في إحدى شوارع جنيف خلف مطعم الثورة تحت الأمطار الغزيرة التقيتُ إحدى النساء قبل أن تغادرني سألتها .. هل أنت عربيةٌ؟ عيناكِ عربيةٌ !! سألتني .. أتهوى العيون؟ قلتُ لها .. أنا أرسمها بعمق أحبُ صمتها الجميل . كل العيون العربية في مرسمي فوق الرف، بريئاتي في الزمن المرير في اللون البني يتواجدن وعندما أرسم الحزن فيهن أحط قنديلا وحمام، أرسم حصاناً وعيناً وسجادة ً وزجاجةَ عطر في غربتي أحنُ إليكِ يا حبيبتي الغربة تأخذني تحط جسدي في لوحة الانكسار تحط يدي في لحظة الاشتعال الغربة يا حبيبتي ترسمني مسماراً على حائط الغربة تضعني في لوحة نارية لوحة مشتعلة تذوب كل الألوان تتجمع كل الألوان في قاع اللوحة تصبح بحراً فيه أغرق ينكسر القلب الحزين تحرق في داخلي رسائلك عباراتك ورداتك قصائد الأمنيات تحترق فيها كل الغابات الجميلة الأماكن، الصور تنتحر الذكريات وطني لن يتمكن من بناء خيمة لي حملتُ نفسي تاركاً له الأرض الهواء الأنهار تاركاً له دمعاتك كنت في الصغر محارباً بألواني الربيعية حطمت كأس الجنرال ولم أستطع هدم الجدار الكبير لأجل الوصول إليكِ يا حبيبتي ونمت أسبوعا على أرصفة الزمان وفي اليوم الأخير طويت نفسي بين صناديق البيرة الفاخرة وكنت أول الهاربين طويت نفسي، كرّست حياتي صليت على حصيرة تالفة بين صناديق البيرة صليت يا حبيبتي !! ل سميركنعان