَا, وَ مُعَاتِبًا عَلَىْ قَدَرِ العِشْقِ الَّذِيْ جَمَعَنَا...
أَتَيْتُكِ يَا إِمْرَأَةً قَدَرِيَّةً مُمَيَّزَةً, سَاحِرَةَ الجَمَالِ وَ الفِتْنَةِ. يَا مَنْ أَحْبَبْتُكِ قَدَاسَةً, وَ يَا مَنْ عَشِقْتُكِ طَهَارَةً...
أَتَيْتُكِ بِالمَوَدَّةِ الَّتِيْ أَوْدَعَهَا الله فِيْنَا, وَ الرَّحْمَةِ الَّتِيْ إِئْتَمَنَهَا الخَالِقُ ضُلُوْعَنَا...
أَتَيْتُكِ أَتَوَجَّدُ شَوْقًا إِلَيْكِ, وَ أَتَشَاغَفُ حَنِيْنًا لَكِ. يَتَعَاظَمُ الحَنَانُ فِيْ دَوَاخِلِيْ, وَ يَتَفَاعَلُ عَلَىْ ذِمَّةِ الحُبِّ وَ العِشْقِ. وَ تَلْقَيْنَنِيْ دَامِعَةَ الطَّرْفِ, عَاتِبَةً عَلَىْ ذِمَّةِ الحُبِّ وَ العِشْقِ, لاَئِمَةً عَلَىْ عَتَبِيْ...
أُعَانِقُكِ شَوْقًا, بِلاَ عُذْرٍ, وَ تُعَانِقِيْنَنِيْ شَغَفًا, بِلاَ عُذْرٍ. وَ نَنْسَىْ فِيْ دِفْءِ حَنِيْنِ اللِّقَاءِ, العَتَبَ وَ العِتَابِ... وَ نَصْمُتُ هَدْأَةَ سَكِيْنَةٍ, لِمَوْسَقَاتِ الحُبِّ فِيْ قَلْبَيْنَا. وَ نَتَجَاوَزَ لُغَةَ الأَعْذَارِ, أَمَامَ تَرَانِيْمَ العِشْقِ فِيْ شِغَافِنَا... وَ كُلَّمَا حَاوَلْنَا جَرْأَةَ البَوْحِ, بِخِطَابِ مَحَارِفِ الكَلاَمِ, يَتَلَعْثَمُ لِسَانَيْنَا. وِ فيْ التَّلَعْثُمِ, يَتَجَلَّىْ الحُبُّ وَ العِشْقُ, مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً, بِأَقْدَسِ وَ أَطْهَرِ وَ أَصْدَقِ الكَلاَمِ...