على الإنسان أن يفكر ويتأمل في الكون وفى المخلوقات ويزن الأمور بنفسه حول مجئ الرسل للبشر من قديم الزمان مبشرين ومنذرين بقيام الساعة . بعض الناس يرتكبون خطأً . فبدلا من أن يتفكر الإنسان بنفسه يعوّل على تفكير الآخرين ثم يتّبعهم . ويعفى نفسه إما عجزا عن التفكير أو اقتداءً بفئةٍ معينةٍ من الناس . كثيرون منا يثقون ثقة مطلقة فى العلماء والفلاسفة . هذا حسنٌ فى الاقتداء بعلومهم . ولكن فى مسألة الدين والبعث يجب أن تخلو بنفسك لتقدير الأمور فالمسألة مسألة تقرير مصير . ولا تقس الدين بالعلوم الطبيعية وبالفلسفة . ولا تقل لنفسك "انظر إلى الفلاسفة فلان وفلان وفلان العظماء أنكروا وجود الله وانظر إلى ماركس المفكر العالمى يقول: الدين أفيون الشعوب . والفيلسوف فلان يسخر من وجود إله..إلخ إلخ" ثم تنام ملء جفونك جاحدا وجود الله مطمئنا بآراء الفلاسفة والعلماء الملحدين . لا أقول لك إن هناك أيضا فلاسفة وعلماء مؤمنين بالله وبالرسل فاقتد بهم ولكنى أقول لك: اعتمد على فكرك أنت وبصيرتك أنت وتأمل فى الكون العجيب بنظرتك أنت . فهذا هو الكتاب المنظور . ثم اقرأ القرآن وتدبر فيه فهذا هو الكتاب المقروء . وتوصل إلى قرار وجود الخالق والساعة والبعث والحساب بنفسك وبعقلك وبصيرتك . وليكن القرار صادرا منك أنت وليس من غيرك . إن قرأت للعالم فلان أو الفيلسوف فلان فليوضحوا لك بعض النقاط الغامضة على فهمك وليلقوا الضوء على بعض الأماكن المظلمة فى طريقك لتزداد إيمانا مع إيمانك . ولكن فى نهاية الأمر اجعل إيمانك بالله نتاج فكرك أنت .