القاصة كليزار أنور تقول إن الأمان وحرية التعبير هما أمل المبدع للتعبير عن الواقع السياسي والاجتماعي
كليزار أنور أديبة عراقية توصف بأنها قديسة السرد تمتد روحها من جبال العمادية وسحرها الآشوري إلى بساتين ديالى وخضرتها مرورا بنينوى أم الربيعين.
يتسم منجزها الأدبي بالرومانسية ويتمظهر في بعده الجمالي والفني بالإنسانية الحقة. تتخذ من الكتابة ملجأ دافئا للتعبير عن فورة المشاعر الإنسانية وحبها للحياة والوطن.
حملت أزميل السرد الهادئ وشرعت تضرب بتأن بديع فوق جدار القص - كما قال عنها أحد النقاد- لتحقق حضورا في المشهد الثقافي العراقي، كائنة أسطورية قدَّست ذاتها، آمنت بالحياة باعتبارها رحلة مقدسة، وصولا إلى تقديسها للسرد لأنه وسيلتها في الحفاظ على قدسية الذات والحياة معا. تأخذها الفكرة إلى أجواء الأحداث وشخصياتها لتخط قصتها وفق إرادة اللحظة الزمنية وقانونها.
كانت العمادية في محافظة دهوك محل ولادة كليزار أنور عام 1965، انتقلت بعدها للعيش في مدينة الموصل حيث أكملت دراستها هناك، وتقيم حاليا في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، وقد كان لتلك الرحلة ومحطاتها المتنوعة أثر كبير في رسم ملامح شخصيتها الأدبية، كما وكانت عوالم القراءة والاطلاع على كتب الأدب والتاريخ لها تأثير ملموس في منجزها القصصي. وقادها حبها المستديم للقراءة إلى عالم الكتابة، كما تقول، وترتدي ثوب القصة لتقول ما تريد، وتعتبر القصة لحظة توهج تدونها على الورق، فيما الرواية فن معماري يحتاج مثل أي بناء إلى أساس رصين لذا يجترح الكاتب حياة وشخوصا وتاريخا ومكانا وفضاء، وتمثلت تجربتها الروائية الأولى في "عجلة النار"، ولديها مخططات لمشاريع أدبية منها رواية "الصندوق الأسود".
مسيرة كليزار الأدبية انطلقت عند نشر صحيفة عراقية إحدى قصصها منتصف تسعينات القرن الماضي، ثم تبعتها في نشر نتاجها القصصي الذي تمظهر في مجاميعها " بئر البنفسج " عام 1999، ورواية "عجلة النار " عام 2003، ومجموعة " عنقود الكهرمان" عام 2006، كما تمارس كتابة النقد الأدبي للتعريف بالمنجز الإبداعي العربي والعالمي، وتحرص كليزار أنوار على مواكبة التطورات العلمية، وتقول إن شبكة المعلومات الدولية "الانترنيت" قدمت الكثير من الخدمات ليس في مجال الإعلام والمعلوماتية، بل كذلك للثقافة العالمية على وجه العموم من خلال تقريب المسافات وتعزيز التواصل الثقافي بين الشعوب.
ترى كليزار أنور أن المنجز الإبداعي خلال العقود الثلاثة الأخيرة خرج من رحم الأحداث والوقائع التي شهدها العراق، وقد كان لتلك الأحداث الجسام أثر في المشروع الثقافي عموما، والقصصي على وجه الخصوص، حيث تشير إلى أن الأمان وحرية التعبير المفقودان، هما أمل أي مبدع للتعبير عن الواقع السياسي والاجتماعي.
وتقول إن شخصية المرأة وثقافتها ووعيها تلعب دورا كبيرا في أن تتخذ قرارا ناجحا على المستويين الخاص والعام، وتؤمن أن الرجل هو حياة المرأة مثلما هي حياته، وتشير إلى أن التفاهم والتعاون بينهما يبقى هو العامل الأساس في خلق أجواء أسرية هادئة ومريحة، لكنها تعتقد أن مفهوم الجندر دخيل على الثقافة العربية على الرغم من أهميته في المجتمعات المدنية.