حمائم الرغبة.. تحوم
والحب يملأ الخزائن القديمة المقفلة
تنسَلّ من خلف الثياب..
صورة كالضوء..
تخطف الأبصار.. لتشغل العقول
بالنعاس والغفلة
لذيذة تنساب
تقلّب الحياة وجهها.. تحتال
لتصبغ بالوهم.. أجنحة البلور
إنها الخديعة.. ستائر المدينة القديمة
تغط في نومها المشوب بالنباح
تفتح الحياة نعشها الكئيب
أطفال يلعبون.. أمهات
جلودهم سوداء كالرغيف
ورجال من وهمٍ و"هيلمان"
عيونهم من نار..
ودماؤهم دخان
تصرخ فيهم الآفاق
خائرة أحلامهم
تنساب بين أصابع الأعوام
قضايا لم تحل
وأيادٍ باردة..
فارقها العناق
بعيدة عن عرائش خضراء
تبث فيها وردة "الشبّوي"
رسائل الغرام
في ليلها المخنوق بالزكام
تأخرت عن موعد القطاف
فجفت الثمار
حمائم الرغبة..
نائمةٌ في خزانة الثياب
تغرق في بقايا من عطور
ومن شخير العرق المنبوذ
فالظلال عُلِّقت باعتناء
تنتظر الأجساد كي تختزل الفراغ
حمائم الرغبة.. تدهن ريشها
بـِنَزْغِ خَفْقِ الجَسَدِ الغريب
المشاعر السارحة..
فكّت لجام الفرس العطوف
تجول في الغابة ..
بين الشجر العاري
بوادٍ ينام في أهدابه الضباب
يندسّ في ثيابِ ليلٍ مُمْطرٍ وحيد
لحاؤها الساقط..
يحمل فوق ظهره الشائخِ..
إرْتِعاشَةِ السكون
كلما أطلقت أنفاسها الحياة
وفاح عطر الأرض..
كلما يهزّها العناق
بإرتواءٍ خافق الجناح
مزّق الحجاب
حمائم الحب..
تحمل الأكمة الأسفار
على الصنوبر الشوكي ..
بنت أعشاشها
بين الغمام..
أفاءت كائنا..
من دهشة ودفء
أذاب ساتر الوهم والظلال
أطلقت القلوب من صرائر المحال