آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 09-18-2012, 07:41 PM   رقم المشاركة : 1
أديبة
 
الصورة الرمزية حياة شهد





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :حياة شهد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي الجزء السادس من رواية ( تصاميم أنثى ) ..

الوقت يمر و حادثتي لا زالت تشهد فصول هزيمتي النكراء ... و لا جديد يذكر غير قهقهات المساء الصامتة .. و ضحكات اللّيل المستهترة و هي تكبّدني خسائر في ذخيرة الحروف التي أمتلك و مدّخرات عمر من القصائد التي تخلّت عن معانيها و طقوس ممارساتها و أسباب طيشها و تصّببها حبرا على أوراقي ناصعة البياض بحمرة خجل واهية و نقاط سوداء خلّفتها لمسات حريق .. فقط إطلالة مقتضبة لحروف ترمز لشبح عشق قديم فُكَّت طلاسمه تلقائيا بعد سلسلة خصامات مع الذاكرة، تشغلني عن خساراتي بلقطات رقص شعبي على وقع دف مغترب .. وحدها أنثى بفارق أنثى تصلح لتبثّ الرّعب في أوصالي و ترمز لقداسة وجودها برموز لا تفكّها رعونة نساء و لا انسياق رجل خلف نزوة حب جديدة .. تُدَاخلها أشباح في قاعة عرض رئيسية مزدحمة بأطيافها و تماثيلها المصنوعة من البلور المزركش الذي يغطي كل تصدّع قد يطرأ في لحظة فقدان ثقة ..

ذات ليلة من ليال آذار تلَّبستني كآبة قاتلة حتى خرقت بفضل اندفاعها المميت بذلتي الرسمية المحاطة بوابل من عطري المفضّل ... تهيّأت للخروج، كان المساء قد ذرف بقايا دمع شموعه المضاءة ليستقبل اللّيل في ثوبه الحريري الناعم و في ردائه الخشن لحظة قسوة و تجبّر ... اللّيل و بضاعته البشرّية المزجاة .. و كان بيني و بين الشارع لحظة سفر قصيرة ... بعدها ألثم أضواءه الخافتة الخجلى من الخطى المترنّحة و عابري السعير أو السبيل ..

رحت أجوب الشوارع المتلهّفة لقطعة قمر يابسة ( و كأنّ اللّيلة المنصرمة التهمت قطعا من القمر بشراسة متشرّد )، بعدما تنحّت النجوم .. لتترك المدينة غارقة في دنسها مختفية خلف سياج اللّيل المعتّم ... بعضا من طفولتي المسلوبة، لا زالت تتجوّل بين الطرقات .. بعضا من لعبي لا زالت تتحسّر على أنامل طفولة حزينة داعبتها يوما .. فأتقنت التباهي بحنان فقدته .. حتى و هي مشروخة تتفاخر، حتى و هي فاقدة لبعض أجزائها تتحسّس بصماتي ..
آه كم أشعر بالوحدة . لأوّل مرة حضن والدتي يترّبص بي، كم أحنّ لجلساتها و همساتها .. منذ دخولي العاصمة لأكمل دراستي الجامعية و حتى حين اخترت الإقامة طواعية بين زقاقها و توظّفت ودّعت طفولتي و حاجتي للجلوس على ركبتيها، لم أفتّش بعدها عن غير إطلالة أنثى و كأنّ والدتي تخرج عن وصف أنثى لتلبس ثوب والدتي و كفى .. شيء مقدّس لا ينتمي لأي جنس .. أبحث عن أنثى تختلف عصورها و عطورها و مقاساتها عن كل أشياء أمي ..

شعرت حينها أنّ بقايا طفولتي التي حملتها يوما بين حقائبي قد احترقت و تبعثر أريجها بين شوارع موحشة و في غمرة ليل حزين .. الآن فقط أستشعر أن شيئا منها قد تخفّى خوفا من بطش رجل كان بداخلي و الآن الرجل الطفل يطلّ بكل تداعيات الطفولة .. ويتهالك بضعف شديد على جسدي، على روحي، على دفاتري .. فلا أكاد أحرّك ساكنا غير لمسة حنان أمرّرها على شعره الأشقر ..

طفولتي التي كنت أمارسها تحت أشجار الزيتون وارفة الظِّلال .. كانت تظلّلني حتى من شمسي الحارقة .. من ترّهلات الشباب المبكّر ..

قبل سنة فاتحتني والدتي بموضوع الزواج و كنت قد تجاوزت عقدي الثالث ببضع سنين، عارضة على بصري تصاميم نساء .. بقامات طويلة و قصيرة و نحيلة و ممتلئة .. و أخريات بارتفاع شاهق أو محدود .. و لم تدرك حينها أن الأنثى عندي لا تقاس بمقياس البصر .. كلّهن رفضتهن لعيوب في الذاكرة و الوجدان ... و كأنَّ النساء عندي تقاس بمقياس الأوزان الشعرية و درجة الإيقاع الذي تتركه كل واحدة على مستوى أنفاسي و حركة نبضي المتسارعة أو المتباطئة ....

أجّلت الموضوع لحين إخطار آخر كما هو في لغة القانون ... و لأنّي رجل قانون قبل أن أكون رجل موسيقى حسيّة .. و رجل كلمات ..

ماذا أقول لوالدتي لو عادت و سألتني يوما ... ؟؟؟

حين أصرَّت ذات صباح على معرفة أسباب رفضي رغم أنّهن كلّهن جميلات و مثّقفات .... قلت .. بعد لحظات تفكير مطوّلة و كأننّي أبحث عن الأجوبة بمقياس فهم والدتي البسيط ..و حتى لا أشلّ تفكيرها بمنطق جد شاهق يتجاوز عتبة باب منطقها بآلاف الطوابق ...

قلت و على شفتيّ إطلالة تمرّد و عصيان لمنطق كان لي :

- لا أفكّر في الزواج حتى أعيد بناء نفسي ... حسّيا و جسديا و عقليا ...

لكنّي تخلّيت عن جزء من الجواب، ظننته يخصّ تعقيد تفكيري، كان مكتوما سمعته أنا و فقط و جنّبتها بذلك متاهات كانت ستضيع بين خلجانها و وديانها السحيقة ..

حاولت أن أجنّبها فلسفتي في الرّد .. حتى لا تضيع ثم صمتّ و كنت أعشق الصمت بعد كل موجة حوار مبهم .. لحدود مجنونة .

اكتفيت بأن أشرح لها درسا في الجغرافيا حدوده تتلّخص في الحصول على شقة بموقع جغرافي يليق ببنات العاصمة .. و أهداف اقتصادية جلّها تتمحور حول جمع مبلغ من المال يسدّ رمق أطفال قد يكونون يوما ما أطفالي .. طبعا حتى أخرس شجارا بدأ ينشب بداخلي .. سكتّ و في مقلتيّ أشباه دموع .. !!

كنت أشرح لها شيئا بعيدا تماما عن منطقي و مفاهيمي .. حتى أتفادى حالة صدام بين منطقين قد يشلّ أحدهما .. و يتفرغ الآخر لمعاتبة الضمير و ماضٍ كان أهول من فاجعة الضباب الممهّد لجريمة إبادة روحية ..

و كان عليّ أن أتفّهم حالات الهبوط و الصعود في مستويات التفكير ..

ماذا سأقول لوالدتي لو سألتني يوما ..

- هل وجدت بنت الحلال التي ستقاسمك الحياة .. ؟؟

سأقول لها :

- نعم وجدتها بفارق جد بسيط ( في المصطلحات فقط ) .. وجدت بنت الحرام و من عائلة جد محترمة، تجاوزت درجة الشرف لديها الحد المسموح به فاختلطت المفاهيم عندها .. لدرجة الإقامة بين حيطان ملهى تمهيدا لتجارب حب و مشاريع زواج .. و علاقات مرموقة .. حد السماء ..

و لو سألتني عن اسمها ..

قواميس العالم لن تسد فراغ اسمها المشبوه بخطأ خطّي و فني تمايل على طبول مشيتها و ترنّحها و تراشق جسدها بحروف موسيقية، كانت تغازل خصرها النحيل تدعوه للجنون، تواجدها لم يكن صدفة صيفية و لا هفوة رياح خريفية بعثرتها في لحظة جنون و لملمتها هناك ..

هل لي بقاموس يسجن أسماء الخارجات عن قوانين الحب .. ؟ و نزلاء الملاهي المرموقين .. !! مع مواصفات شخصية لهم .. و صور رمزية تمجد انحرافاتهم ..

و أي حرف قد أختار لها يناسب تدفّقها الغزير بشراييني .. و قد عجزت تماما عن تدارس الحروف و مدى علاقتها بدرجة الانحراف .. و كأنّه خلف كل حرف لأنثى لغز بشيفرات لا تُفَكّ إلا بالموت .. و كنت قبل تلك المرأة أشهد مراسيمه بعد أن تتجرّد كل أنثى من ألغازها باستكانة روح، تفكّ طلاسم حرفها بانقياد تام لمخابرات رجل ..

هل يمكنني إشعال أحد أحرفي لينطفئ على أوراق هويتها و أخاله لها و أسكن لهفتي و جنون تطفّلي بسيجارة، أمارس عبر دخانها شعوذة ذات قوى خارقة .. تشرح لي تواريخ متعاقبة لميلادها أنثى فوق أسوار عدد من الرجال، ثم تخفت سيجارتي و تنطفئ بعدها بألف سنة، تكون عمر ولهي بها .. بتاريخ كلّه رموز مبهمة و بأبواب سرّية بقصر عتيق لا يدخله رجل إلا و حمل معه عقدا من ياسمين وقلادة من خزامى ليبقى منتشيا بعد موته ..

قد لا تصلح عبقريّتي لتفنّد نزعتها في التملّك الجبري، كما قد لا تصلح شعوذتها الممارسة عبر تنهيداتي في هزّ أرجوحة الأوهام بداخلي و تتسلّط على أفكارٍ خِلْتها ذات يوم وليدة رجولة خارقة ..

أسئلة راودتني حين عزفت شمس الحقيقة لحنها على أوتار سمائي الملبّدة ... حين أراحت هواجس الخوف من أنثى قدّها العظيم على كتفيّ و حطّت غيمة مساء حانق، متبرّم فوق جفنيّ المتورمتين فأسدلتهما عن قطرتي مطر فأخرستهما و هما بعد في طور التجمهر مطالبة بفكّ الحصار عن شجن متوار .. كمن يسدل ستارة عن مسرحية فاشلة قبل أن تتّم فصولها .

آه كم أحن لصدر والدتي الذي أنهكته الحياة و لحظات سكرها المدّمر و ترنحاتها العشوائية و التي قد تدفعها للمبيت على أفرشة جسدها المنهك ...

كم أحن لمداعبة خصلات شعرها المصبوغ بالحناء و الملفوف في قطعة قماش ....

آه من قطعة القماش تلك ....

النساء كلّهن متشابهات ... يتقاسمن أتفه شيء قد يمرّ أو يطغى على مخيّلتي و قد يغدو هذا الشيء أثمن من قطع ألماس حقيقية .... قد تساوي ملايين الدولارات ...

لو وجدتها يوما ...

كم سأطلب ثمنا لشالها المسكون بهوسي ... إذا أفلست من أحرفي و اضطررت لبيع مقتنيات عشقها المجنون ... لأقتني شعرا يحرق قصائدها، أقتني دخانا يشرّد ملامحها من على مرآة وجهي، كل سراب أقتنيه بدلا منها و بدلا عن ليلة ألبَسْتُها تاج مملكتي فتَسَكَّعْت ثمنا لذلك في شوارع العمر أبحث عن مكان ترقد تحت ترابه حسرتي .. أقضي فيه لحظة رجولة تجبرت فَشُلَّت أطرافها و تعلّمت بعدها المشي مع انكسارات متتالية كالأطفال تماما .

هل هناك من الرجال من يقاسمني ثروتي المفقودة تلك .... ؟؟؟

شعرت عند أول خاطرة تفقّدتها رجولتي المسجونة .. بغيرة قاتلة، بوحش تربّص بأوردتي يودّ اقتلاعها ... بجنون ساحق أرخى سواعده ليخنقني ... ببطء شديد و بحركات منعدمة .. حتى يتشبّه الخنق بالانتحار و حتى أفقد على إثره حياةً تداخلت معانيها ..

مجرّد الوخز كفيل بأن يقتلني ... و لن يبالي إن كان هناك تشريح أم لا .. فقوانين الموت لا تعترف بغير الإسراف و البذخ .. !!

آه كم أشتاق للأراجيح المعلّقة على شجر الزيتون و الرّيح التي تقذفني كلّما دفعني أحد حيث يرقد البدر و ترتجف شفتاه للثم أمسية ربيعية و كان الصباح المستشيط غيضا لا يزال يعدو خلف هفوة مساء سرقت منه إشراقة شمس دافئة، كم أحنّ لوشوشات النسمات الربيعية حين تداعب وجنتيّ و أنا أفكِّكُ توتري و قهري بإغفاءة مسالمة ..

آه على طفولتي المتسكّعة هناك ... و شبابي المبعثر كقطع حجارة عربية الأصل بجنسيات مختلفة .... و الأحجام كأطفال و رجال تساووا في المصير الشامخ ( عند افتراش الأرض ) و كأنّ المأساة لا تفرّق و لا تعترف بالطبقات الجسدية و العمرية .. و لا حتى الحسّية و لا درجات التفوّق العقلي .

تتشابه في وقع ارتطامها العربي ... و كأنّها تنطق ... حروف الأبجدية العربية ...

أشعر بعطش شديد ... و مياه المستنقعات الموجودة هنا لن تسدّ رمقي ... و لن تعوّض ثمن الدموع المذروفة منذ زمن ...

فقط حنفية قريتي المسخّرة من الله من تحلّ معضلة العطش في جسدي المحموم ... و تنزع عن وجهي أثر آخر ماء توضأت به لأداء صلاة الفجر .... و أنا هناك في زيارة خاطفة .. الماء هناك يشعر بوطأة الشجن فيطفئه و يتسرّب ليهطل دمعا بدل دمعي حتى لا يلازمني ألم البكاء ..

تماما كما أطلَّت هي على أوراقي إطلالة خاطفة ... و بحنكة لص محترف سرقت سطور عمر دون أن ترد لي دين غروبها المبكّر و فوائد استهلاكها المسرف لتفكيري و خواطري و أشجاني ...
أسكرتني تلك المرأة دون أن تلامس شفتيّ كأسٌ صُنِعت لتضمّ قطرات نبيذ .. دنت بحبل أفكاري ليلامس سيناريو فيلم بأكمله ... شَرَّعت له كل الديانات طقوس البوح فيها ليمارس حبّه العذري على راحة الأوراق الناضجة و كأنّ المراهِقة منها لا تصلح لحمل شتات فاضح .. فيلم يسافر بأوراقه الدبلوماسية عبر حدود الشّعر كلّها شرقها و غربها شمالها و جنوبها ..






آخر تعديل حياة شهد يوم 09-18-2012 في 07:46 PM.
  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجزء الأول من رواية ( تصاميم أنثى ) حياة شهد القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 13 10-16-2013 11:26 AM
الجزء الخامس من رواية ( تصاميم أنثى ) .. حياة شهد القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 4 09-19-2012 11:00 PM
الجزء الثالث من رواية ( تصاميم أنثى ) .. حياة شهد القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 6 09-17-2012 07:31 PM
الجزء الرابع من رواية ( تصاميم أنثى ) .. حياة شهد القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 2 09-17-2012 07:27 PM
الجزء الثاني من رواية ( تصاميم أنثى ) حياة شهد القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 4 09-15-2012 10:30 PM


الساعة الآن 08:54 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::