دليل على تضحية المرأة.. إقرأوا هذا الخبر من مدينتي
بقلم: مفتاح بو زيد \ تصوير:خالد المجبري
صحيفة قورينا – 23-12-2009
الأم تخـــــرج من الشقـــــة ســــالمة ثم تعــــود لإنقـــــاذ زوجها و أطفـــــــالها فتلقــــى حتفهـــــا معهـــم
شب حريق كبير في منزل بإحدى العمارات بحي الرويسات ، مقابل مصرف الوحدة ، وبالتحديد في الدور الخامس بالشقة رقم 20 وذلك صباح يوم أمس واستمر الحريق حسب شهود العيان من الخامسة فجراً وحتى الثامنة صباحاً ، وقد أودت النيران بحياة أسرة كاملة مكونة من الأب والأم وثلاثة أطفال
الحادث المأساوي كان قد رسم العديد من علامات الاستفهام حول مدى كفاءة سيارات الإطفاء التي أجمع سكان الحي على أنها كانت تعاني نقصاً في المعدات اللازمة للإنقاذ، وحسب إفادة أحد الجيران فإن رجال الإطفاء كانوا في قلب الحدث بعد دقائق قليلة من بدء الحريق، إلا أنهم عانوا بعد ذلك من عدم توفر معدات الإنقاذ، وكاد أحد رجال الإطفاء أن يلقى حتفه نتيجة دخوله المتكرر للشقة المحترقة وتعرضه للدخان الناتج من الحريق، وقد كانت لشباب الحي جهود كبيرة في محاولاتهم الجادة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، فقد كانوا أول من وصل إلى مكان الحادث، وكانوا أول من غامر بالدخول، رغم أنهم كانوا غير مجهزين إطلاقا الا بالحماسة ورغبتهم في مد يد العون للجيران المنكوبين، إذ أنهم غامروا بالدخول مراراً إلى الشقة محاولين قدر جهدهم وبالكثير من الشجاعة أن يخرجوا الضحايا من جحيم دخان الحريق الذي أودى بهم في نهاية المطاف، وحتى الآن لازالت جهود رجال الأمن قائمة لمعرفة سبب الحريق.
ويروي الشهود أن الأم كانت قد خرجت من الشقة سالمة، إلا أنها عادت مجدداً لإنقاذ أطفالها فلاقت حتفها معهم مضحية بحياتها من أجلهم.
والسؤال الآن ، لماذا لم تكن سيارات الإطفاء مجهزة بما يلزم لمثل هذه الحوادث ، وكذلك لوحظ عدم وجود سيارات الإسعاف المصاحبة لسيارات الإطفاء، والتي حضرت بعد 45 دقيقة من حضور سيارات الإطفاء، وبوجود السائق فقط بدون مسعف؟
لماذا أثيرت العديد من التساؤلات من قبل سكان الحي حول بطء عملية الإنقاذ؟ وحول عدم التنسيق بين الجهات ذات العلاقة في التوجه إلى مكان الحادث في آن واحد.
ونحن في قورينا نأمل أن نلقى المزيد من الإيضاحات من قبل الجهات المختصة حول هذه الحادثة بالذات. مبدين استعدادنا التام كجهة إعلامية مسؤولة في الوقوف إلى جانب أجهزتنا المختصة إذا كانت مفتقرة إلى معدات الإنقاذ حتى يمكن لها أن تؤدي واجبها على النحو الأكمل، ونود أن ننوه هنا الى أننا نحتفظ بإفادات سكان الحي ممن شهدوا الحادثة ، ولكننا لن ننشرها إلا بعد حوار مستفاض مع رئيس السلامة الوطنية بالمنطقة الشرقية الذي وعدنا بلقاء مطول حول هذه الحادثة يتناول فيها الرد على ملاحظات شهود العيان بالتفصيل.