وَ لَقَدْ هَوَيْتُ مَع الشِّعابِ مُخاتلاً أَرْنو إلى عَبَثِ الرّيَاحِ بِنـاري سَلَبتْ بَريقَ ثُمالَتِي كَمَدًا كَما تَتَشَتَّتُ الأنْوارُ خَلْفَ فَنــــارِ تِلْكَ النَّوازِلُ تَعْتَري حِمَمَ الفؤادِ كَأنّها عَسَسٌ تُريدُ إِسَـاري نَسَجَتْ لَواعِجَها لَظًى في أَضْلُعي وَ أَتَتْ عَلى قَمَرٍ يُنيرُ قَرارِي حَلَّتْ بِداخلِ قَلْعَتِي زُمَرٌ لَهــا أَسْنانُ قِرْشٍ تَنْبَرِي لِحِصـارِي تَنْثَالُ مِنْ هَمْرِ الْمدَى وَسَحابِـهِ مَا لَمْ تُطِقْـُه جَنائِنِي وَ دياري كُنْتُ السَّفينَ الْمُهْتَدِي بِمَنَـارَةٍ وَسْطَ الْعُبابِ وَ فَوْرَةِ الإعْصَـارِ وَ رَأَيْتُ صَفْوَ الرّوحِ يَنْزِفُ مُثْخَنًا يَنْهَدُّ مِنْ صَهْدِ الْجَوى بِمَـدَاري وَ عَلى ضِفَافِي أَيْنَعَتْ رَيْحانَـةٌ فِي الرِّيحِ تَهْفُو مِنْ هَجِيرِ قِفَارِي وَ شَرِبْتُ خَمْرًا مِنْ دِنانٍ يُشْتَهَى عِنْدَ الصَّبابَةِ لارْتِواءِ جِمَـــــارِي عَلَّ الكُرومَ تُعانِقُ الْوَتَـرَ الَّذِي فِي لَحْنِهِ غَمَرَ الضَّبابُ مَسَـارِي عَلَّ الصَّباحَ يُعيدُ رَوْنَقَ زَهْرَتِي وَ يَشِي بِرَفْلٍ لِلْجِنــــــــانِ يُدَارِي مكناس (المغرب) 25/01/2012