آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 11-17-2010, 07:06 AM   رقم المشاركة : 1
نبعي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :غادة سليم غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي الأفتراس / قصة قصيرة / بقلم غادة م. سليم

الأفتراس


حدث ذلك في قرية نائية، بيوتها صغيرةمتناثرة، أهلها منعزلون لايجمع بينهم حسن جوار ولا فضول.
يعيشون غرباء عن بعضهم البعض، ليس بينهم موقف أو هواية. الموقف هو إن كلا منهم منصرف لتأمين حاجاته ومصالحه والهواية أنهم جميعا إهتموا بتربية الكلاب والعمل على تكثيرها على نحو لم يفعلوه فيما بينهم. إذ أنهم تبنوا سياسة تحديد النسل بطفل واحد لكل عائلة، والعائلة المتميزة هي التي لاتنجب.
مالت بجسمها عنه ونهضت قليل لتتأمله. كان مغمضا العينين مستسلما لنشوته.

- كم أنتَ جميل.
- أنتِ أولُ من يقول لي ذلك.
أبتسم مطمئنا لذلك الحنان الأمومي بينما كانت أصابعها تبحث عن مكان بين خصلات شعره. لم تكن حبيبة فقط بل أماً حين يمرض، وأختاً حين يغيب، وعشيقة في تلك الصباحات المبكرة، وزوجة حين أراد طفلاً، وصديقة في نزواته مع الأخريات. ويمكن القول انهما يحتويان أحدهما الآخر أحتواء الجسد للروح.

- كثُر الشب في شعركَ
- كثُر وأنتِ في حياتي، تخيلي الحال لو لم تكوني!

واندفعا يتقلبان ضاحكين، وهي تحاول أن تحسب عدد الشعرات البيض، يؤرخان لحياتهما بالدقائق التي يقضيانها معاً مرحين متألقين.

أخذ نباح الكلاب يعلو ليوقظهما من نشوتهما.

- يبدو ان الكلاب عادت لتهاجم القرية.

تلك الكلاب، التي طالما أعتنوا بتكثيرها وتحسين أنوا عها وتغذيتها، أصبحت كثيرة العدد، صحيحة الجسم، ولم يعد الغذاء يكفي لهم ولها، فلابد أن تتغذى عليهم.

نهض متكاسلاً ليلقي نظرة عبر النافذة. رأى أعداداً هائلة منها تعوي عواءً متصلاً مكشرة عن أنيابها، ولم يكن في القرية حرس او سلاح إذ كانت مكتفية بكلابها، وهي الان تريد الطعام ولو كان من البشر.

- إن الكلاب تحاصر البيت والقرية كلها.
- كلابنا؟ كيف؟ لقد أحسّنا تربيتها.

التفتَ اليها متأملا جسدها الرخامي، كيف تكون هذه المرأة طفلة لاتريد أن تكبر، ويذعن له جسدها بهذا الشكل فيبدو ناعماً متماسكاً وكأنه جنين.

تمطت مغمضة العينين مبتسمة وهمست :

- ما احلى الحب!
- يجب ان نهرب بسرعة.
- هل نترك الاخرين لتاكلهم الوحوش مع أطفالهم؟

لم يستمع اليها، وأسرع يجمع حوائجه في حقيبة صغيرة، يلملم بها اوراقه، أقلامه، هداياه، وأسرع نحو الباب. ثم تذكرها إذ فاته أن يضعها في الحقيبة مع حوائجه. ألم يكن هذا شانها على الدوام؟

- هيا أسرعي. لايمكنني الأنتظار كثيراً، أنسيتِ موعد الأمتحان؟
- لم أنس، ولكن....
رنت اليهِ حتى تحولت كلها الى عينين ثاقبتين، وذابت أجزاؤها الأخرى، وسلمته يدها لتلحم بيده.

أسرع راكضاً يسحبها وصوت الكلاب يعلو.

بدا الدرب شاقاً، طويلاً، مظلماً... الدرب الذي طالما سارا عليه يتمازحان ويتبادلان المزح الرديئة، ولكن لماذا اصبح مختلفاً الآن؟ هل لأنهما يهربان؟ ولكن ألم يكن الهروب لغتهما المشتركة؟

إقترب عواء الكلاب حتى خيل اليه انه يسمع لهاثها، نبضاتها، واختلط عليه: أهو لهاث التي معه، أم لهاث الكلاب؟ لم يكن ممكنا تبذير لحظة والألتفات للتأكد من وجودها، واكتفى بضغطة خفيفة على يدها ليطمئن.... ألم تكن هي ملاذه الوحيد حتى وهي غائبة؟

لاحت المصابيح الكهربائية من بعيد لتشير الى انهما قد وصلا مدينة الأمتحان. زاد من سرعة ركضه ليصل بسرعة، ساحباً يدها بقوة، مع ان وزنها قد خف كثيرا.

- ها قد وصلنا! لو تأخرنا لحظة أخرى لأصبحنا في عداد الأموات.

ومن فرط سعادته شعر ان وزنه قد خف ايضاً، وأصبح طائراً سعيداً، وأراد أن يسعدها.

- أتذكرين يوم قضينا ليلة كاملة يفترس أحدنا تضاريس الآخر، ويسأل لم هذه الندبة؟ ومن أين جاء أثر هذا الجرح ؟ أتذكرين يوم أعطيتني وردة حمراء حاولت عبثاً أن أثبتها في شعرك المنثور؟ أتذكرين تلك الدار الخربة في ذلك اليوم الجليدي البارد ونحن عراة نتفصد عرقاً من حرارة اللقاء؟ لا تتركيني الآن، لقد قطعنا شوطاً طيباً معاً، إصبري ها قد وصلنا.

ترك يدها، ودخل أحد البيوت المظلمة بسرعة ليؤدي أمتحانه المطلوب. وقبل أن يجيب على أي سؤال قرأ الملاحظة التالية: تذكر ان بأجتيازك هذا الأمتحان تكون قد قطعت علاقتك بحياتك الماضية.

لم يكن الأمر سهلا. تذكر بريق عينيها وأبتسامتها الرافضة- الموافقة عندما أخبرها بضرورة الأسراع للخروج من القرية، ولم يكن ثمة بد من قبول ذلك الشرط فقد عمل طويلاً للحصول على هذه الفرصة.
أدى الأمتحان بجدارة، وعندما خرج ليخبرها، لم يجد سوى يدها وقد علقت بها بعض بقايا ثوب!


غادة م. سليم
كاتبة عراقية، نيوزيلندا






آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 11-30-2010 في 05:26 PM.
  رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما عادت الأيام تجمع شملنا تواتيت نصرالدين الشعر العمودي 14 10-06-2014 11:18 PM
عادة سيئة : قصة قصيرة عزيز العرباوي القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 2 08-10-2010 03:45 PM
غادة السمان رائدة زقوت المكتبات 7 03-31-2010 07:02 PM
جواد سليم الهام فارس نبع الفنون, الصور والكريكتير 4 12-16-2009 09:50 PM


الساعة الآن 07:42 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::