اهطلي يا دموع الياسمين
تناثري في سماء الخوف كلؤلؤ منثور
و اسقني ألما يعيد إلى عروقي الدم
اغسلي وجع عزيز نزع عن قلبه رداء الذل
و ارتدى ثوب الخلود مضرجا بالوجد
بددي دخان كذب أغشى بصيرة أرض
و امنحي أصواتنا ضوءا
يمشط عن وجوهنا ألوان القتامة
لتظهر ملامح العطش
و ينجلي غبار الصمت المتكدس على صفحات وطن
ابكي أيتها الأرض
انعي انتماءً تساقط من جبين السماء
و استوطن في بئر الخيانة السحيق
ابكي براءة تغتالها سيوف الغدر
ابكي و اتركي للريح رائحة قلقي
و امنحي غضبي لانكسار الضوء على حواف الزيف
أبارز جيوش اليأس فيهزمني الحنين
و أسابق الذهول برعشة حب يغرق
أوزع الأمل في أطباق الفقد
أتجرع مرارة السمو بنظرة من دون
بدمعة حبيسة و بسمة عرجاء
و قلب مثقوب
و أمنيات تتهاوى من شرفة الحقيقة
مع استطالة الموت
تقصر قامة الكلمات
تتضاءل حروفنا أمام جسد تناثر عشقا
و روح تنفست عطر كبرياء
يتمدد القهر مع ارتفاع درجات الخيبة
فيبسط نفوذه في زوايا كل رمق
يبني أبراجه على سقف الحلق
يحتاج ألف ألف شهيق ليخلخل أركانه
يجتث جذور السكينة
و يبذر الرحيل في تراب البقاء
تتساقط كل الأقنعة
يزول رماد الشرور
تتحطم الأصنام
تتكسر كل المقاعد الخشبية
و يجرف سيل الدماء الأسى
يفنى كل شيء
و يبقى الياسمين
ويبقى تراب الوطن
آخر تعديل محمد فجر الدمشقي يوم 08-16-2012 في 02:40 AM.