ذاتَ عشق .. قلتِ : لا طعمَ للحياة بعيداً عنك لا لون للزهر ، لا رائحة للظل ، لا صوتَ للماء ذاتَ عشق .. قلتِ : قبلكَ كنتُ أبحثُ عن ضحكة عن نبضات قلبٍ راقصة ، عن رغبةٍ للوقوفِ أمام مرآتي ...
والتقينا عندما أذنَتْ لنا شجرة الصفصاف ... فلمحتُ في عينيكِ لغةُ كانت لنا ...تلك اللغة ، كانت نقية نقاء الجداول ... كانت جميلة ، جمالَ الأقحوانة في الروابي قلتُ لك : سأسميكِ حبيبتي وعنكِ لن أهاجر ..لن أغادر .. وبدأتُ معك رحلة العشق الجميل ، ويقودني كُلّي إليك .. فتفتّحتْ وردُ الجنائن ، وانتظمت السحابةُ في الحضور .. وعادت الطيور للغناء ..
نسينا وجعَ المسافة ، وقُدوم الشتاء قبل الأوان .. نسينا كيفَ تتمردُ الفراشةُ على الزهر وكيف يغادر النّدى نافذة الصباح نسينا المسافةَ والتقاليد الرتيبة ثم كان ... هذا الفراق
كيفَ استطعتِ حبيبتي أن ترحلي كم مرّةً قد قلتُ لك / لي قد نختلف / قد نتّفق لكننا لن نفترق كيف افترقنا !!! كيفَ باتَ الليلُ عندك ؟ كيف يبدأكِ الصباح ؟ من يقاسمُك فنجان قهوتك عند الظهيرة ... من يختار لكِ لونَ فستانك ... وشكلَ تسريحة الشعر ...
ذاتَ فراق .. تركتِ لي رسالتك الأخيرة وبها قرأتُ حديثا ليس لك قلتِ : سأتركك تلهثُ خلف أسماء الصبايا وتكتبُ ما تشاء من مكاتيب الغرام ورأيتِ أنّي كنتُ مثل عصفور يلملمُ كل يوم أغنية وكتبتِ لي .. كلاماً ليسَ لكِ لكنني قرأته في رسالتك الأخيرة ... ذات القلم ..وذات الحروف ... قرأتُ إعتذاركِ عن رحلة عشقٍ واهمة ثمَّ أسدلت الستارة
وهنا أنا ...الليلُ لي ، لي وحدي ، وصورتك الجميلة لم تغادر ، بقيت معي ، بقيت على العهد الجميل وهنا أنا ..الليلُ لي ، وقصائدي ومدادُ أشواقي .. وحدي أعيش تحتَ ظلّ غمامة الليلُ لي والذكريات ..